متفرقات

معظم دول ما سمّي “العالم المتحضّر”، لا تزال تقبع في وثنيّة القرون الغابرة وهمجيّتها…

سؤال الحقيقة… وقضيّة فلسطين…!؟

أيّ عالمٍ هو عالَمُنا… وأيّ إنسانٍ هو إنسانُنا…وأيّ ثقافةٍ هي ثقافتُنا…!؟

كتب الدكتور ناصيف القزي

أسئلةٌ تَطْرَحُ نفسَها علينا، في زمنٍ بلغ فيه حالُ العالم المأزوم والمتفجّر، حدّ الظَنّ باقتراب “قيام الساعة”…!؟
الديمقراطيّة ليست بخير…
شرعة حقوق الإنسان أسيرة ازدواجيَة المعايير…
منظومة القيم الإنسانيّة استحالت مجرّد شعارات…
أخلاقيّات الحكم وإدارة النزاعات، حدّث ولا حرج…!؟

وهكذا، يتكشّف لنا، حرباً بعد حربٍ، ونكبةً بعد نكبة، أنّ معظم دول ما سمّي “العالم المتحضّر”، لا تزال تقبع في وثنيّة القرون الغابرة وهمجيّتها… بحيث أنه، وأمام مصالحها ونفوذها، تتداعى كلّ الشرائع والمواثيق التي رسى عليها النظام العالمي منذ ما بعد ثورة 1789 الفرنسيّة.

وعليه، فإذا كان ما يسمى “العالم المتحضّر” يريد فعلاً أن يكون منسجماً مع قِيَمِهِ وفلسفاتِه وثوراتِه الناخِعَة، ولا سيما منها تلك التي بَدّلَتْ مسار التاريخ، ليَنْعَمَ الإنسانُ الفَرْد بحريته وكرامته؛ إذا كان فعلاً يريد ذلك – وقد زُيِّنَ لنا أنّه خَرَجَ فِعلاً من القرون الوسطى ومن ذهنيّة الغاب والإستعمار، فما عليه إلا أن يعْمَلَ على وَقْفِ الظُلم المتمادي – وتحت أيّ ذريعةٍ كان، عن الشعوب المقهورة، وفي طليعتها شعب فلسطين… ليكون لهذه الشعوب الحق المطلق في تقرير مصيرها… فتتوقّف النزاعات، وتتحقّق العدالة والمساواة، وتنتشر ثقافة التسامح والسلام…
عندئذٍ، وعندئذٍ فقط، يكون الناس حقاً قد “ولدوا أحراراً متساوين في الحقوق والواجبات” [البند الأول من شُرعة حقوق الإنسان]… وعندئذٍ، تكون تلك الشُرعة، إسماً على مسمّى.

وإذا لم يفعل، فإنه، وللأسف، سيستحيل عَوالِمَ متقابِلَة ومتصادمة، تُعيدُ الإنسان قروناً إلى الخلف، وتستولدُ حروباً لا تنتهي. وبذلك، يكون “الكائن العاقل” قد أعَدّ بنَفْسِه أدواتَ تَشَلّع حضارتِه الإنسانيّة، مع ما أدرَكَتْه تلك الحضارة من تقدّم ورقيّ… وزوالها، بالتالي، عاجلاً كان ذلك أم آجلاً…!؟

وهذا ما يمكن أن يَأسُر َالبشريّة في عَوْدٍ على بَدْء… فيَسْقُطُ التاريخُ من حيث هو “تطوّرٌ خلّاق”… وتنطفىء الأنوار…!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى