متفرقات

“قد تصبح ريفييرا الشرق الأوسط”… حيرة وقلق وتشاؤم بعد تصريحات ترامب عن غزة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق، وأنه قد يصبح ريفييرا الشرق الأوسط”.

وأضاف ترامب، ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: “لدينا فرصة للقيام بشيء يمكن أن يكون هائلاً، ولا أريد أن أكون لطيفاً، ولا أريد أن أكون رجلاً حكيماً، لكن ريفييرا الشرق الأوسط، يمكن أن تكون شيئاً رائعاً للغاية”، في إشارة إلى منطقة الريفييرا الفرنسية.

وتابع: “الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو أن الناس الذين دمروا تماماً ويعيشون هناك الآن يمكنهم العيش في سلام، في وضع أفضل بكثير، لأنهم يعيشون في الجحيم، وسيتمكن هؤلاء الناس الآن من العيش في سلام. سنتأكد من القيام بذلك على مستوى عالمي”.

وكان ترامب يجيب على سؤال عمن يتصور أنه سيعيش في غزة، قال ترامب: “أعتقد أنك ستجعل ذلك مكاناً دولياً لا يصدق، الإمكانات في قطاع غزة لا تٌصدق، وأعتقد أن العالم بأسره، ممثلون من جميع أنحاء العالم”.

وأعرب مسؤولان عربيان، لشبكة CNN، عن الشعور بالحيرة والقلق والتشاؤم بشأن تصريح ترامب الذي قال فيه إن بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة ، وقال مسؤول إن تصريح ترامب “يصعب فهمه”، مضيفاً أنه “يحتاج إلى وضوح ومزيد من الفهم”.

وذكر مسؤول ثان، وهو دبلوماسي، أن التصريح من شأنه أن يعرض اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة للخطر، وشبهه بما قاله ترامب بشأن ضم كندا لأميركا وشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك.

وقال الدبلوماسي: “من الضروري أن ندرك الآثار العميقة لمثل هذه المقترحات على حياة وكرامة الشعب الفلسطيني، وكذلك الشرق الأوسط الأوسع”.

وتابع: “علاوة على ذلك، يبقى الواقع أن 1.8 مليون شخص في غزة سيقاومون مثل هذه المبادرة ويرفضون المغادرة،  ومن غير المرجح أن تسعى  السعودية إلى السلام في ظل هذه الظروف، وقد تعيد الدول الأخرى النظر في التزاماتها باتفاقيات إبراهيم”.

وذكر أن توقيت التصريح “يثير مخاوف كبيرة، لا سيما بينما نسعى جاهدين للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش والتفاوض على صفقة رهائن محتملة.” وتابع: “يمكن أن تعرض عبارات كهذه عن غير قصد التقدم الذي أحرزناه للخطر”.

وكان وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، وكذلك أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، بعثوا، برسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الاثنين، قالوا فيها إنه “من الضروري أن إسرائيل لا تضم ​​أي أرض فلسطينية”، واضافوا أن مثل هذا الضم “سيجعل حل الدولتين غير قابل للحياة.، وتابعوا أن “الفلسطينيون لا يريدون مغادرة أراضيهم، ونحن ندعم موقفهم بشكل لا لبس فيه”.

إلى ذلك، قال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، الثلاثاء، إن على زعماء العالم وشعوبهم احترام رغبة الفلسطينيين بالبقاء في غزة، وذلك بعد أن أعرب ترامب عن اعتقاده بأنه ينبغي إعادة توطين سكان القطاع في مكان آخر “بشكل دائم”.

وأوضح منصور: “وطننا هو وطننا، وإذا دمر جزء منه، قطاع غزة، فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه”، مضيفاً: “أعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني” ، وقال السفير الفلسطيني: “بلدنا ووطننا هو قطاع غزة. إنه جزء من فلسطين”.

ولفت إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين “إلى مكان سعيد وجميل، دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، يوجد هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إلى هذه الأماكن”

وعلق نتنياهو على خطة ترامب، التي تنطوي على تهجير سكان قطاع غزة، قائلاً إن “ترامب لديه فكرة مختلفة جديرة بالاهتمام” ، واعتبر نتنياهو أن خطة ترامب بشأن غزة “قد تغير التاريخ. ترامب يرى مستقبلاً مختلفاً لغزة” ، وأشاد بالرئيس الأميركي، ووصفه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق”، وذلك عقب اجتماع بين الزعيمين في البيت الأبيض.

وقال نتنياهو للصحافيين بعد الاجتماع في واشنطن: “قلت هذا من قبل وسأقوله مجدداً: أنت أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض. لهذا السبب فإن شعب إسرائيل يكن لك هذا القدر الهائل من الاحترام” بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” يوم الثلاثاء، رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: “نرفض تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة، التصريحات الأميركية عنصرية وتعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية”.

وشدد قاسم على أنه “بدلا من محاسبة الاحتلال الصهيوني المجرم على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير تتم مكافأته لا عقابه”، مؤكداً أن “هدف الاحتلال الحقيقي من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع”.

وأضاف “المقاومة مستمرة حتى حصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله. يمكن أن تتم عملية إعادة الإعمار مع بقاء أهالي غزة لا تهجيرهم كما يطرح اليمين الصهيوني”.

ومن جانبه، أشار القيادي في “حماس” عزت الرشق إلى الرفض القاطع لتصريحات ترامب التي دعا فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى مغادرة وطنه بذريعة إعادة الإعمار.

وقال الرشق: “تصريحات ترامب عنصرية، ومحاولة مكشوفة لتصفية قضيتنا الفلسطينية والتنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة، شعبنا في غزة، أفشل خطط التهجير والترحيل تحت القصف على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا، وهو مغروس في أرضه، ولن يقبل بأي مخططات تهدف إلى اقتلاعه من جذوره”.

كما أكد القيادي في الحركة سامي أبو زهري رفضه لتصريحات ترامب معتبراً إياها “وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة”، وشدد على أن “شعبنا في قطاع غزة لن يسمح بتمرير هذه المخططات، والمطلوب هو إنهاء الاحتلال والعدوان على شعبنا لا طرده من أرضه”.

أما وزير خارجية أميركا ماركو روبيو، فقال: “مستعدون لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى. نسعى لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة للجميع ويجب إنهاء حكم حماس” ، كذلك قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون: “ترامب اتخذ اليوم إجراءات جريئة على أمل تحقيق السلام الدائم في غزة”.

أمس، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن منطقة الشرق الأوسط “ليست ساحة للعب، ولا ينبغي التعامل معها على هذا النحو”.

 

المصدر: النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى