«إسرائيل» تفاوض بالنار… تصعيد كبير يُواكب مُشاورات وقف الحرب
كتبت صحيفة الديار” تقول:
وكان له ما أراده. استُشهد الحاج محمد عفيف النابلسي. هو الذي وُصف بـ«الاستشهادي» منذ قراره ان يكون صوت وصورة حزب الله بعد اغتيال امينه العام السيد حسن نصرالله، فكان يعقُد المؤتمرات الصحافية في الهواء الطلق، وبين الابنية المدمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحت مرمى المسيّرات «الاسرائيلية»، الى ان قرر العدو اغتياله ظهر امس الأحد في المقر المركزي لحزب «البعث» في منطقة رأس النبع، ليكون بذلك سلك مسارا جديدا من التصعيد باغتيالات خارج صفوف العسكريين، تتزامن مع توسيع رقعة المناطق المستهدفة في كل لبنان، بحيث طالت الغارات يوم امس منطقة الشياح عند أطراف عين الرمانة، ما أدى إلى تدمير مبنى من 12 طابقا، فيما تم تكثيف قصف الضاحية ، وبخاصة منطقة برج البراجنة والحدث.
وقد حلّ اغتيال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج عفيف ثقيلا على كل الاعلاميين، سواء الذين كانوا مقربين من محور المقاومة او بعيدين عنه، باعتباره لطالما شكّل نقطة التلاقي بين وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية والحزب…
وبدا واضحا ان العدو «الاسرائيلي» في الساعات الماضية فعّل استراتيجية التفاوض تحت النار، بحيث يُنتظر ان يرد لبنان على مقترح وقف النار خلال الساعات المقبلة، وتعتقد «تل أبيب» انها وبتصعيد وتكثيف عملياتها، تستطيع ان تضغط على حزب الله ليسير بشروطها لوقف الحرب. علما ان وسائل اعلام «اسرائيلية» كانت قد تحدثت عن موافقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه، على رفع وتيرة الضربات في لبنان للضغط عليه. وذكرت القناة 13 «الاسرائيلية» أنه تم اتخاذ قرار حازم في الحكومة «الإسرائيلية» بتنفيذ غارات في كل أنحاء لبنان كل ساعتين، مرجحة أن ذلك يدفع لإنجاز التسوية أسرع.
أسبوع مفصلي
وبحسب مصادر مواكبة عن كثب لمسار التفاوض، فان لبنان سيضع ملاحظاته على المقترح الاميركي، ويسلمه اليوم الاثنين للسفيرة الاميركية في بيروت، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان ابرز الملاحظات وهي: رفض اللجنة الامنية الدولية للاشراف على تطبيق القرار 1701 والتمسك بالآلية السابقة المرتبطة باليونيفل والجيش اللبناني.
وتضيف المصادر:»كما ان الملاحظات ستتحدث صراحة عن رفض اي سماح للجيش «الاسرائيلي» بأي تدخل بري او جوي او بحري تحت اي مبرر او حجة، وان كان الرئيس بري قال صراحة ان ما وصله من مقترح، لا يلحظ اي حرية حركة للجيش الاسرائيلي».
وترجح المصادر ان يكون هذا الاسبوع الذي يشهد زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت و»تل أبيب» مفصليا، فاما تنجح مساعي التهدئة ونكون في هدنة خلال ايام ، او يسقط المقترح الموضوع راهنا على الطاولة، ونكون في خضم تصعيد اضافي كبير من قبل «اسرائيل» وحزب الله يستمر أقله حتى منتصف كانون الثاني المقبل».
وتعتبر المصادر انه «بعكس ما يُصوّر البعض، فان «اسرائيل» تبدو مستميتة على وقف للنار اكثر من حزب الله. فالحزب لم يعد لديه ما يخسره في هذه الحرب، وهو يخوض معركة حياة او موت، أما نتنياهو فيتعرض لضغوط كبرى سواء دولية كما اميركية، اضافة لضغوط داخلية من المعارضة واهالي الاسرى، والاهم ضغوط من الجيش «الاسرائيلي» الذي يبدو منهكا بعد اكثر من عام من القتال في غزة ولبنان».
وفي هذا المجال، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن القيادة العسكرية في «إسرائيل» تعتبر أن الجيش أنهى «المهمة» التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى «الحفاظ على إنجازاته العسكرية»، وسط ترقب للتوصل إلى تسوية سياسية تجنبه التورط في الوحل اللبناني، في ظل التباين بين الجدول الزمني العسكري المتسارع والقرارات السياسية التي تتخذ بوتيرة أبطأ.
ميدانيا، وفيما وسّعت «اسرائيل» عملياتها مركزة بشكل اساسي على ضرب الضاحية الجنوبية، واصلت غاراتها في جنوب لبنان وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن «العدو «الإسرائيلي» استهدف مركزًا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري- حاصبيا، ما أدى إلى استشهاد عسكريين وإصابة اثنين آخرين».
عمليات المقاومة
بالمقابل، زادت المقاومة وتيرة عملياتها وافاد الجيش «الاسرائيلي» عن عشرات الصواريخ التي دكّت المستوطنات.
وأعلن الحزب ان «مجاهدي المُقاومة الإسلاميّة كمنوا لقوات جيش العدو المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع، وعند وصولهم لنقطة المكمن، اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوّات العدو «.
كما استهدف المجاهدون تجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع بقذائف المدفعية، وقصفوا ثكنة «معاليه غولاني» (مقر قيادة لواء حرمون 810) بصليةٍ صاروخية وتجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، اضافة لمنطقة «الكريوت» شمالي مدينة حيفا. كذلك طال القصف تجمعين لقوات جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام وفي ثكنة راميم.
فجر 5
هذا وكشفت المقاومة الإسلامية عن صاروخ «فجر5»، الذي استهدفت به يوم السبت قواعد الاحتلال في حيفا والكرمل. ويبلغ مدى الصاروخ 75 كلم، وطوله 6.5 م، وبقطر 33 ملم. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 175كلم، في حين يبلغ وزنه الكلي 915 كلغ. وهو صاروخ أرض – أرض تكتيكي، يستخدم في القصف المساحي، ولضرب أماكن التحشدات والتعزيزات العسكرية خلف خطوط الجبهة. ويمكن اطلاق صاروخ «فجر5» من منصات ثابتة أو متحركة، ويعمل بالوقود الصلب الثنائي. دخل الخدمة في حرب (تموز 2006).
96 شهيدا في غزة
التصعيد في لبنان سار بالتوازي مع تصعيد في قطاع غزة، فأفيد امس عن استشهاد 96 شخصا واصابة العشرات وبخاصة في بيت لاهيا شمالي القطاع. وأعلنت كتائب القسام استهداف دبابتي ميركافا وجرافة بقذائف الياسين 105 شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. كذلك قالت إنها قنصت جنديا في مدينة غزة بالاشتراك مع كتائب الأنصار، وعرضت مشاهد للمعارك مع جيش الاحتلال بمحاور التوغل شرق وغرب مخيم جباليا شمالي القطاع.