انطلاق قمة العشرين في البرازيل بتدشين “تحالف عالمي” لمكافحة الفقر والجوع
افتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قمة مجموعة العشرين G20، الاثنين، بتدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع، واللذين وصفهما بأنهما “نتيجة لقرارات سياسية”، وقال الرئيس البرازيلي إن التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر “سيكون أعظم إرث لمجموعة العشرين”، مضيفاً خلال افتتاح القمة في ريو دي جانيرو، أن “العالم بحاجة إلى تحركات عاجلة لتحقيق العدالة والمساواة” وتابع لولا قائلاً، إن “التأثيرات المدمرة لتغير المناخ يمكن رؤيتها في أرجاء العالم”، وحث القادة على “التحلي بالشجاعة للتحرك”.
وأوضح لولا أن “مبادرة مكافحة الجوع التي أطلقت في قمة مجموعة العشرين تشمل 81 دولة، و26 منظمة دولية، و9 مؤسسات مالية”، ودعّم الاتحادان الإفريقي والأوروبي والمنظمات الدولية وبنوك التنمية والمؤسسات الخيرية مثل مؤسسة “روكفلر” ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، هذا التحالف المعني بتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الجوع والفقر واعتبر لولا، الذي ولد فقيراً ودخل السياسة من خلال تنظيم نقابي لعمال المعادن، أن “الجوع والفقر ليسا نتيجة للندرة أو الظواهر الطبيعية، بل نتاج قرارات سياسية”.
من جهته، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج خلال القمة عن مبادرة تضم البرازيل وجنوب إفريقيا والاتحاد الإفريقي لتوجيه الابتكارات العلمية والتكنولوجية إلى منطقة الجنوب العالمي وهي دول تمتد من أميركا الجنوبية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.
عودة ترمب
مع بدء اجتماع قادة مجموعة العشرين في متحف الفن الحديث في مدينة ريو دي جانيرو، والذي يستمر لمدة يومين، ركّزت أجنداته التي جاءت تحت شعار “كوكب عادل ومستدام” على النظام العالمي المتغير، مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة ، ومن المتوقع أن تصطدم مباحثات المجموعة في مجالات التجارة وتغيّر المناخ والأمن الدولي، بالتغييرات الجديدة في السياسة الأميركية مع تعهد ترمب على فرض تعريفات جمركية على الواردات، والتوصل إلى حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت مصادر لوكالة “رويترز”، إن “الدبلوماسيين الذين يصوغون بياناً مشتركاً كافحوا من أجل الحفاظ على اتفاق هش عن كيفية التعامل مع الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، وتقديم دعوة غامضة للسلام دون انتقاد أي من المشاركين” ، وبينما وصل الرئيس الأميركي جو بايدن مع بقاءه شهرين فقط في البيت الأبيض، سيكون الرئيس الصيني شي جين بينج لاعباً محورياً في قمة مجموعة العشرين المشحونة بالتوترات الجيوسياسية وسط تصاعد حربي غزة وأوكرانيا.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، أدرك المسؤولون البرازيليون، أن أجندتهم لمجموعة العشرين، التي تركز على التنمية المستدامة وفرض الضرائب على الأثرياء ومكافحة الفقر والجوع، قد تفقد زخمها مع عودة ترمب للبيت الأبيض ،وقال مسؤولون برازيليون، إن “مساعي البرازيل لإصلاح الحوكمة العالمية، بما في ذلك المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، قد تواجه عقبات مع عودة ترمب”.
وأشار مسؤول أميركي كبير للصحافيين ، إلى أن “بايدن، الذي زار غابات الأمازون وهو في طريقه إلى ريو، من المقرر أن يعلن عن تعهد بدعم صندوق المؤسسة الدولية للتنمية التابع للبنك الدولي والمعني بمساعدة البلدان منخفضة الدخل على مستوى العالم، وإطلاق شراكة ثنائية للطاقة النظيفة مع البرازيل”.
في المقابل، من المتوقع أن يروج شي لـ”مبادرة الحزام والطريق” الصينية في ظل تصاعد تفوذها الاقتصادي. في حين رفضت البرازيل حتى الآن الانضمام إلى المبادرة، لكن الآمال مرتفعة بين الشراكات الصناعية، بحسب “رويترز” ، ومن المرجح أن تتزايد حدة التوترات خلال المحادثات التجارية بين أعضاء مجموعة العشرين، بسبب المخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يخطط ترمب فرض رسوم جمركية عالية على واردات الصين.
المصدر: الشرق