قاسم : المقاومة مستعدة لمعركة طويلة والميدان مواز لمسار المفاوضات وخطواتنا السياسية تحت سقف الطائف وسنكون حاضرين بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة
وطنية – أطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، تحدث فيها عن آخر التطورات.
استهل قاسم كلمته :” مرّ أسبوع على 40 السيد الهاشمي، سماحه السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وأرى من المناسب أن نُعزّي ونُبارك بهذا السيد الشهيد، قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”. أخي الحبيب سماحة السيد الهاشمي رضوان الله تعالى عليك، يا رفيق الدرب في هذه المسيرة الإلهية المقاومة، عرفتك رساليًا أصيلًا مُثقّفًا واعيًا وهادفًا، لم تهدأ حركتك في رئاسة المجلس التنفيذي على سعتها لمتابعة العمل الثقافي والتعبوي والصحي والاجتماعي والتنظيمي والهيئات النسائية والكشافة، وأعمال عديدة كنت تُتابعها ليل نهار بشكلٍ دؤوب، لقد كُنت عضدًا لسماحة سيد شهداء الأمه السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه ويده اليمنى وكنت حاضرًا في الميدان دائمًا مع المقاومين ومع كل مُتطلبات الساحة. أنت مصداق قوله تعالى: “أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”، خسرناك وربحت، هنيئًا لك في عليائك مع محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، مع الشهداء والمجاهدين، مع قائدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، مع الشهيد اسماعيل هنية، مع الشهيد يحيى السنوار، مع الشهيد قاسم سليماني، مع كل الشهداء والأبرار. كل التعازي والتحايا والتبريكات في هذا الجهاد والشهادة العظيمة”.
أضاف :”هنا لابدّ أن نذكر أيضًا في المقدمة شهادة أخينا الحبيب مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف النابلسي، الذي استشهد في ميدان الجهاد الإعلامي والمقاوم وهو على طريق القدس وطريقه تحرير. الحاج محمد أيقونة إعلامية، مُتابع ومثابر، وهو ذو رؤية استراتيجية، إلمامه واسع، حرِص على إقامة المؤتمرات الصحفية ليسدّ ثغرة إعلامية مهمة، من أجل فضح العدو من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل تبيان أعمال المقاومة وإنجازات المقاومة، ومن ناحية ثالثة ليردّ على الافتراءات التي كانت تُكال على حزب الله وعلى المقاومة. صداقاته متنوعة ومُلفتة، انفتاحه على وسائل الإعلام المختلفة كان ميزة خاصة، لديه أفكاره وإبداعاته، أغاظ العدو كثيرًا ولذا اغتاله ووقف بوجهه، خافوك فقتلوا الجسد لكنهم لن يتمكنوا من قتل روح المقاومة والاستمرارية على خط الجهاد. كل التبريك والتعزية للشهيد محمد عفيف النابلسي وإخوانه معه الشهداء حسين رمضان وموسى حيدر ومحمود الشرقاوي وهلال ترمس، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل إن شاء الله.
أيها الشهيد المقدس، أنت استشهدت في منطقه رأس النبع في بيروت، يعني أنّ العدو الإسرائيلي اعتدى على العاصمة وأنت في الموقع المدني الإعلامي السياسي الذي يُفترض أن يكون محميًا في مثل هذه الحالات، لم يكتفِ العدو الإسرائيلي بالاعتداء على منطقة رأس النبع لاغتياله، وإنّما اعتدى ايضًا على منطقة مار الياس حيث استهدف متجرًا، واعتدى على منطقة زقاق البلاط حيث استهدف شقة سكنية، إذًا هو ضرب واغتال واعتدى على قلب العاصمة بيروت، لذا لابدّ أن يتوقّع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب، لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي إلا ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب. آمل أن يفهم العدو بأنّ الأمور ليست متروكة”.
وتابع :”الأمر الثالث، أريد أن أشكر جميع من عزّانا وواسانا وبارك لنا بشهادة أميننا العام المقدس سيد شهداء الأمه السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه والشهداء القادة معه، وكذلك أرسلوا البرقيات واتصلوا اتصالات بإخواننا الأعزاء، نظرًا لظروفنا الموضوعية أنا أشكر الجميع على اتصالاتهم وتعزيتهم وتبريكهم في آنٍ معًا من دون أن ندخل في التسميات كي لا ننسى أحدًا.
