متفرقات

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ… والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار

كتبت صحيفة “الديار” تقول:

الحرب مستمرة وطويلة، لن تتوقف حتى القضاء على المقاومة من لبنان حتى غزة مروراً بسوريا. هذا هو أساس الطرح الأميركي – «الإسرائيلي» والباقي تفاصيل. الوقائع على الأرض تثبت ذلك، وكذلك القراءات السياسية والمعلومات لدى القيادات القريبة من محور المقاومة، بغض النظر عن التواصل اليومي الإيجابي القائم بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وحزب الله، ومع رئيس الحكومة نواف سلام، الذي استقبل منذ أيام الحاج حسين خليل، وجرى البحث في ملف الإعمار، واتخذت الحكومة إثر ذلك الإعفاءات الضريبية في قرى الحافة الأمامية في الجنوب، لكن اللقاءات دون نتائج ملموسة حتى الآن بسبب الفيتو الأميركي.

 

أما في موضوع الاعتداءات الإسرائيلية «ما باليد حيلة لدى الحكومة»، وليس هناك من ضمانات لوقفها، والملف يتابعه رئيس الجمهورية لحظة بلحظة، فيما الشغل الشاغل للحكومة الملف الاقتصادي والإصلاح الإداري.

وحسب الاتصالات البعيدة عن الأضواء، يركّز الطرح الأميركي – «الإسرائيلي» على إعطاء مسألة التطبيع مع العدو «الإسرائيلي» الأولوية القصوى، وتسليم السلاح والقضاء على المنظمات الفلسطينية وقياداتها، قبل ملفي الإعمار والمساعدات، وهذا الأمر يتطلب استمرار الغارات اليومية فوق كل الأراضي اللبنانية، ولا خطوط حمراء حول أي منطقة وصولاً إلى بيروت والضاحية بموافقة دولية وإقليمية…

 

وفي المعلومات، فإن الولايات المتحدة الأميركية غير مقتنعة بوجهة النظر اللبنانية حول معالجة ملف سلاح حزب الله، ونقلت أورتاغوس هذا الكلام إلى المسؤولين اللبنانيين مباشرة. والقوى المسيحية في الحكومة تعتبر موضوع سلاح حزب الله ونزعه في مقدمة الأولويات وقبل أي ملف آخر، وتثير الموضوع في كل اجتماعات مجلس الوزراء، مما يؤدي إلى تشنجات مع وزراء الثنائي.

وفي هذا المجال، هناك تباين شاسع بين رئيس الجمهورية والقوى السياسية المسيحية في الحكومة حول هذا الملف، والرئيس عون ما زال متمسكاً بالحوار لحل مسألة السلاح، وعدم الالتزام بأي مهل في هذا الشأن، حفاظاً على السلم الأهلي. والسؤال: هل تخرج القوى السياسية المسيحية من الحكومة، إذا أصر الرئيس عون على مواقفه؟

 

وحسب الاتصالات، فإن الولايات المتحدة و «إسرائيل» متمسكتان بالتطبيع الشامل بين «إسرائيل» ولبنان وسوريا، ولا تريدان فصل الملف اللبناني عن السوري. وتحركت دول لرعاية التطبيع بين الشرع و «إسرائيل»، وهناك تقدم في هذا المجال بعد أن وصلت الرسالة إلى الرئيس السوري: «التطبيع مقابل وقف الغارات وترويض الأقليات، وتسليم النظام الحالي كل سوريا». وهناك خطوات متقدمة بين الجانبين السوري و «الإسرائيلي» ترجمت هدوءاً نسبياً في السويداء.

ومن هنا تنطلق الخشية الجنبلاطية من حدوث متغيرات في المواقف الأميركية و «الإسرائيلية» تجاه سوريا والانفتاح عليها، وعندئذ يدفع الدروز الفاتورة الكبرى، ومن هنا ينطلق جنبلاط للعمل على تأمين الحاضنة السنية للدروز وحمايتهم من التقلبات.

 

الأمور «مكربجة» جداً، ولبنان تنتظره أيام صعبة، من التطبيع إلى سلاح المقاومة إلى السلاح الفلسطيني في المخيمات، إلى المنظمات الإرهابية، إلى إعادة الإعمار، إلى النازحين السوريين والحدود، وغيرها من الملفات.

وحسب المعلومات، فإن الجهد الأمني «الإسرائيلي» ما زال مركزاً على الجنوب والضاحية وبعلبك، وهناك عشرات طائرات التجسس تراقب هذه المناطق، وتم الزج بكل التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، لمراقبة تحركات الجنوبيين والجيش اللبناني والقوات الدولية، في ظل الغياب الشامل للجنة الدولية المكلفة مراقبة وقف النار.

