متفرقات

صواريخ المقاومة تُطلَق من القرى الحدودية باتجاه حيفا: العمليّة البرّية لا تضمن «أمان» مستوطني الشمال

كتبت صحيفة “الأخبار”: رفعت المقاومة، أمس، بشكل ملحوظ، وتيرة إطلاق الصواريخ على الكيان الإسرائيلي، نوعاً وكمّاً وعمقاً، حيث ركّزت عدة صليات صاروخية كبيرة باتجاه منطقة خليج حيفا، إضافة الى منطقة الكريوت شمال حيفا، ومدينتَي صفد وعكا. وتُعدّ هذه المدن والمستوطنات مناطق الثقل السكّاني والاقتصادي في شمال فلسطين المحتلة. وبعد تراجع وتيرة العمليات البرية، تُثبت المقاومة، يوماً بعد آخر، أنها قادرة على إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، وفق خططها وبرامجها.

وليس هذا ببعيد عما يعرفه العدو وتيقّن منه خلال الأسابيع الأخيرة. لكن ما بدا «صادماً» أمس، هو انطلاق عدّة صليات صاروخية من مناطق حدودية في جنوب لبنان، حيث صوّرها جنود العدو داخل المستوطنات القريبة من الحدود، وسط ذهول واضح، لم يقتصر على الجنود، بل انتقل الى عموم المستوطنين ووسائل الإعلام. وبانطلاق الصواريخ نحو حيفا من القرى والبلدات اللبنانية الحدودية، تظهر ثغرة كبرى في سردية «الانتصار» التي يحاول العدوّ، بمستويَيه الأمني والسياسي، الترويج لها. وجوهرها القول إن عمليات «التنظيف» وتدمير البنى التحتية العسكرية التابعة للمقاومة، عبر العملية البرية التي تنفّذها القوات الإسرائيلية في القرى الحدودية، والتي امتازت بالكثير من الاستعراض والتصوير (غير العفوي، بل بتوجيه ورقابة من وحدة المتحدث باسم الجيش)، كافية لمنع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع باتجاه المستوطنات الحدودية، فضلاً عن الصواريخ الأكبر كالتي أُطلقت أمس، بما يمنح المستوطنين شعوراً بالأمان خلال عودتهم الى المستوطنات المهجورة. في المقابل، تقول المقاومة عبر هذه الإطلاقات إنها لا تزال حاضرة عند الحدود، بمقاتليها وصواريخها وقدراتها وقيادتها وسيطرتها، وإن العملية لم تحقّق أهدافها، وإن ما يمضي إليه العدوّ، إذا ما قرّر توسيع القتال، ليس سوى حرب استنزاف طويلة لن تأتي له بنتائج تذكر، فضلاً عن أنها لن تمنح المستوطنين شعوراً بالأمان.

ويوم أمس، تابعت المقاومة استهداف المدن والمستوطنات الشمالية، فقصفت مدينة صفد المحتلة، ومستوطنات معالوت وترشيحا وغورن وحتسور هاجليليت وكتسرين وروش بينا وميرون ويسود هامعلاه، ومنطقة الكريوت شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليات صاروخيّة مكثّفة. كما استهدفت عدداً من القواعد العسكرية في المنطقة الشمالية، كقاعدة تدريب للواء المظلّيين في ‏مستوطنة كرمئيل ‏وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال حيفا، وقاعدة عميعاد (مقرّ قيادة ‏الفيلق الشمالي) جنوب صفد، بِصليات صاروخية كبيرة.‏ وشنّت هجومين جوّيّين بسربين من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «رغفيم» التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوبيّ مدينة حيفا، وعلى قاعدة لوجستية للفرقة 146 شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 250 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل منذ صباح أمس، معظمها كانت موجّهة الى منطقة حيفا. كما أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن وقوع عدة إصابات بين المستوطنين. وأظهرت مقاطع الفيديو وقوع أضرار في المنازل والسيارات في كرمئيل والكريوت وصفد وخليج حيفا.

وفي المنطقة الحدودية، تابعت المقاومة استهداف قوات العدوّ ومواقع تجمّعها على طول القرى والمستوطنات، حيث قصفت بالصواريخ تجمّعات جيش العدوّ عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وفي موقع العبّاد. كما استهدفت بقذائف المدفعية تجمّعاً لقوات جيش العدوّ الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم، وتجمّعاً آخر عند الأطراف الشرقية في بلدة مارون الراس. وشنّت هجومين بالمُسيّرات الانقضاضيّة على تجمّعين لقوات العدوّ عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، وفي مستوطنة أفيفيم.‏ وفي الأطراف الشمالية الغربية لبلدة كفركلا، استهدفت المقاومة بصاروخ موجّه منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدوّ في مرتفع ساري، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى