كواليس الاستعداد للتمديد لعون: منتصر وخاسر ومحرَج وصامت
كتب داني حداد في موقع mtv:
“حُسم التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون”. تسمع العبارة من أكثر من مصدر، من أكثر من فريق. لكنّ الاتصالات والاجتماعات مستمرّة، ولم تتوقّف حتى يوم الأحد، سواء على خطّ الساعين الى تسهيل أو العاملين على العرقلة.
عُقد اجتماعٌ لنوّاب المعارضة قبل ظهر أمس الأحد عبر تقنيّة “زوم” على جدول أعماله بندٌ وحيد هو قرار التمديد، حيث انقسم المشاركون بين رأيين: الموافقة على المشاركة في الجلسة التي سيدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعلى جدول أعمالها بند تأجيل التسريح، أو رفض المشاركة في جلسة تشريعيّة في ظلّ الشغور الرئاسي. ستستمرّ الاجتماعات اليوم، على أن تُعلن مواقف الكتل تباعاً، ومن أبرزها موقف حزب الكتائب الذي سيُعلن بعد اجتماع المكتب السياسي الذي سينعقد عند الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء. علماً أنّ النقاش يحصل داخل الحزب بين رأيين: التمسّك بالموقف المبدئي الذي يرفض التشريع في ظلّ غياب الرئيس، أو التراجع عن ذلك استثنائيّاً لأنّ الموضوع يمسّ بقيادة الجيش.
إلا أنّ المؤشرات تدلّ على أنّ قرار التمديد قد اتّخذ، بعد أن كان تعيين قائدٍ جديد للجيش شبه محسوم قبل أسابيع قليلة، لكنّ ثلاثة مواقف كانت حاسمة في تغيير المسار: الأول، السقف العالي في عظات البطريرك الماروني الذي أحرج كثيرين، مسيحيّاً وإسلاميّاً. الثاني، موقف النائب السابق وليد جنبلاط الذي حصلت محاولات عدّة لسحبه الى صفوف معارضي التمديد، وقدّم له باسيل عروضاً تتعلّق برئاسة الأركان، إلا أنّ جنبلاط رفض هذا التعيين قبل حسم مصير قيادة الجيش. الموقف الثالث للدول المعنيّة بلبنان، وقد نقله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان. علماً أنّ مصادر التيّار الوطني الحر سوّقت كلاماً لم يقله لودريان، في محاولة لتشويه صورة عون.
الخاسر الأكبر من قرار التمديد هو بالتأكيد باسيل الذي وجّه رسائل في الأيّام القليلة الماضية باتجاه أكثر من مرجعيّة، على رأسها حزب الله، في محاولة لإيجاد تسوية تمنع التمديد. إحدى الجهات التي تلقّت رسالةً من باسيل علّقت بأنّه يجري ابتكار حلول غير قانونيّة كطروحاتٍ بديلة عن التمديد، ولذلك ليس سهلاً الموافقة عليها.
وتجدر الإشارة الى أنّ نوّاباً من تكتل “لبنان القوي” يؤيّدون التمديد لعون، ويقوم بعضهم بمساعٍ لتأمينه، إلا أنّهم سيلتزمون جميعاً بقرار مقاطعة الجلسة.
أمّا المحرَج الأكبر فهو حزب الله الذي لن يُطلق أيّ موقفٍ علنيّ من التمديد، وهو يواصل البحث عن مخرج يجمع بينه وبين إرضاء باسيل. يفضّل الحزب أن يحصل التمديد في مجلس النوّاب فيُبعد عنه كأس تأمين النصاب في مجلس الوزراء.
وإذا أردنا تعداد المنتصرين فإنّ اللائحة تشمل القوات اللبنانيّة وبعض النوّاب المعارضين والمستقلّين الذين أعلنوا جهاراً تأييد التمديد، علماً أنّ نقاشاً يحصل في الكواليس عن ضرورة توسيع دائرة المستفيدين من تأجيل التسريح لتشمل مدير عام قوى الأمن الداخلي وضبّاطاً آخرين، خصوصاً لتجنّب الطعن بالقانون وعدم حصر الاستفادة منه بقائد الجيش.
ويبقى الصامت الأكبر هو العماد جوزيف عون الذي لم يتبلّغ بشكلٍ مباشر أيّ قرار بالتمديد أو عدمه، وهو يتلقّى المعلومات عبر قنواتٍ خاصّة، بشكلٍ غير رسمي.