قلق في المدارس…فيروس H1N1 ينتشر بين الطلاب
*بقلم ناديا الحلاق*
اكتسب اللبنانيون خلال السنوات الماضية مناعة قوية ضد الأزمات، وتعايشوا معها لتبقى مناعتهم الصحية هشة أمام الأوبئة والأمراض، مع الحديث عن موجة من الإنفلونزا H1N1 تجتاح المدارس في مختلف المناطق اللبنانية، ما أثار القلق في صفوف الأهالي بسبب انتشاره السريع بين الطلاب، مع ما يرافقه من عوار ض شديدة وطول فترة الشفاء منه.
وتداولت معلومات مؤخراً عن انتشار الفيروس بشكل كبير في مدارس بيروت حيث أثبتت 7 حالات من بين كل 10 حالات مشتبه بها ما دفع إدارات المدارس إلى إرسال بريد إلكتروني للأهالي يبلغونهم ضرورة إبقاء الطلاب الذين ظهرت عليهم عوارض المرض في المنازل.
وأبلغ أولياء أمور موقع “الجريدة” إقفال إحدى المدارس صفوفها بقرار فردي، بعد إصابة معظم طلابها في مرحلة الروضة. في حين قرر عدد من الأهالي عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة خلال هذا الأسبوع بعد أن ثبتت إصابة عشرات الحالات بـ H1N1في مدرستهم.
والـ H1N1 هو نوع من فيروس الإنفلونزا المصنفة ضمن الفئة “أ” هو إنفلونزا موسمية عادة ما تظهر خلال شهر تشرين الثاني وتمتد حتى نهاية شهر آذار.
وعلى الرغم من أن المصابين بـ الـ H1N1 تظهر عليهم أعراض مرض عادية، إلا أنه في بعض الحالات وخصوصاً لدى الأطفال وكبار السن تكون الأعراض أكثر خطورة خصوصاً لدى من يعانون من الربو وأمراض الرئتين والمصابين بداء السكري ونقص المناعة وأمراض القلب.
وينتقل الفيروس بين الأشخاص بشكل سريع جداً من خلال السعال والعطس ولمس الأسطح الملوثة بالفيروس، وخصوصاً في المدارس ودور الحضانة والجامعات وأماكن اللعب المخصصة للأطفال وفي كل أماكن التجمعات.
أما بالنسبة للأعراض فتتمثل بالحمى، السعال، التهاب الحلق، القيء، رشح الأنف، انسداد الأنف، آلام العضلات والمفاصل، التعب والارهاق، الاسهال والارتعاش. وفي حالات قليلة قد لا يصاب حامل الفيروس بالحمى.
ويتطاير الفيروس من شخص إلى آخر ويظهر على المصاب خلال فترة تتراوح بين يوم من الاصابة به إلى 5 أو7 أيام، وقد يحتضن الجسم الفيروس بضعة أيام قبل ظهور العوارض. أما عن مدة التعافي فتكون خلال 7 أيام من اكتشافه.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد إحصاءات دقيقة لدى وزارة الصحة حول أعداد المصابين، إلا أن الاطباء يشددون على ضرورة الإجراءات الوقائية في المدارس ووضع الكمامات واستخدام المعقمات والتباعد اجتماعي لوقف تفشي H1N1، وعلى ضرورة التعاون المجتمعي بين الأطباء والأهالي وإدارات المدارس كي لا يكون العام الدراسي مثقلاً بالفيروسات والأمراض.