منسوب الخطر يكبر جنوباً… والمجلس يحسم خياراته الإثنين
كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: في كل يوم يؤكد الشعب الفلسطيني أنه يستحق التحية، لتضحياته الهائلة، ولصموده الأسطوري، ولشجاعة مقاومته، ولتمسكه بحقوقه رغم كل هذا الإجرام الذي تمارسه بحقه دولة الإرهاب إسرائيل. وأمس كانت التحية لفلسطين من المختارة، من أمام ضريح شهيد فلسطين المعلم كمال جنبلاط، بمناسبة ذكرى ميلاده السادسة بعد المئة. فكان إحياء الذكرى تعبيراً عن الوفاء له وللقضية التي ناضل لأجلها طيلة عقود. وقد أرادها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط أن تكون المناسبة هذا العام يوم كمال جنبلاط، يوم الحريات، ويوم العدالة، ويوم الإنسانية، ويوم الشعوب الطامحة للحياة الكريمة، يوم الحق الذي لا يموت، يوم فلسطين.
وفي الحرب المتواصلة على الشعب الفلسطيني، سجلت المزيد من المجازر الإسرائيلية على إمتداد قطاع غزة، وقد لاقت قواتها أمس أيضا مقاومة شديدة لا سيما في البريج والشجاعية شمالا وخان يونس جنوبا مكبدةً القوات الإسرائيلية خسائر كبيرة جدا إعترف العدو بعدد منها. أما التطور اللافت في “الجبهات المساندة” فكان قرار الحوثيين في اليمن منع أي سفينة متوجهة الى اسرائيل من العبور من باب المندب.
جنوباً استمرت الإعتداءات الإسرائيلية الآخذة بالتوسع لتطال المدنيين ومناطق بعيدة نسبيا عن الشريط الحدودي. وفي هذا السياق لفتت مصادر أمنية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية إلى خطورة الوضع الأمني في الجنوب، وتخوفت من اتساع رقعة المواجهات مع العدو الاسرائيلي الذي يسعى لتسجيل نصر ما لرد اعتباره بعد عجزه عن اقتلاع حماس وترحيل سكان غزة إلى سيناء.
وتخوفت المصادر من إقدام إسرائيل على استخدام طيرانها الحربي لقصف البنى التحتية في العاصمة بيروت والمدن اللبنانية كما فعلت في حرب ٢٠٠٦، ومن هنا يمكن أن نفهم الدوافع الكامنة وراء زحمة الموفدين الى لبنان الذين حذروا من انزلاق الأمور نحو الأسوأ.
في الشق السياسي، تتركز الانظار الى اجتماع هيئة مكتب المجلس يوم غد الاثنين الذي سيحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في ضوئه موعد عقد الجلسة التشريعية في نهاية الأسبوع على الأرجح أو مطلع الاسبوع الذي يليه على أبعد تقدير.
وفي السياق، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب شربل مارون في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن مصير الجلسة التشريعية يتوقف على انعقاد اجتماع هيئة مكتب المجلس غدا، وعلى ضوئه يمكن أن نعرف بأي خيار ستسلكه الجلسة، مجدداً موقف تكتل لبنان القوي مع تشريع الضرورة لتسيير أوضاع الناس كما فعلنا وقت البلديات وقانون الشراء العام، لأن ليس هناك من ضرورة للتشريع بغياب رئيس الجمهورية.
وانتقد مارون أسلوب التناتش في المؤسسات والتسويق الى ذلك عبر الإعلام، واصفاً ما يجري بالمعيب ومؤكداً عدم حضور الجلسة التشريعية إذا جرى تحديدها.
النائب مارون استغرب موقف القوات اللبنانية التي لم تكن مع تشريع الضرورة وسأل “شو عدا ما بدا” لتغيير رأيهم والنزول الى المجلس. وهل هناك أسباب موجبة؟ معتبراً أنه من أجل شخص معين يصار الى خرق الدستور، وأضاف: ليقنعنا أحد ما هو تشريع الضرورة. وانتقد الحراك الدبلوماسي باتجاه لبنان قائلا، اعتقدنا أنهم يعملون على مساعدتنا لاسترجاع أموال المودعين أو حل ازمة النازحين او انقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار، معتبرا أنهم يريدون البحث فقط بموضوع التمديد لشخص معين وكأن مصير البلد متوقف عليه.
وإذا كانت أمس التحية لفلسطين من حزب كمال جنبلاط برمزيتها ومعانيها، فهل يأتي يوم قريب توجه فيه التحية للبعض من نواب الأمة لتخليهم عن مصالحهم الآنية والضيقة لمصلحة لبنان وخروجه من أزماته؟ على أمل أن تكون الجلسة التشريعية المرتقبة المدخل لمعالجة كل الملفات العالقة.