فالقرار «الإسرائيلي» واضح بعدم عودة الحياة الطبيعية إلى قرى الجنوب وإقامة الصلوات على أرواح الشهداء في عيد الأضحى المبارك، كما يركّز «الإسرائيلي «على سلخ الجنوبيين عن بيئة المقاومة، وبث اليأس في صفوفهم وشيطنتهم. وكرّست السفارة الأميركية فريقاً متخصصاً لهذه الغاية، يقوم بإعداد الملفات والتقارير عن سلاح المقاومة، وأنه العائق أمام الحلول وعودة الجنوبيين إلى حياتهم الطبيعية، كما ستحاول «إسرئيل» ضرب الموسم السياحي وتحميل حزب الله المسؤولية عبر حملات إعلامية يومية ومنظمة.

 

نادي الاتحاد السعودي في بيروت

بعد القرار الإماراتي بعودة طيرانها إلى بيروت، وصل أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي نادي الاتحاد الرياضي السعودي في كرة السلة، بعد غياب طويل امتد لسنوات بموافقة ملكية، في ظل معلومات عن توجه الرياض الى رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان بدءاً من عيد الأضحى المبارك، وتأتي هذه الخطوات في إطار الدعم الخليجي للعهد الجديد برئاسة عون.

 

انتخابات الشمال

وقبل يوم من الانتخابات البلدية في الشمال، رسا المشهد الانتخابي على 6 لوائح في طرابلس أبرزها: لائحة تحالف أشرف ريفي وكريم كبارة وفيصل كرامي وطه ناجي، لكن الاستعدادات تشير إلى أن جمهور المقاومة لن يعطي صوته لفيصل كرامي لأسباب عديدة، علماً أن كرامي غاب عن مهرجان تشييع السيد حسن نصرالله، وكانت له مواقف من حرب الإسناد.

اللائحة الثانية وهي مدعومة من النائب إيهاب مطر وجمعية «عمران»، التي يديرها أثرياء طرابلس وكبار المتمولين، واللائحة الثالثة مؤلفة من «حراس المدينة» الذين أدّوا دوراً في الأحداث الماضية والتظاهرات، وهناك تحالف مع «الجماعة الإسلامية»، واللائحة الرابعة برئاسة أحمد ذاق.

وفي زغرتا والبترون فإن المعركة الانتخابية بين تحالف «المردة» و«التيار الوطني الحر» في مواجهة «القوات» وميشال معوض. وإذا كانت معركة زغرتا محسومة لفرنجية، فإن معارك رشعين وبقية القرى تصب لمصلحة معوض والفوز برئاسة اتحاد البلديات.

 

بيروت

الصورة في بيروت غير محسومة حتى الآن، وحزب الله يرفض الدخول في لائحة تضم «القوات اللبنانية»، في ظل السعي إلى تشكيل لائحة قوية من كل القوى السياسية لضمان التمثيل المسيحي، واللائحة القوية المدعومة من «أمل» و «الاشتراكي» و «الطاشناق» و «المشاريع» و «الجماعة الإسلامية» ومخزومي وبعض نواب العاصمة، تنتظر موافقة «القوات» و «الكتائب» والنواب المسيحيين، للدخول إليها بعد الانتهاء من اتصالاتهم. وفي موازاة ذلك، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان لائحتها.

المشكلة في بيروت تكمن في عدم وجود الضامن للشراكة، بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد البلدي. وبالتالي، فإن الأمور مرهونة بالاتصالات الإقليمية، للوصول إلى توافق يضمن نجاح المسيحيين، وإلا فإن تأجيل انتخابات بيروت ما زال متقدماً.

 

تعديل قانون الانتخابات

بدأت الكتل والأحزاب السياسية الاستعدادات للاستحقاق النيابي في أيار 2026، وتقدّم أمس 9 نواب باقتراح قانون يرمي إلى تعديل بعض مواد القانون 44-2017 المتعلق بانتخاب أعضاء جدد، وتثبيت حق المغتربين في الاقتراع في دوائرهم الأصلية كما حصل في الانتخابات الماضية، وذلك عبر إلغاء المقاعد الستة المخصصة للمغتربين، تأكيداً على مبدأ المساواة الكاملة في الحقوق السياسية بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين.

وأعلن أكثر من 50 نائباً تأييدهم لهذا الاقتراح، ومن المتوقع أن يأخذ هذا الموضوع نقاشات واسعة وكباشاً حاداً، في ظل الخشية عند «التيار الوطني الحر» وحزب الله من ممارسة ضغوط سياسية على المغتربين، لمنع التصويت للوائح المدعومة من المقاومة وحلفائها، كما حصل في الانتخابات السابقة في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية، الذين دعموا لوائح «التغيير»، فالنائب مارك ضو نال أكثر من 2000 صوت اغترابياً، فيما لم تتجاوز أرقام طلال أرسلان الـ50 صوتاً، نتيجة الضغوطات بعدم التصويت للنواب الدائرين في فلك المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى