معركة رئاسة البلدية في شحيم تحتدم مع بروز نواة 6 لوائح انتخابية والإرباك سيّد الموقف بين العائلات والقوى الفاعلة بعد فشل مساعي التوافق..

خاص- موقع الاقليم والشوف الأعلى
الإرباك سيد الموقف في بلدة شحيم، حيث تتكثف الإتصالات واللقاءات على أكثر من صعيد بين العائلات في البلدة، التي تعتبرعاصمة اقليم الخروب، لإيصال مرشحيها الى المجلس البلدي الجديد، الذي بات يتكون من 21 عضوا، وسط إستنفار وحماس شبابي وعائلي واسع، وهو ما بدا واضحا على الأرض من خلال كثرة المرشحين وبروز عدة لوائح، يعمل على تظهيرها بين العائلات .
وهذا ما يعطي إشارة الى أن المعركة لن تكون سهلة في شحيم، بل ستكون حامية في كل المقاييس، ويحكم سقفها اللعبة الديموقراطية التي يحرص عليها الجميع في شحيم وإقليم الخروب، بعد أن فشلت محاولات التوافق التي سعت اليها العائلات والقوى السياسية التي يتكون منها المجتمع في شحيم .
وقد أكدت مصادر معنية ومتابعة للإنتخابات البلدية في شحيم، “أن هذا الإندفاع والهجوم العائلي على إمساك زمام الأمور في البلدية، يأتي على خلفية المعاناة، التي عاشتها شحيم، والذي أدت الى حل المجلس البلدي وإنفراط عقده من جهة، ومن جهة أخرى فتح شهية معظم عائلات شحيم على ترؤس البلدية، لا حصرها في بعض العائلات “.
وشددت المصادر على “أن العوامل العائلية في شحيم، هي المؤثرة في قرارها، أكثر من العوامل السياسية في المعركة البلدية والإختيارية”، وإعتبرت ان البعد السياسي له تأثير في صورة وعمل المجلس البلدي لاحقا بعد الإنتخابات ..”
واعتبرت المصادر “ان المعركة في شحيم، هي معركة “الرئاسة”، والتي باتت جليّة من خلال سعي ورغبات معظم العائلات بأحقية الرئاسة ..”
وبحسب المعطيات والتحركات الناشطة على الأرض، حتى الساعة تتصدر اهتمامات المعركة البلدية نواة 6 لوائح يجري تظهيرها بين العائلات، ومنها لائحة برئاسة رئيس البلدية السابق أحمد محمد فواز، الذي أكد أنه “يسعى الى إختيار فريق عمل من أصحاب الكفاءة، لديه رؤية واحدة، الى جانب أعضاء فريقنا الذي كان معنا في المجلس البلدي السابق”، مشددا على “ان شحيم تتممتع بطاقات كبيرة نحاول ان نوجد لها دورا في المجلس البلدي لخدمة شحيم وأهلها .”
وأشار فواز الى “وجود سلسلة من الإتصالات والمشاورات لتسمية اعضاء اللائحة”، وشدد على “أن طموحنا كبير، ولكن الأزمات حولتنا الى فريق أزمات ونجحنا في ذلك”، مرحبا “بالمبادرات الإيجابية التي تخدم وترفع اسم البلدة ونهوضها”، وتمنى من “القوى السياسية ان تقف الى جانب أبناء البلدة، ويكونوا “بي وأم الكل”.
ولائحة ثانية برئاسة الأستاذ سامي فهد عبد الله، الذي يقوم بمروحة من الإتصالات والإجتماعات، لإختيار وتسمية أعضاء اللائحة من العائلات .
وفي حديث لـ “موقع الاقليم والشوف الأعلى” في دارته في شحيم، وردا على أسئلتنا حول برنامجه الإنتخابي ورؤيته لخوض الإنتخابات البلدية في شحيم قال الأستاذ سامي عبد الله:”إنطلاقا من حرصي على مصلحة بلدتي والمسؤولية التي تقع على عاتقي كأي فرد من أهالي شحيم، كوني من شباب شحيم، أمد يدي الى آخرين بإختصاصات مختلفة يجمعها هدف النهوض بشحيم من خلال المؤسسة الأم أي البلدية، لذلك قررت خوض هذه المعركة التنموية عسى أن أوفق مع نخبة من شركائي في اللائحة لتحقيق ما يصبو اليه أبناء البلدة من إنماء وتطور وإكتفاء على مختلف الأصعدة الثقافية والعمرانية والإجتماعية .. والله الموفق.”
وردا على سؤال حول تعدد اللوائح والحماس، وعما اذا كان يعتقد أن التوافق بعيدا في ظل هذا الواقع أجاب عبد الله:” في مفهومي الشخصي، التوافق يكون على المصلحة العليا للبلدة لكي يكون حقيقياً، وأتمنى أن يكون هذا ما تعنيه بسؤالك عن التوافق . وكما يبدو هناك حماس واضح لخوض هذه الإنتخابات البلدية من خلال تعدد اللوائح، ولا ضير في ذلك، بل دليل عافية وديناميكية في المجتمع من خلال التنافس الديموقراطي على الخدمة، وأنا منفتح على جميع القوى المخلصة التي تضع مصلحة بلدتنا فوق كل إعتبار ولسنا بصدد تهميش الآخرين .”
وعن تأثير القوى السياسية في هذه الإنتخابات وموضوع التحالفات، قال :”لا شك بأن جميع القوى الحيّة في المجتمع ذات تأثير بهذه الإنتخابات بنسب متفاوتة، والأحزاب جزء من هذه القوى، فمن الطبيعي أن يكون لها تأثيرها .. أما بالنسبة لموضوع التحالفات فمازلنا في طور الغربلة لإختيار أفضل التحالفات والتي لم تتوضح في الوقت الحاضر .”
كما يسجل حراك لتشكيل لائحة ثالثة، وتحمل اسم “شحيم بالقلب” ويقودها أحمد نسيب قداح ( الزيون)، والذي أكد “ان اللائحة غير مكتملة، وهناك مساحة تترك للتفاهمات والتحالفات التي تتوضح مع الأيام المقبلة بعد تاريخ 23 من الشهر الحالي، تاريخ اقفال باب الترشيحات”، وأشار الى “ان أعضاء اللائحة تقدموا بطلبات الترشيح اليوم في بيت الدين”، مؤكدا “التواصل مع بقية العائلات لتمثيلها في اللائحة، وهي تضم السادة: علاء فواز وأحمد زهير الحجار وسميرة الحجار وعبد علي درويش ونزيه خضر شحادة وبسام منصور وأركان الحاج شحادة وجهاد عبد القادر حمدان ومحمد علي مراد ورامي ربيع عويدات .”
في مقابل ذلك، أعلن المدير العام السابق للمنشآت الرياضية في وزارة الشباب والرياضة محمد سعيد عويدات عن ترشحه للإنتخابات البلدية في شحيم، وأشار الى “انه يسعى الى تشكيل لائحة تمثل مختلف شرائح شحيم ومن الطاقات التي ترغب في الخدمة العامة .”
في غضون ذلك، وفيما تسعى غالبية عائلات شحيم، ولا سيما الكبرى منها، ترؤس البلدية، ومنها عائلة شعبان حيث يقوم طارق حسام شعبان في اطار خوض المعركة الإنتخابية، بدور فاعل لتشكيل لائحة وتمثيل العائلة فيها، حيث يطالب بعض الأحياء والتجمعات بحقها برئاسة المجلس البلدي، مؤكدا ان العمل يسير بإتجاه اختيار من هم أصحاب الكفاءة والاختصاص في المجلس البلدي، الذي تقع عليه مسؤوليات كبيرة، في وقت يتردد عن محاولات يقوم بها ايضا المهندس وفيق عبد الله لتشكيل لائحة من خلال مروحة من الاتصالات واللقاءات .
هذه الأجواء الإنتخابية المتداخلة مع بعضها البعض، دفعت ببعض المعنيين بهذا الإستحقاق الى التردد والتريث في انتظار استكمال وانضاج الصورة أكثر، لاسيما لجهة كثرة الترشح على الرئاسة والتداول فيه، ومنهم المهندس حسين عبد الغني الحجار، الذي كان متحمسا ومتقدما في الاتجاه الإنتخابي، لكنه عاد وتراجع مع هذا الكم الهائل من المرشحين واللوائح، وفضل ان يتابع عن كثب مجريات الأمور وتطوراتها .