كذلك أشكر الجميع الذين باركوا خطوة الحزب باختيار الأمين العام الجديد، وهذه أيضًا كانت محل اهتمام واسع إعلامي أو من خلال الرسائل الخاصة، أشكركم جميعًا باسم الحزب، باسم المقاومة، وإن شاء الله سنتابع المسيرة ونحفظ الأمانة، أمانة الشهداء”.\
وقال :”اليوم حديثي سيكون حول عدّة موضوعات لها علاقه بساحتنا وبوضعنا:
أولًا، نحن واجهنا في لبنان معركتين في مرحلتين:
المعركة الأولى معركة إسناد غزة لمده 11 شهرًا، غزة الصامدة، غزة الجريحة، غزة التي أعطت الشهداء، حرصنا أن نكون في عملنا وجهادنا بمستوى أن نُقدّم ما نستطيع لغزة ونصرة فلسطين آخذين بعين الاعتبار الظروف اللبنانية وأيضًا ما ينفع غزة في العمل، والحمد لله أدّينا مهمة كبيرة. يُشرّفنا أن نكون من القلة الذين دعموا الحق مع عراق الشموخ ويمن العنفوان والجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادتها وحرسها وشعبها في هذا الموقف النبيل بينما العالم يتفرّج على أكثر من 45 ألف شهيد و 105 آلاف من الجرحى ومليونين ونصف من الذين ينتقلون من مكان إلى آخر ويدب فيهم الجوع والعطش فضلًا عن التدمير. أين العالم الحر؟ للأسف، هذا برسم الأجيال القادمة.
المعركة الثانية هي التي بدأت منذ شهرين، إرهاصاتها في 17 أيلول مع موضوع البيجر، هذه المعركة سمّيناها معركة أولي البأس وهي لصد العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان، وفي الحقيقة إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، لمن يُناقش أنّه كان يوجد ذريعة إسناد غزة، لا، لا تحتاج إسرائيل إلى ذريعة، وعلى كل حال كُنّا قد وافقنا على فكرة بايدن – ماكرون في 23 أيلول على قاعدة أنّ الحل مُمكن أن يكون موجودًا بوقف العدوان، لكن اغتالوا أميننا العام في 27 أيلول واستمرت هذه المعركة. مرّ الحزب في حالة إرباك حقيقية لمدة عشرة أيام، ثمّ لملم وضعه بطريقة معينة واستطعنا أن نستعيد عافيتنا السياسية والمقاومة والإعلامية وفي كل المجالات بحمد الله تعالى. صحيح أنّ الإصابات مؤلمة وموجعة وتُسقط دولًا وأحزابًا وجيوشًا، لكن الحمد لله تعالى لدينا من أولي البأس ما يُساعد على أن نصمد أمام هذه التحديات.
أعلن نتنياهو أهدافه الكبرى فتبيّن أنّه يُريد الشرق الأوسط، ليس فقط لبنان وليس فقط شمال فلسطين وعودة النازحين أو الهاربين من تلك المناطق، على كلّ حال ماذا كانت النتيجة في كل هذه المعركة لمدة شهرين؟ النتيجة صمود أسطوري للمقاومة في لبنان، شهد بهذا الصمود الصديق والعدو. كُنّا نتوقع أنّ الحافة الأمامية تستمر لـ15 يومًا ثمّ ينتقل الإسرائيلي إلى المرحلة الثانية بعد الحافة الأمامية، لكن تبيّن أنّها طالت شهر ونصف، وهذا دليل على بأس المجاهدين ودليل على أنّ العدو خائف من التقدّم نظرًا للخسائر التي دفعها في بدايات محاولة التقدّم والخسائر التي يمكن أن يدفعها لو استمر. أكثر من 100 قتيل إسرائيلي وأكثر من ألف جريح إسرائيلي خلال هذه الفترة البسيطة، أطلق المجاهدون خلالها من مناطق الحافة الأمامية بعد أن أعلن الإسرائيلي أنّه دخل إليها، لم يطلقوا صواريخ عادية، يعني عندما يُطلق من مارون الراس وقرب مارون الراس إلى حيفا، أي 40 كيلومتر، هذا يعني