متفرقات

المؤتمر الشعبي اللبناني: إرادة المقاومة ستكسر إرادات القوى المتغطرسة، والتحرير بات قريباً

مع استمرار العدوان على غزّة هاشم وعموم فلسطين، وتعاظم جبهة الإسناد اليمنيّة، واقتراب مهلة الستين يوماً على وقف إطلاق النار في لبنان على الانتهاء، قال الدكتور عدنان بدر منسّق عامّ المؤتمر الشعبي الللبناني ما يلي:
بعد مضي أكثر من ٤٥٠ يوماً على العدوان الصهيوني على مدينة غزّة هاشم الصابرة الصامدة وسائر فلسطين، وارتقاء أكثر من خمسة وأربعون ألف شهيد ومئة وثمانية آلاف جريح من أبنائها -أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً-، وارتكاب العدوّ أقذر وأفظع المجازر، وليس آخرها مجزرة المواصي في خان يونس، وإحراق مستشفى كمال عدوان، وإخراج المرضى والطاقم الطبّي الإداري إلى مستشفى أندونسيا المعطّلة؛ إضافة لارتكابة أكثر من مجزرة في أنحاء متعدّدة من مدينة غزّة في الأيّام الماضية، كما دمّر العديد من مراكز الإيواء على رؤوس اللاجئين إليها، حيث أصبح المعدّل اليومي الوسطي للشهداء هو خمسون شهيداً، غير المفقودين تحت الركام والأنقاض، عدا عن تدمير أكثر من ربع مليون وحدة سكنيّة، ما بين هدم كلّي وجزئي غير صالح للسكن، وآخر جزئي صالح للسكن… الخ؛ نجد أنّ صواريخ الأبطال المؤمنين لم تزل تصل إلى مدينة القدس المحتلّة باعتراف وسائل العدوّ الإسرائيلي.

وأضاف بدر: وبعد مضيّ أكثر من شهرين، على حرب العدوّ الصهيوني على الجنوب اللبناني عند الحدود المتاخمة لفلسطين، وخارجها أيضاً، وعلى الضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت، وبعض المناطق في محافظات البقاع، والنبطيّة، وبعلبك الهرمل، الذي انتهى بناءً على تدخّل أمريكي وفرنسي، إلى وقفه لمدّة ستّين يوماً، وقد انقضى أكثر من شهر والعدوّ لم يزل يتمادى بخرق القرار، حيث عطّل وخرّب طرقات وادي الحجير ودمّر منازلاً في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقرى أخرى، كما اعتدى بالرصاص على صيّادي الناقورة لمنعهم من الوصول إلى الماء، ولم تزل المقاومة اللبنانيّة ملتزمة بموقف الحكومة بوقف العمليّات العسكريّة.

وقال بدر: وبعد مُضِيّ أقلّ من شهر على انهيار النظام البعثي في سورية، حلّت محلّه جبهة تحرير الشام برئاسة أحمد الشرع المعروف بأبي محمّد الجولاني، منصّباً نفسه رئيساً لسورية، وأعلن أنّ إعادة تكوين المؤسّسات الدستوريّة ستتمّ بعد أربع سنوات، وبالتزامن أغار الطيران الحربي للعدوّ الصهيونيّ على قدرات الجيش العربيّ السوريّ، في انتشارها على أراضي أكثر من ١٣ بين مدينة وبلدة وقرية، في محاولة العدوّ لتجريد سورية من قدراتها العسكريّة، وبالتزامن أيضاً انتفاضة أهلنا في الجولان في مواجهة العدوّ الصهيونيّ، لطرده من قرية الرفيد، بالقرب من الجولان، حيث ارتقى شهيد، وأصيب جريح.

وأكّد بدر أنّه على الرغم من الاعتداءات الأمريكيّة والبريطانيّة المتكرّرة على مدينة صنعاء العربيّة البطلة والشجاعة، في محاولة منها لوقف إسنادها لأهلنا في غزّة هاشم، فإنّها لم توقف ولن توقف هذا الإسناد المشرّف، نظراً للتمسّك العميق لليمن بانتمائه العربيّ.