وفي الإطار عينه، أكدت لجنة متقاعدي الأجهزة الأمنية في شحيم، ان العسكريين Pap المتقاعدين يخوضون الإنتخابات البلدية والإختيارية بصفة شخصية، وان اللجنة تدعم توجههم، حيث توزعوا على عدة لوائح في يتم تشكيلها في شحيم .
وأشارت اللجنة الى انه بعد انتخاب المجلس البلدي الجديد، سيدعوا العسكريون المتقاعدون الى انشاء مجلس ظل من المتقاعدين والمجتمع المدني لمراقبة عمل المجلس البلدي وتصويب عمله .
وتترافق الجهود والتحركات الإنتخابية العائلية، مع بروز عوامل سياسية، بإعلان ترشيح عدد من المرشحين المحسوبين على بعض القوى السياسية في شحيم .
النائب بلال عبدالله ومدير فرع الحزب التقدمي الإشتراكي في شحيم غسام محي الدين شعبان، اكتفيا بالبيان الذي صدر عن اللقاء مع تيار المستقبل والجماعة الاسلامية، والذي شدد على التوافق والدعوة الى مجلس بلدي توافقي، يخرج شحيم من التجاءبات والمناكفات والحسابات الضيقة.. وتركا الخيار للناس .
الحجار
من جهته إعتبر النائب السابق محمد الحجار ان الإنتخابات البلدية في شحيم وفي كافة المناطق مناسبة لتقدّم كل بلدة أفضل ما لديها من كفاءات وقدرات، للمجلس البلدي للقيام بدوره التنموي والنهضوي، متمنيا أن يتعظ الناخبين من التجارب السابقة والتي أدت في كثير من الأحيان الى حل المجلس البلدي كما حصل في شحيم نتيجة الخلافات بين الأعضاء، داعيا الى أهمية وضرورة أن يكون المجلس البلدي فريق عمل متجانسا يقدم مصلحة البلدة على أي مصلحة أخرى ..” .
وأشار الحجار الى وجود مرشحين من العائلات ينتمون الى تيار المستقبل والقوى السياسية الأخرى، لافتا الى جهود كبيرة نبذلها للوصول الى التوافق وتزكية لائحة وبالتالي مجلس بلدي يمارس دوره المطلوب، وأكد على أنه يجري عدة اجتماعات ولقاءات للوصول الى هذا الهدف ..
وأكد ان دعوتنا كأحزاب للجميع هي العمل على التوافق والخروج بلائحة واحدة وانتخاب مجلس بلدي متكاتف ورؤيوي، يليق بشحيم التي أصبحت شبه مدينة وعلى كل لسان تستحق وتستأهل كل الخير والتفاني لتنميتها وتطويرها ..
سرحال
منسق تيار المستقبل في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، قال:” نحن نسعى الى التوافق، ونعمل ضمن التوافق العائلي والحزبي”، وأشار الى “اننا كأحزاب ( تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والجماعة الإسلامية) وافقنا في بيان مشترك بعد اجتماع لنا على توحيد الجهود والمساعي نحو الدعوة إلى مجلس بلدي توافقي في شحيم ،يخرج البلدة من التجاذبات والمناكفات والحسابات الضيقة، ونحو رؤية انمائية نهضوية تستحقها شحيم وأهلها .”
ودعا البيان “النخب ومن كل الاختصاصات إلى الاقدام على خوض غمار العمل البلدي وتقديم خبرتهم وعلمهم وكفاءتهم في خدمة خطة انمائية تحديثية لشحيم، ولهذا الغرض يدنا ممدودة إلى الجميع من تجمعات عائلية وفعاليات في البلدة.”
فواز
وأما المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد سعيد فواز، فأمل “ان تكون الترشيحات لمصلحة شحيم”، وأشار الى “انه تم عقد لقاءات مع القوى السياسية والعائلات في شحيم، في محاولة للوصول الى توافق على لائحة واحدة”، مؤكدا “اننا مازلنا نبذل جهودا كبيرة في هذا المجال والتوافق على لائحة تتمثل فيها جميع الاطراف وكل الشرائح العائلية، للولادة مجلس بلدييحقق طموحات اهالي شحيم والبلدة..”