أنّ المقاومين ينتشرون وهم لديهم حضور وازن ومُؤثّر بحمد الله تعالى. إطلاق الصواريخ والمسيرات بقيت على وتيرة مُرتفعة. تهجير مئات الآلاف من الإسرائيليين من بيوتهم، هذا من نتائج هذه المعركة وهذه المواجهة، حتى وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد “ساعر” غيّر الأهداف، قال: “هدفنا ليس تدمير حزب الله”. انتقلوا إلى المرحلة الثانية لأنّهم يريدون معركة تعطيهم كل المكتسبات وهم غير قادرين على خوضها. حصل هناك محاولات للتوغل في بعض القرى، أنا أريد أن أبيّن شيئًا حتى يعرف الناس الأمور بوضوح، المقاومة ليست جيشًا، المقاومة لا تعمل على أن تمنع الجيش من التقدّم، المقاومة تُقاتل الجيش حيث يتقدّم، يعني لو دخل الجيش إلى قرية أو أكثر سيكون المقاومون في داخل الوديان، داخل المغارات، وراء الأشجار، في بعض البيوت، في بعض الأماكن المحصّنة، يختفون، فإذا دخل الجيش التحم به وقاتلوه، هذا هو عمل المقاومة وهذه طريقة المقاومة في عملية المواجهة، ولذلك ليس مهمًا أن يُقال أنّه دخل إلى قرية أو خرج من قرية أو اقترب إلى قرية، المهم السؤال الأساسي، كم قُتل له في هذا اليوم؟ وكم جُرح له في هذا اليوم؟ وأين تصدّى له المجاهدون؟ على طول الجبهة المجاهدون يتصدّون بحمد الله تعالى. المقاومة تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله. نحن في الحقيقة قدّمنا كمقاومة نموذجًا استثنائيًا في هذا الصد الذي حصل، هناك بأسٌ للمقاومين، هؤلاء الذين يُواجهون بصلابة، أتعرفون أنّنا نُعاني أحيانًا أنّ بعض الأخوة يطلبون الذهاب إلى الحافة الأمامية ونقول لهم “طولوا بالكم”، لأنّ هناك مقاومين الحمد لله صامدين وثابتين وموجودين هناك، لدينا القدرة الكافية بحمد الله تعالى. وأنا أقول لكم رغم الإمكانات المُوضّعة في أماكنها، هناك إمكانات تُنقل إلى الحافة الأمامية أيضًا، ويوجد تبديل للمقاومين حتى قرى الحافة الأمامية، يعني الطريق سالكة، كيف تكون الطريق سالكة والعدو في الجو يُسيطر على كل الجو؟ الله يُساعد، وإن شاء الله الإخوان يعرفون تمامًا الجغرافيا ولديهم الجرأة والشجاعة ليتقدّموا. على كل حال، هذا العدو الذي استدرج إلى هذا الموقع سينال الخسائر الكثيرة، في النهاية الأرض لنا والشباب شبابنا والمقاومة هي من هذه الأرض، لا يمكن للمحتل الإسرائيلي أن يستقر أو أن يستمر أو أن يتقدّم مُستقرًّا في أرضنا، هو محتل وسيطرد إن شاء الله تعالى”.
واردف قاسم :”نحن نؤكد أنّ الكلام للميدان والنتائج مبنية على الميدان بقسميه، ميدان المواجهة البرية وميدان إطلاق الصواريخ والمسيرات إلى عمق الكيان الغاصب، لدى المقاومة القدرة على الاستمرار على هذه الوتيرة ولمدة طويلة، وأنتم تُلاحظون أنّ الضربات اليومية ليس فيها روتين، دائمًا يكون هناك تشكيل، أي يستهدف الأخوة ثكنة جديدة، مستوطنة جديدة فيها ثكنة، وهكذا، حتى الأبعاد والمسافات، مرة 100 كيلومتر، مرة 150، مرة 125، مرة 40، 30، إلى آخره، هذا كلّه ضمن برنامج يُعد سلفًا بتنسيق النيران بين القوى المختلفة التي تُقاتل، لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا ونحن رجال الميدان وسنبقى في الميدان إن شاء الله تعالى.
