‘فيتو’ أميركي ضدّ مشروع قرار عربيّ!
استخدمت الولايات المتحدة، الجمعة، حق النقض “الفيتو” خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف “إطلاق نار إنساني فوري” بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع بريطانيا عن التصويت.
واعتبر نائب المندوبة الأميركية، روبرت وود، أن مشروع القرار “منفصل عن الواقع” و”لن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض”.
وبدأت إسرائيل قصفا مدمرا على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية في السابع من أكتوبر أوقع 1200 قتيلا غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الإسرائيلية. وأطلقت إسرائيل اعتبارا من 27 أكتوبر هجوما بريا واسع النطاق في القطاع الفقير والمحاصر تماما.
وقتل أكثر من 17 ألف شخص، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.
مشروع القرار الإماراتي
وأعدت الإمارات مشروع القرار الذي طالب في نسخته الأخيرة بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذرا من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”، وفق فرانس برس.
كما دعا النص المقتضب إلى “حماية المدنيين” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن” و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
ورأى نائب المندوبة الإماراتية، محمد عيسى أبو شهاب، أن “المجلس سيصوت. وستتاح له فرصة الاستجابة للدعوات المدوية في جميع أنحاء العالم لوضع حد لهذا العنف”.
وأكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أنه “حان الوقت لإبداء الشجاعة.. يجب التحرك الآن”.
وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي معارضتها وقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة قبل التصويت.
وقال وود: “في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار”، معتبرا أن ذلك “سيؤدي فقط إلى زرع بذور الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين”.
“وحشية حماس لا تبرر العقاب الجماعي”
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن “وحشية” حماس لا يمكنها تبرير “العقاب الجماعي” للفلسطينيين، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي قبيل التصويت.
ووجه غوتيريش، الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وقال غوتيريش، الجمعة: “أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 من أكتوبر”، معتبرا أنه “لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلا، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن”، لكنه أضاف “في الوقت ذاته، فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أنه “في حين أن إطلاق حماس الصواريخ تجاه إسرائيل من دون تمييز، واستخدام المدنيين كدروع بشرية هي انتهاكات لقانون الحرب، لا يعفي هذا التصرف إسرائيل من انتهاكاتها”.
ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1.9 مليون شخص أي 85 في المئة من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه.
إلى ذلك، قال غوتيريش “لقد روعتني التقارير عن العنف الجنسي” بينما ستقوم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن بزيارة رسمية إلى إسرائيل بشأن هذه القضية.
ودعا غوتيريش الى الإطلاق “الفوري وغير المشروط” لأكثر من 130 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، إضافة الى “معاملتهم بشكل انساني والسماح بزيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحين إطلاق سراحهم”.
وأبلغت واشنطن الداعمة لإسرائيل، مجلس الأمن معارضتها لوقف فوري لإطلاق النار.
وتعتبر الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، أن إصدار قرار جديد لمجلس الأمن “لن يكون مفيدا في المرحلة الراهنة”، وذلك بعدما عارضت أحد مشاريع القرارات السابقة ورفضت باستمرار فكرة وقف إطلاق نار.
وعقب انتهاء التصويت، شكر مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على “وقوفه بثبات” مع إسرائيل، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
وقال السفير جلعاد إردان في بيان: “قليل من الضوء يرفض الكثير من الظلام”، في إشارة إلى عيد الأنوار “الحانوكا”.
وأضاف السفير “من المثير للصدمة أنه عندما تطلق حماس الصواريخ على غوش دان (مصطلح يدل على المنطقة المحيطة بتل أبيب) من المراكز السكانية في جنوب غزة، تكون الأمم المتحدة مشغولة بمداولات منفصلة حول قرار مشوه موجه إلى الجانب الخطأ ولا يدين حتى حماس”، وفق ما نقلته على لسانه “تايمز أوف إسرائيل“.
المصدر : الحرة