أخذ ورد في الناعمة وحارة الناعمة: بلدية أم اثنتان؟

بيروت – أحمد منصور
تعيش بلدة الناعمة – حارة الناعمة في قضاء الشوف حالة من التخبط، بفعل الانقسام الحاصل في البلدة على البلدية المركبة من 8 أعضاء من الطائفة الإسلامية في حارة الناعمة و7 أعضاء من الطائفة المسيحية المارونية، اذ يطالب أهالي الناعمة باستحداث بلدية في الناعمة.
ويستندون في ذلك إلى قرار صادر عن مجلس شورى الدولة اللبنانية في هذا الخصوص. وتقابل هذه الفكرة برفض عارم من القوى السياسية وأهالي حارة الناعمة للمحافظة على وحدة التلاقي بين الناعمة وحارتها، في وقت اتخذت عائلات وأهالي الناعمة قرارا بمقاطعة الانتخابات ريثما يتم تنفيذ قرار مجلس شورى الدولة.
وتحدث معتمد الساحل في الحزب «التقدمي الاشتراكي» محمود فخر الدين لـ «الأنباء»، عن رفض الحزب تقسيم البلدية، وحرصه على إبقائها موحدة، والمحافظة على صيغة العيش المشترك بين الناعمة وحارتها، وفي المنطقة والجبل.
وشدد على «التمسك بالاتفاق والعرف المتبع قديما على أيدي كبار من رجال البلدة، والذي عرفته الناعمة وحارتها بعد التهجير بفعل الحرب، والتي تقضي بتقاسم الرئاسة 3 سنوات للناعمة والثلاثة الأخرى للحارة».
وتوقع فخر الدين الاتجاه إلى تشكيل لائحتين في حارة الناعمة. أما في الناعمة فإن مقاطعة الانتخابات تبقى سيدة الموقف.
وأشار تيسير فخر الدين باسم «تيار المستقبل» لـ«الأنباء»، إلى ان «محاولات تقسيم البلدية بدأت منذ سنوات، ونحن كتيار لا نوافق على هذا الموضوع. وكنا قمنا بتحرك بهذا الاتجاه للمحافظة على الوضع الحالي للبلدية بين الناعمة وحارتها».
وأضاف: «وضعنا الرئيس سعد الحريري بتفاصيل الموضوع وقام بسلسلة من الاتصالات، شملت القيادات المسيحية والإسلامية، للإبقاء على الصيغة الموجودة وعلى هذا الإرث التاريخي. وجرى لقاء بهذا الخصوص لقاء في بيت الوسط ودفنا هذا المشروع (تقسيم البلدية)».
وتابع: «اليوم يحاولون إحياء المشروع، وهذا الأمر يؤدي إلى انشاء بلديتين. فبدل ان يجلس المسلم والمسيحي إلى طاولة واحدة، يصبح كل طرف على طاولة في وجه الآخر. لذا نحن كتيار نرفض تقسيم البلدية ونبذل جهودا كبيرة مع الأطراف لتبقى بلدية واحدة».
وختم: «لدينا تاريخ مشترك بين الناعمة وحارتها، وضد التعصب والتقوقع، لا بل نحرص على الوحدة والتلاقي».
رئيس البلدية السابق شربل مطر، الذي يحمل لواء إنشاء بلدية جديدة في الناعمة قال:«نحن نرفض التقسيم، ولكن نشدد على ضرورة إنشاء بلديتين. المنطقة كبيرة وذات كثافة سكانية عالية، والمشاكل فيها عديدة، لذا فان وجود إدارتين للمنطقة أفضل من إدارة واحدة. وعلى هذا الأساس نحن في انتظار تنفيذ قرار مجلس شورى الدولة الذي صدر في شهر يونيو من العام 2016 في عهد وزير الداخلية السابق محمد فهمي، والذي قضى بإعطائنا الحق بإنشاء بلدية».
ولفت إلى أنه كان بدأ بتنفيذ القرار في العام 2019، «اذ كان أرسل لنا وقتها كتابا إلى للبدء بتطبيق القرار ووضع الكرة بعهدة المجلس البلدي للاتفاق على الحدود الإدارية».
وتابع: «يفترض وبناء على قرار مجلس الشورى، ومن خلال القانون ان يعين وزير الداخلية لجنة لتضع الحدود الإدارية. وتقدمنا باقتراح بهذا الوضوع، وحتى الساعة لا يزال الوضع على حاله. لذا الأجواء الانتخابية في الناعمة بثبات تام، وهناك إجماع لدى الأهالي بعدم المشاركة ترشيحا وبعدم الاقتراع».
واعتبر مطر «ان استحداث بلدية جديدة لا يؤثر على العيش المشترك، فنحن يوميا مع بعضنا البعض، في الأفراح والأتراح»، معتبرا ان الخلافات في البلدية هي التي أدت إلى حل المجلس البلدي مرات عدة.
ورأى ان «العيش المشترك هو حجة. فهذا العيش ليس له علاقة بالبلدية، وداخل البيت الواحد كل فرد لديه طريقة تفكير معينة. نحن نطالب بالقانون وبعيدا من السياسة، لأن السياسة هي التي تخرب».
وشدد مطر على ان هذا الموقف هو لسان حال الأهالي والقوى السياسية في الناعمة. وقال:«نحن مع تطبيق القانون، ونحترم رأي أهلنا في حارة الناعمة، ويمكننا ان نتفق على الحدود الإدارية بكل محبة وبرضى الجميع دون أي تردد، فنحن اخوة وأهل في الناعمة وحارة الناعمة، وسنبقى كذلك شاء من شاء وأبى من أبى.»
من جهته، قال المرشح جهاد مطر الذي يسعى إلى تشكيل لائحة لـ «الأنباء»: «لأسباب وظروف معينة لم يناقش القرار في المجلس البلدي، فتم رده إلى الوزارة، وهذا الأمر تسبب بستياء لدى أهالي الناعمة، وتفاقمت المشاكل في البلدية، ما أدى إلى اتخاذ أهالي البلدة في الناعمة قرار المقاطعة والعمل على تنفيذ قرار مجلس شوى الدولة.»
وأكد على «ضرورة تنفيذ القرار بعيدا أن أي تحد»، معربا عن أمله ان يخدم تنفيذ القرار المنطقة وأهلها أفضل، «واذا لم يتحقق ذلط سنبقى نخدم أهلنا في الناعمة وحارة الناعمة، وأنا مرشح وأمشي بتوجه أهالي بلدتي، ولا يمكن أن أقف بوجه إرادتهم، وسنبقى أهل وأخوة».
وختم:«على انه في حال نفذ القرار سنعزز العيش المشترك. والقرار لا يعني ان الحارة ستصبح في صيدا مثلا او الناعمة في كسروان. نحن جيران وأهل وأخوة وسنبقى كذلك».