هنا تأتي النقطة الجوهرية، ما هو الحل؟ يقولون الآن بأنّه يوجد ورقة من أجل المفاوضات، نحن استلمنا هذه الورقة وقرأناها جيدًا وأبدينا ملاحظات عليها، لدينا مُلاحظات ولدى الرئيس بري مُلاحظات، أي أنّ ملاحظاتنا كلها بين المقاومة والدولة إن شاء الله متناغمة ومتوافقة، وهذه الملاحظات قُدّمت للمبعوث الأمريكي وتمّ النقاش معه فيها بالتفصيل، نحن قرّرنا ألا نتكلم في الإعلام لا عن مضمون الاتفاق ولا عن الملاحظات التي لنا، فلنترك هذا النقاش بشكل هادئ لنرى هل سيصل إلى نتيجة أم لا؟ لأنّه في النهاية الطرف الإسرائيلي يتوقّع أن يأخذ بالاتفاق ما لم يأخذه في الميدان، وهذا غير ممكن، والملاحظات التي أبديناها تدلّ بأنّنا موافقون على هذا المسار للتفاوض غير المباشر من خلال دولة الرئيس بري إذا كان الطرف الآخر يريد هذا، أعلمونا أنّه يريد هذا، سنرى ما هي النتيجة. هل نتوقع أن تُنتج هذه المفاوضات وقفًا لإطلاق النار ووقفًا للعدوان بشكل سريع؟ لا أحد يستطيع أن يضمن لأنّ الموضوع مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية التي تكون عند نتنياهو. لكن ليكن معلومًا تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية، أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، يجب أن يكون لبنان مُصانًا”.
واستطرد قاسم :” نحن أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار كما يقولون لأنّ إسرائيل أيضًا تحت النار، بمعنى آخر نحن قررنا أن يكون هناك مساران يسيران معًا، مسار الميدان الذي يكون بشكل تصاعدي بحسب المعطيات الميدانية ومستمر إن شاء الله تعالى فيه صمود وعطاء، والمسار الثاني مسار المفاوضات أي لا نعلّق الميدان على المفاوضات، فلو افترضنا أنّ المفاوضات لم تنجح خلال فترة من الزمن، نحن مستمرون في الميدان نجحت أو لم تنجح، إذا نجحت عندها يكون الميدان جزء من نجاح هذه المفاوضات. أمّا من يقول لنا بأنّه ستكون حرب استنزاف، نعم حرب استنزاف على العدو الإسرائيلي لأنّه ليس لدينا إلا قرار واحد الصمود والاستمرار حتى ولو طال الزمن، تقول أنّه عندنا استنزاف، نعم، لكن نحن نتحمّل هذا الاستنزاف لأننا ندافع عن أرضنا، ندافع عن وطننا، ندافع عن لبناننا، وهذه مسؤولية تقع علينا وعلى غيرنا. قررنا أن نكون أهل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، نحن مؤمنون بوعد الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
ووجه تحيّة إلى “المجاهدين في الميدان لأنّهم هم الذين أعطونا هذا الزخم وهذه القوّة وهذه العزيمة وهذا الموقف، وأيضًا تحيّة إلى أهلنا الذين يلتفّون حولنا، من هم هؤلاء؟ هؤلاء أولادهم على الجبهة وهم في النزوح ويعانون ويصبرون ويتحمّلون، لكن دائمًا الرضا والشكر لله تعالى والأمل بالنصر والاستعداد لتقديم الشهداء. هذا نموذج يُحصّن المقاومة ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات. لفتني إحدى النساء أجروا معها مقابلة تلفزيونية وبالمقابلة سألها: كم شهيد لديك؟ فقالت له عندي 3 أولاد شهداء، وعندي حفيدين شهداء، وعندي صهرين شهداء، ويعني عندها 7 شهداء، فماذا لديك أنت اقتراحات، تصوّرات ماذا تقولين؟ قالت له: والله مهما فعلنا قليل مقابل أهل البيت (سلام الله تعالى عليهم) والله قليل، ولأقول لك لقد بيّضوا لي وجهي أمام السيدة الزهراء والسيدة زينب (عليهما السلام) والآن أقول لك إذا قالت المقاومة أنّه مطلوب منّي أن أذهب وأفعل شيء وأضحّي بنفسي فأنا حاضرة لأعطي نفسي وأعطي كل الذي بقي عندي، مثل هؤلاء الجماعة ومثل هذه المرأة والله لا يمكن إلا أن يكرّمها الله ويكرّم من معها من المجاهدين”.
