محليات

مطار بيروت يتأهب لصيف واعد… رسامني يعلن عن خطة طريق جديدة

في ظل مؤشرات متزايدة على انتعاش وشيك في حركة السفر نحو لبنان خلال موسم الصيف المقبل، تتكثف الجهود الرسمية لتوفير بيئة ترحيبية واستيعابية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. ويُعوَّل على أن يشكّل الموسم السياحي الحالي أول اختبار فعلي للعهد الرئاسي الجديد، في ظل رفع لافتات “عهد جديد للبنان” على طول طريق المطار، كعنوان رمزي لما تأمل الحكومة أن يكون بداية مرحلة نهوض تدريجية.

,تبذل وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع وزارة الداخلية والجهات المعنية، جهداً لافتاً لتحسين المشهد العام في محيط المطار وفي داخله، بحيث يكون الانطباع الأول لدى الوافدين إيجابيًا، يعكس الهوية الحقيقية للبنان، بعيدًا عن الصور النمطية التي لطالما اقترنت بمرافقه.

وفي السياق، بدأ تنفيذ خطة لإزالة الصور السياسية والحزبية عن طريق المطار، لا سيما تلك التي ترتبط بـ”حزب الله” أو مسؤولين إيرانيين، ما أعطى انطباعًا أوّليًا بتغيّر في المقاربة العامة للمشهد العام حول المطار.

وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أكد في تصريح لصحيفة “الأنباء الكويتية” أن وزارته تضع اللمسات الأخيرة على مجموعة مشاريع ستُطلق قبل بداية الصيف، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية على أكثر من صعيد لجعل مطار بيروت بمستوى الحدث.

وكشف رسامني عن مشروع مشترك تعمل عليه وزارتا الأشغال والداخلية بالتعاون مع شركات داعمة، يشمل تحسين الطريق الممتدة من مبنى “الإسكوا” في وسط بيروت وصولاً إلى مباني “الميدل إيست” والمطار، بمسافة تصل إلى ستة كيلومترات.

أما بالنسبة للمشروع الكبير لتوسعة المطار، فأوضح الوزير أنه بات يمتلك خطة تنفيذ واضحة تتطلب بين ستة أشهر وسنة لإنجازها، وتهدف إلى رفع القدرة الاستيعابية وتحسين المرافق والخدمات.

وأشار رسامني إلى أن مطار بيروت أُنشئ ليستوعب نحو ستة ملايين مسافر سنوياً، إلا أن عدد الوافدين في بعض الفترات يتخطى هذه القدرة، لا سيما حين تصل طائرات عدّة في توقيت متقارب، ما يسبب ازدحاماً ملحوظاً. وقال: “نعمل حالياً على تحسين الوضع بالموجود، عبر استخدام ذكي لمحطات الـ Terminal وتوسيع مساحات الخدمة قدر الإمكان”.

كما أعلن عن جلسات مرتقبة مع وزير الداخلية أحمد الحجار لتنظيم حركة المسافرين وتفادي الازدحام، عبر اعتماد آليات حديثة في التنسيق بين الأجهزة الأمنية والموظفين.

وفي ما يتعلق بتمويل المشاريع، أكد رسامني أن الوزارة تعمل ضمن إمكانياتها الذاتية من ميزانيتها الخاصة، مشيداً في الوقت نفسه بمساعدة سابقة من الدولة الألمانية عبر تقديم البوابات الرقمية، في حين لم تُسجل حتى الساعة مساهمات كبيرة من مانحين آخرين.

تأتي هذه التحضيرات في سياق توقّعات متفائلة لموسم صيفي مزدحم، مدفوعاً بارتفاع كبير في حجوزات السفر إلى لبنان، لا سيما من قبل المغتربين اللبنانيين الذين يشكّلون العمود الفقري للحركة السياحية في البلاد. وفي الأعوام الماضية، كانت هذه العودة الصيفية تشكل دعماً اقتصادياً مباشراً للقطاعات الخدماتية، في ظل الأزمة النقدية الحادة التي يعيشها لبنان.

وفي هذا الإطار، تشير بيانات شركات الطيران ووكالات السفر إلى أن نسبة الحجوزات تخطت 70٪ لشهري تموز وآب، ما يعزز الآمال بموسم نشط يرفد الاقتصاد اللبناني بالسيولة والدعم المعنوي.

إلى جانب البنية التحتية، تولي السلطات أهمية قصوى لتعزيز الإجراءات الأمنية، خاصة مع تكرار حوادث تهريب الأموال والممنوعات. ويتزامن هذا مع إعادة تفعيل أجهزة الرقابة والتفتيش ورفع جاهزية العناصر الأمنية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات والشرطة القضائية.

الخلاصة أن مطار بيروت الدولي يعود إلى الواجهة كبوابة أساسية لاستقبال الزوار والمغتربين، وكواجهة أولى يأمل المعنيون أن تعكس الوجه الحقيقي للبنان: الآمن والمنظم والمنفتح. وفي ظل التحديات المالية واللوجستية، تبقى الإرادة السياسية وتعاون الجهات المعنية شرطين أساسيين لتحقيق تحول تدريجي في صورة المطار، وفي صورة البلد ككل.

المصدر: الانباء الكويتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى