محليات

“قمر مشغرة” الذي “أضاء” يوماً أكبر محمية في الشرق الأوسط

نشرت محمية أرز الشوف في لبنان التقرير الذي أعدّته الزميلة الشهيدة فرح عمر  حولها منذ 10 أشهر، وبثّته شاشة الميادين وأدرج على متن صفحاتها ومنصاتها.

الزميلة عمر كانت من المراسلات الناشطات في شتى المضامير، وهي ورغم صغر سنّها خطت خطواتٍ متوثبة وقّادة، معجنها الصلب المتين كان  كافٍ للعطاء دون كللٍ وملل.

أبرزت فرح الوجه الصحيح للشباب اللبناني والعربي، رسمت سِيماءَ إعلامية واعدة مثقفة ملتزمة محبوبة تخاطب العقول من دون عناء، تدخل القلوب بلا وجل، تمنح الألحاظ راحة تنعكس على النفوس والأفئدة.

رفلَت فرح بتقاريرها حتى آخر رمق… عشية استشهادها كانت تصوّر إعداد خبز المرقوق مع الجنوبيات الصامدات في قراهن المتاخمة لفلسطين، ليلتها أذكر أنني هاتَفتها مطرياً على ما تنجزه، بكلّ طيبتها وسجيتها شكرتني، وقالت “ما بتقصّر، دايماً داعم”، باعتزاز أجبت “ما تقدمينه مع الزملاء جميعاً فخر النا وكل امكاناتي المتواضعة وامكانات من أعرف في المنطقة الحدودية مع فلسطين بتصرّفكم”.

في مُحيا فرح براءة تجعل الجميع يحبها، تجربتنا الأخيرة مع أعضاء “مخيم الشباب العربي” في الجنوب والبقاع وبيروت وغيرها، أظهرت كم تعلّق هؤلاء الشباب والشابات العرب اليافعين بـ “قمر مشغرة” الباسم دوماً، المتعاون مدراراً….

من يذهب في رحلة مع تقارير الشهيدة وإطلالاتها، يخرج بخلاصة تؤكد تنوّع أفكارها، تعدد مشاربها، والأهم القدرة على الابتكار في التقارير والأفكار…. نسجت على منوال “الواقع كما هو”، “ثابتةً راسخة في الأرض، وهي متجددة متدفقة بالعطاء والبذل،  كما هي الميادين.

التجدد والتنوّع برز في مروحة التقارير المفيدة البنّاءة الخارجة عن إطار الملل… فدمغها بـ “دمغةِ فرح”!

اليوم، وقعتُ على تقرير فرح  الذي وضعه الدكتور نزار هاني مدير محمية أرز الشوف على صفحات ومنصات المحمية وصفحته الخاصة.

ومضات بين حنايا الأرز الخالد

يأسف مدير المحمية لعدم وجوده خلال تصوير فرح للتقرير، لم يحظَ باللقاء بسبب انشغاله يومها، كما يقول للميادين نت، وهو كان من أجمل التقارير التي  أعدت حول المحمية.

“قمر بلدة مشغرة” القريبة من جبال محمية أرز الشوف أضاء في ذلك الليل محمية مترامية الأطراف، وهي الأكبر في لبنان والشرق الأوسط، فتركت ومضات مضيئة مشعشعة معشعشة بين حنايا الأرز الخالد الأقدم في لبنان والعالم.

“أصوات الميادين لن تسكت، سواء استُشهدت فرح، أم ربيع، أم غيرهما، وهي “مستمرة بمناضليها وإعلامييها الكبار المقاومين، الذين يثبتون مرة أنّهم وطنيون ومتمسكون بهذه التغطية، وبأن يواجهوا الاحتلال الإسرائيلي، في أي مكان توجد فيه الميادين“.

هو كلام واضح حاسم لرئيس مجلس الإدارة غسان بن جدو، في نعيّ الزميلين، وطبعاً فإن شمس الميادين لن تأفل ثابتون، مستمرون، متجددون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى