دوليات
“أنفاق الجرذان”… كيف أنقذت الهند 41 عاملا بأسلوب محظور؟
بعد محنة استمرت سبعة عشر يوما، تمكنت الهند من إنقاذ 41 عاملا من نفق سيلكيارا المنهار وتجنبت كارثة وطنية باستخدام أسلوب حفر محظور دوليا.
وحفر عمال الإنقاذ، الثلاثاء، عبر أنقاض نفق سيلكيارا المنهار الذي يبلغ طوله 60 مترا.
وكان من المتوقع أن يدخل أفراد القوة الوطنية للاستجابة للكوارث (NDRF) المزلق الفولاذي الذي تم دفعه إلى الممر المحفور خلال الأيام القليلة الماضية ثم يخرجون العمال واحدا تلو الآخر.
ومن خلال التدريبات، يستلقي كل عامل على نقالة ذات عجلات يسحبها عمال الإنقاذ إلى الخارج باستخدام الحبال. كان من المتوقع أن يستغرق هذا حوالي ساعتين أو ثلاث ساعات، وفق تقرير من موقع “لايف مينت”.
وبعد عدة تأخيرات بسبب تعطل آلة حفر من الولايات المتحدة، تم الانتهاء من المرحلة الأخيرة من مهمة الإنقاذ من جانب “عمال أنفاق الجرذان” ، الذين أكملوا بنجاح عملية الحفر ، وأزالوا جميع الأنقاض لخطوط الأنابيب التي كان سيتم وضعها والعمال المحاصرين لمغادرة النفق المنهار.
“أنفاق الجرذان” مصطلح يشير إلى الأنفاق الضيقة التي تحفر في الأرض يدويا، وعادة ما تكون واسعة بما يكفي لنزول شخص واحد لاستخراج الفحم من المناجم.
بعد حفر النفق، يدخل عامل المنجم فيه باستخدام حبل وسلالم من الخيزران لاستخراج الفحم. وتعتبر هذه الطريقة خطرة للغاية. وهي غير قانونية في العديد من البلدان بسبب تزايد حالات وفاة عمال المناجم جراء الاختناق ونقص الأكسجين والجوع.
واجهت طريقة أنفاق الجرذان انتقادات شديدة بسبب ظروف العمل الخطرة والأضرار البيئية والعديد من الحوادث التي أدت إلى إصابات ووفيات.
ويرى الخبراء أن المناجم عادة ما تكون غير منظمة، وتفتقر إلى تدابير السلامة مثل التهوية المناسبة أو الدعم الهيكلي أو معدات السلامة للعمال، مما يخلق بيئة ضارة إلى حد ما لعمال أنفاق الجرذان.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب عملية التعدين في تدهور الأراضي وإزالة الغابات وتلوث المياه.
وحظرت المحكمة الخضراء الوطنية في الهند (NGT) هذه الممارسة في عام 2014، وقضت بأن هذه التقنية كانت خطيرة وغير علمية بعد رفع قضية تتعلق بوفاة العديد من عمال مناجم الفئران، بما في ذلك بعض الأطفال، وفق تقرير من صحيفة “الإندبندنت”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الحظر، ظلت هذه التقنية متفشية. وفي عام 2018، قتل 15 رجلا بسببها في ميغالايا بعد أن حوصروا لعدة أيام بسبب الفيضانات. وبعد أعمال الإنقاذ التي استمرت نحو شهرين، لم يتسن انتشال سوى جثتين.
في عام 2021 ، قتل ستة من عمال المناجم في حادث مماثل بعد أن حوصروا في منجم غمرته المياه. تم إلغاء عملية انتشال الجثث بعد شهر وتم العثور على ثلاث جثث فقط.
والثلاثاء، استُقبل 41 عاملا هنديا بالهتافات وأكاليل الزهور بعد أن أخرجهم عناصر الإغاثة سالمين جميعا من نفق منهار كانوا عالقين فيه، في عملية ماراثونية استغرقت 17 يوما.
ومنذ انهيار النفق في 12 نوفمبر، شهدت جهود الإنقاذ تعقيدات، كما تباطأت بسبب انهيارات محدودة واعطال متتالية أصابت آلات الحفر الضرورية لإنقاذ العمال.
وتم توفير الأكسجين والغذاء والمياه للعمال المحاصرين عبر أنبوب ضيق أدخلت من خلاله كاميرا سمحت الثلاثاء لأسرهم برؤيتهم للمرة الأولى منذ انهيار النفق.
المصدر : (الحرة)