وأكد ” نحن بين خيارين السلّة أو الذلّة، السلّة بحمل السيف والقتال، الذلّة بالاستسلام فلا يبقى لنا شيء، وهيهات منّا الذلّة ولن نقبل، ولذلك نحن مستمرّون في الميدان، يأتي البعض ويقول: يا أخي الكلفة، الكلفة كبيرة عليكم، فنقول له الكلفة كبيرة علينا لماذا؟ الناس أحيانًا تتكلّم بطريقة خاطئة لماذا الكلفة علينا كبيرة؟ لأننا أمام عدو وحش يقتل المدنيين ويقتل كل حياة موجودة، يعني نحن نواجه وحوش بشريّة إسرائيليّة تدعمها وحوش بشريّة كبرى أمريكيّة، ماذا تريد منا أن نفعل أمام هذا الوحش فهو يفعل هذه الأفعال كي نخاف ونرتعب ونسلّم له، بمعنى أنّه يستطيع أن يأخذ كل شيء مجانًا، يأكل متى يريد عندما نكون مستسلمين له، لا، فشر”
أضاف :” لا يستطيع هذا الإسرائيلي أن يقوم بهذا العمل، سنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة، سنجعل الكلفة مرتفعة على العدو أيضًا، هو يتألّم أيضًا والكلفة عليه مرتفعة أيضًا. فلا يأتي أحد ويحمّلنا مسؤوليّة أنه انظروا ماذا يحصل فالإسرائيلي هو الذي يعتدي فليوقف اعتداءاته وبالتالي نحن بموقع الرد والدفاع، أنتم ممكن في هذه الحالة مع الإمكانات التي لديكم أن تنتصروا على العدو؟ أنا حقيقةً أحببت اليوم أن أبيّن ما معنى النصر التي نتحدّث عنه. لا يمكن أن يُتوقّع من مقاومة أمام جيش عنده الإمكانات والقدرات أن تستطيع المقاومة أن تزيده عدد أو تربح أرباح بدون خسائر وبدون تضحيات، ليس ممكنًا، لكن أنا أقول لكم هناك أهداف عند العدو عندما لا يحقّق العدو أهدافه يعني أننا انتصرنا. كل مقاومات الدنيا تدفع أثمان باهظة لكن في النهاية قيمتها أنّها لم تحقّق أهداف العدو لذلك نقول أنّها انتصرت، نحن أيضًا نواجه أهداف العدو في لبنان وإن شاء الله سنخرج أقوى لأننا صمدنا وضحّينا وأعطينا ولم ندع العدو يحقّق أهدافه، أًيضا لأنه لدينا تماسك وتعاون”.
وتوجه الى النازحين، قائلا :” أقول للنازحين من أهلنا وأحبّتنا في البيوت أو في مراكز النزوح والله نحن نقدّر ما تقومون به وما تعطونه ونعلم أنّكم تضحّون كثيرًا، لكن نحن أيضًا نقوم بما نستطيع من تأمين المساعدات والتعاون من خلال إخواننا والجمعيات التي نعرفها وبالتعاون مع الآخرين، تحتاج صبر وأنتم أهل الصبر وأنتم تقولون هكذا فإن شاء الله (عز وجل) أن يفتح علينا ونبقى متعاونين”.
كما وجه “رسالة تحيّة خاصة لحركة أمل وشباب أمل وعوائل أمل، بالحقيقة حزب الله وأمل لا فرق بينهم لا بالساحة ولا بالتضحية ولا بالحضور لأننا عائلة واحدة ونحن في وطن واحد بل حقيقةً أنا أتمنّى أن يكون كل الوطن على هذه الشاكلة، نعم أنا أقول أن الذين دعموا وآووا النازحين والذين ساعدوا هم جزء لا يتجزّأ من هذه المقاومة الوطنيّة الحقيقيّة، نحن اليوم نقاوم في لبنان دفاعًا عن لبنان ودفاعًا عن شعب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يخرج إلا بالمقاومة ولم يهزم إلا بالمقاومة وسنستمر على هذا المنوال إن شاء الله تعالى”.
وجدد الشكر “لكل أبناء وطننا لكلّ العوائل، لكلّ الطوائف، لكلّ البلديّات، لكلّ الذين يسعون، واعلموا أنّ هذا رصيد لكم في الدنيا وفي الآخرة لأنّ هذا يؤثّر على بناء الوطن وتعاوننا معًا”.
وقال :”كان هناك موضوع كنت قد حضّرته لكن قلت إذا الوقت اتسع نتكلّم به لأنه ليس له علاقة بالتفاصيل الحاليّة، لكن حتى نقول لكم بأنّنا أثناء المعركة نفكّر بمستقبل وطننا وبشكل واضح أقول لكم: لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنيّة، الشريفة، المقاومة. نحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقّي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا. وكذلك، 4 أمور ضعوها عندكم لبعد وقف العدوان إن شاء الله تعالى، أولًا: سنبني معًا بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من أجل إعادة الإعمار إن شاء الله تعالى ويعود كل لبنان أجمل وأفضل، ثانيًا: سنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستوريّة، ثالثًا: ستكون خطواتنا السياسيّة وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسيّة، رابعًا: سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا والسلام “.