متفرقات

الرئيس الأميركي : بابـا ووليُّ عهد وأمبراطور

الوزير السابق جوزف الهاشم

هذا الذي عُرف برجلِ “الكاوبوي” الأميركي ، يسعى وراء اصطياد الجوائز ويبارز بالمسدسات ، حلَّتْ عليه نعمة الروح القدس فارتدى الثوب البابوي قبل أن يُنتـخب البابا الأميركي لاوون الرابع عشر ، وهو الذي قال خلال حملته الإنتخابية ، “إن الله أنقـذَهُ من محاولة الإغتيال ليكرّس نفسه لخدمة أميركا …” فإذا هوَ يستوحي العـزّة الإلهية ليكون رسول السلام العالمي لبني البشر .
لقد تلبّس الرئيس الأميركي دونالد ترامب لباسَ شخصيات شتّى ، فكان البابـا ، وكان الأمبراطور ، وخلعَ على نفسه العباءة العربية السعودية كأنّـه ولـيٌ آخر للعهد ، ووصف ولـيَّ العهد الأمير محمد بن سلمان ، بالرجل العظيم الذي لا مثيل لـه ، يمثّلُ في المنطقة دورَ أميـرِ المؤمنين .
لقد استعادت أميركا دورها القيادي في المنطقة الذي افتقدَتْـهُ بعد سقوط الإتحاد السوفياتي الجبّار المنافس ، واستعادت أصدقاءها الخليّجيين ، وبرزت السعودية جباراً إقليمياً يرتقي فوق هالَـةِ تركيا وإسرائيل .
يقول “ترامب” : هذا الثنائي الأميركي ـ السعودي يمثل عصراً ذهبياً جديداً، وبفضل العلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بينهما يبزغ ، “فجـرٌ رائعٌ ينتظره الشرق الأوسط الجديد” .
الفجر الرائع الذي ينتظره الشرق الأوسط ، هو فجـر السلام ، وفي حالةِ السلام ، تصبح السعودية هي الحليف الأقرب إلى أميركا ، بديلاً من الشرطي الإسرائيلي الحليف في حالة الحرب .
من أجل تحقيق هذا السلام “الأبراهيمي” رفـعَ ترامب العقوبات عن سوريا، نزولاً عند رغبة الأمير محمد بن سلمان ، والتقى الرئيس أحمد الشرع لتأكيد شرعيته الدولية ، وانتشال سوريا من المحور العسكري الإيراني وسائر الفصائل المتفشيّة بالإرهاب .
أبـرز عقبة في طريق الإتفاقات “الإبراهيمية” وطريق السلام السياسي والأمني والإقتصادي في المنطقة ، هو البرنامج النووي الأميركي ، وقيل إنَّ إيران إلتَمَستْ وساطة الأمير محمد بن سلمان من أجل تخفيض مطالب الجانب الأميركي حيال الإتفاق النووي .
في المجال النووي ، راح “ترامب” يمثّل دور البابـا والأمبراطور : البابـا الذي يحمل غصن الزيتون ، والأمبراطور الذي يهدّد بالعقوبات الهائلة .
“فإذا رفضت إيران غصن الزيتون واستمرت في حروبها بالوكالة ومهاجمة جيرانها ، فلن يكون أمامنا خيارٌ سوى استخدام القوة العسكرية للدفاع عن حلفائنا”.
وكانت القمة الخليجية ـ الأميركية ، التي جمعته مع حلفائـه قادة الخليج لوضع الخطوط العريضة لأمـن المنطقة في مواجهة التحديات الإقليمية .
لم ينسَ “ترامب” : “أن لبنان كان ضحيةً لسياسات إيران وحزب الله ، وهو يحظى بفرصةٍ جديدة مع الرئيس الجديد وحكومته ، مبدياً استعداده لمساعدته على بناء مستقبل أفضل ، وفي سلامٍ مع جيرانه… فيما لبنان وسلام لبنان كانا ولا يزالان ضحية جيرانه .
يبقى ، أن يتّخـذ لبنان دوراً لنفسه يتماشى مع الموكب الراجح نحو السلام في إطار الإندماج الإقتصادي والإحتضان العربي ، وعليه أن يعرف كيف يعتلي صهوة الخيول الرائدة حتى لا يكون مجروراً بأذناب الخيول الشاردة .

عن جريدة الجمهورية
بتاريخ : 16/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى