ترامب الثاني كما الأول يستكمل تنفيذ “صفقة القرن” لتحقيق “إسرائيل الكبرى”، شكّل إدارة صهيونيّة… وموفده الى الشرق الأوسط صهيوني يخلف هوكشتاين
كتب: كمال ذبيان
بكّر الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بعد اسبوع من انتخابه في اختيار ادارته، لتواكبه في السنوات الاربع من رئاسته التي تبدأ رسميا في 20 كانون الثاني من العام المقبل، وهو التقى الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في البيت الابيض، ليستعرضا في تقليد اميركي، الاوضاع الداخلية والخارجية، وما فعلته ادارة بايدن، وما ينتظر ادارة ترامب، فاحتل الوضع في فلسطين ولبنان والحرب عليهما من العدو الاسرائيلي حيزاً من اللقاء، واحتمال تدهورها الى حرب واسعة وشاملة في الشرق الاوسط، وربما قد تتحول الى حرب عالمية ثالثة، كما قال ترامب، الذي سأل بايدن عن الحرب الروسية ـ الاوكرانية التي لا يرى الرئيس المنتخب ضرورة لاستمرارها، فاستنزفت اميركا ودولا اوروبية، ولم تغب العلاقة مع الصين والتوتر مع تايوان عن المحادثات.
ويدخل ترامب البيت الابيض وتواجهه حروب في العالم، اعلن خلال معركته الانتخابية، ان من اولوياته هو وقف هذه الحروب، لكنه في حرب العدو الاسرائيلي على لبنان وفلسطين فهو له موقف داعم للكيان الصهيوني وعبّر عن ذلك في ولايته الرئاسية الاولى (2016 ـ 2020) بمشروعه للسلام في المنطقة ووقف الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي والعربي ـ الاسرائيلي “بصفقة القرن” التي تستند الى “اتفاق ابراهام”، وبنقل السفارة الاميركية الى القدس واقر بضم اسرائيل للجولان وساند بناء المستوطنات في الضفة الغربية، التي يؤيد ضمها او استعادتها لاسرائيل التي تخلت عن اجزاء منها لمصلحة قيام دولة فلسطينية على ارضها وفق ما ورد في “اتفاق اوسلو” الذي ومعه رئيس حكومة العدو الاسرائيلي اسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في 13 ايلول 1993.
فالرئاسة الثانية لترامب لن تختلف عن الاولى لجهة دعم اسرائيل بالكامل، وهو لا يختلف كجمهوري عن الديموقراطي بايدن الذي دعا الى ان تبقى اسرائيل التي لو لم تكن موجودة فيجب ايجادها، فدعمها بالسلاح والمال منذ ما بعد عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول 2023، في غلاف غزة، فشن العدو الاسرائيلي على القطاع حربا مستمرة لم يحقق اهدافه فيها سوى التدمير والتهجير.
فترامب الاول هو ترامب الثاني في سياسته “اسرائيل اولا” امنا ووجودا، فاختار لادارته اشخاصا هم من مؤيدي العدو الاسرائيلي واصول يهودية، فركزوا في كل مواقفهم على ضرورة توسع اسرائيل من بقعة جغرافية صغرى الى “اسرائيل كبرى”، في تأكيد على ان تكون الضفة الغربية من ارض اسرائيل، ولا يعترف مسؤولون سماهم ترامب لادارته، بوجود فلسطين.
فالادارة الاميركية الجديدة التي استعان بها ترامب، هي صهيونية الانتماء والاهداف بالكامل، فموفده الى الشرق الاوسط ستيفن ويتكوف هو رجل اعمال يهودي، وسيحل مكان آموس هوكشتاين الموفد الرئاسي لبايدن، فاعلن عن اصوله اليهودية وانه خدم في جيش الاحتلال الاسرائيل في لبنان بين عامي 1941 ـ 1994، وكلف ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وسيخلفه في المنصب شخص سيضع مصلحة وامن اسرائيل فوق كل مصلحة حتى ولو كانت اميركية.
وعين ترامب حاكم ولاية تكساس السابق مايك هوكابي سفيراً لاميركا في اسرائيل وهو من مؤيدي ضم الضفة الغربية، ولا يختلف تعيين ماركو روبيو وزيراً للخارجية عن الآخرين في دعم الكيان الصهيوني، وهذا لا يبشر بان ترامب سيوقف الحرب على غزة ولبنان، وهو طالب رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان ينهي عملياته العسكرية ويحقق اهدافه قبل دخوله الى البيت الابيض، لانه سيبدأ ولايته والحرب انتهت وفرض العدو الاسرائيلي شروطه على فلسطين ولبنان، وفق ما يقرأ مصدر ديبلوماسي في تعيين الادارة الاميركية الجديدة التي ستكون في خدمة العدو الاسرائيلي الذي يرى قادته لا سيما نتنياهو بالرئيس ترامب، هو من سيحقق مطالب اسرائيل باستكمال ما بدأه في رئاسته الاولى، فعلق العمل بالاتفاق النووي مع ايران الذي رعته اميركا في عهد الرئيس الاسبق باراك اوباما، مع خمس دول، وهو نفذ عملية اغتيال رئيس فيلق القدس في “الحرس الثوري الايراني” قاسم سليماني في العراق، ومستعد ان يجاري نتنياهو بحرب على ايران لانها رأس “محور الشر”، كما وصفها، وان اضعفها لا يعود من نفوذ لها في المنطقة ولا اذرع، اذا لم يتم اسقاط نظامها الاسلامي، لتشكيل “الشرق الاوسط الجديد”.
وفي لبنان الذي يخوض “حزب الله” فيه مواجهات عسكرية مع العدو الاسرائيلي، توسعت منذ اكثر من خمسين يوماً، فان الموفد الجديد للشرق الاوسط الذي عينه ترامب لن يكون افضل من هوكشتاين الذي كان يحمل شروط اسرائيل لوقف الحرب في لبنان فان خلفه سيكون على النهج نفسه يقول المصدر الذي يرى ان ترامب سيكمل ما بدأه بضم الضفة الغربية، وعدم وجود دولة فلسطينية يراها مسؤولون في الادارة الجديدة، انها موجودة في دول عربية، في تلميح ان يكون الاردن “الوطن البديل”، وهو مشروع اسرائيلي يعود لسبعينات القرن الماضي، اضافة الى خطة توطين الفلسطينيين في اماكن وجودهم، وفتح باب “الترانسفير” (الهجرة) لهم الى دول بعيدة عن حدود فلسطين.
فعهد ترامب كما كل العهود الرئاسية الاميركية السابقة، كانت داعمة لاغتصاب فلسطين وحروب اسرائيل على لبنان وفلسطين تحديداً، بعد ان استسلمت انظمة عربية وطبّعت علاقاتها مع العدو الاسرائيلي، الذي يرى رئيس حكومته انها فرصة للدولة العبرية ان تنفذ مشروعها التوراتي في رئاسة
ترامب الثانية