وقال بدر أنّ ما تقدّم، يوجب علينا، إعلان المواقف الآتية:

١- التحيّة والتقدير والإعتزاز بالمواقف البطوليّة الأسطوريّة، لأهلنا في غزّة هاشم، وسائر فلسطين، وصمودهم ضدّ التجويع وضدّ تدمير المستشفيات، وضدّ القهر الصهيوني بإعلانه أنّ تلك المنطقة آمنة، ليقصفها بعد فترة قصيرة من اللجوء إليها.

٢- كلّ التحيّة والاحترام والفخر بموقف أهلنا في الجمهوريّة اليمنيّة وقوّاتها المسلّحة، الذي أدخل الرعب والهلع، في نفوس وقلوب المغتصبين في فلسطين المحتلّة، كما لو أنّها من دول الطوق، أيّ من الدول الرئيسة في مواجهة العدوّ الصهيونيّ.

٣- التهنئة للأخوة في المقاومة اللبنانيّة، على صمودهم الوطنيّ البطوليّ، في منع العدوّ الصهيونيّ من التقدّم باتّجاه القرى والبلدات، المقابلة لشمال فلسطين.

٤- التحيّة والاحترام والتهنئة لقيام مقاومة سورية وطنيّة رافضة لصمت قيادة جبهة تحرير الشام على الاعتداءات الصهيونيّة المتنقّلة في طول وعرض سورية، المترافقة مع شعارها أنّها “جبهة لا ترغب باستعداء أيّة دولة من الدول المحيطة بالجمهوريّة السوريّة.”

٥- إنّ صمت المجتمع الدولي، على جرائم العدوّ الصهيونيّ، يدلّ على أنّ ما يحكم سيره هو شريعة الغاب، وليس نصوص موادّ ميثاق الأمم المتّحدة، ولا سيّما الفقرة (رقم ١) من المادّة الأولى: “١- حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقاً لهذه الغاية تتّخذ الهيئة – الأمم المتّحدة- التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدّد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرّع بالوسائل السلميّة، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدوليّ، لحلّ المنازعات الدوليّة التي قد تؤدّي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها.”
ونقضاً لهذا النصّ، وجرياً على عادتها وسياستها الخارجيّة بالوقوف إلى جانب العدوّ الصهيونيّ، أبلغت إدارة الرئيس بايدن الكونغرس بصفقة أسلحة مع العدوّ الإسرائيلي قيمتها ثمانية مليارات دولار، تشمل ذخائر لطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر هجوميّة وقذائف مدفعيّة.
بالمقابل، ارتقى بضربات هذه الأسلحة على أهلنا في مدينة غزّة هاشم، منذ فجر السبت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وبالرغم من قيام رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز بزيارة جنود الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، لم يمنع ذلك جيش العدوّ الإسرائيلي من خرق قرار وقف إطلاق النار، منذ تاريخ إعلانه حتّى تاريخه بشكل يوميّ، والتوغّل في البلدات المحاذية للحافّة الأماميّة، وإحراق منازل في بلدة حولا… الخ، علماً أنّ جيفرز قد أشاد بحرفية ومهنيّة الجيش، قائلاً: “أنا معجب للغاية بحرفيّة الجيش اللبناني وتفانيه…”.
إنّ الغطرسة الصهيونيّة برعاية أمريكا ولجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، تثبت وتؤكّد على أنّ أهلنا في غزّة هاشم بمواجهتهم للعدوّ الصهيوني، كما في رام الله، لن تنكسر إرادتهم بل ستُكسر الإرادات الغادرة الصهيونيّة والغربيّة، وإلّا لما كانت إرادات هذه الدول مجتمعة أو منفردة تقبل بالمفاوضات وفق شروط المفاوض الفلسطينيّ الوطنيّ الشريف.

٦- إنّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ على امتداد أكثر من سبعة عقود من الزمن، وهو يكافح لإستعادة وطنه المحتلّ من العدوّ الصهيونيّ المدعوم من الغرب الأمريكيّ والأوروبيّ، دون إعارة أيّ اعتبار لميزان القوى، المائل لغير صالحه، وعلى الرغم من جسامة التضحيات المذكورة، غير المسبوقة في تاريخ حركات الشعوب لتحقيق استقلالها الوطنيّ، فإنّنا نرى أنّ الاستقلال الوطنيّ الفلسطينيّ سيكنس العدوّ الإسرائيلي من بيت المقدس، وقد بات أقرب من أيّ يوم آخر، وقد لا يتجاوز العامّ الجاري بعونه تعالى.

مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني

الأربعاء ٨-١-٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى