نازك للرئيس الشهيد: أين أنت يا رفيق… لو كنت معنا لجلت المعمورة وحاولت المستحيل لوقف نزف دماء الابرياء في لبنان
وطنية – توجهت السيدة نازك رفيق الحريري في مناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بتحية اكبار وشوق وحنين للرئيس الشهيد الذي “ما زال حيًّا وساكناً في قلوبنا جميعاً وبخاصة في قلب لبنان الذي هو بأمس الحاجة إليه والى جولاته ومبادراته في الظروف الصعبة والأليمة التي يمر بها لبنان، الذي صار غير المكان الذي فارقه رفيق الوطن. فصارت الأيام كسحب الرماد يكسوها غبار الزمن المندثر على شرفات البيوت وشوارع الوطن المشتاقة لرنين صوته ولتلك الابتسامة التي تملأ الارجاء أملاً وراحة”.
وتابعت نازك الحريري: “طويت من العمر ثمانين عاماً ومازال عطاؤك مستمراً وراسخاً وإن اغتالوك بعمر الستين. يصادف اليوم ذكرى ولادتك يا صاحب القلب الذي خفق للبنان وخفق له لبنان. تمر هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا والغموض يكتنف هذه المرحلة الحاسمة والصعبة من تاريخ وطننا الحبيب لبنان والشرق الاوسط بأكمله، حيث تسود التحديات والمواجهات. وفي مثل هذه الاوقات يحضرني كلام لشهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري عندما قال: (اننا اهل اعتدال، نؤمن بالله سبحانه وتعالى ونتمسك بحقوق الانسان وبالعدالة والقانون، ونسعى دوماً الى الاستقرار والسلم الاهلي والعيش بأمن وسلام)”.
وتايعت: “كان بارعاً بتحقيق الانجازات والنجاحات الاستثنائية حتى صدق فيه الوصف رجل الظروف الاستثنائية. عمّر علّم، ساهم في وقف الحروب وشارك بوضع الاتفاقيات والتشريعات والدساتير. كان صاحب الرؤية الصائبة والحلول المبتكرة فصاغ المبادرات وأوجد الحلول ، قرّب بين الشعوب والاوطان. صنع ايام سلام ومجد واستقرار وازدهار سوف يبقى التاريخ شاهداً على انجازاته الانسانية والوطنية”.
وأشارت إلى أننا اليوم “نمر بأدق وأصعب الظروف والاوقات حيث يتعرض في كل دقيقة جنوبنا الغالي وعاصمتنا الحبيبة بيروت وضاحيتها الجنوبية وكل أرجاء الوطن من شماله الى بقاعه وجنوبه الى اعتداءات تطال مواطنيننا الابرياء اضافة الى الشعب الفلسطيني الصامد الذي لا زال يرزخ تحت العدوان”.
وناجت الحريري الرئيس الشهيد: “اين انت يا رفيق العمر والدرب، لكنت جلت المعمورة وحاولت المستحيل لوقف نزف دماء الابرياء من رجال ونساء وأطفال كما عملت بجهد جاهد أيام عناقيد الغضب (مجزرة قانا) حيث وضعت يدك بيد إخواننا العرب لتثبت حق شعبنا في الأرض وفي الحياة”.
وقالت: “تتزامن هذه الذكرى اليوم مع مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً هي يوم المؤسس، يوم أسس شهيدنا الغالي جامعة رفيق الحريري والذي يصادف هذا العام مرور اليوبيل الفضي على تأسيسها. لقد بنى الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا الصرح التعليمي الكبير، ليصبح مساحةً لثقافة الحوار والتسامح والإعتدال، وبيتًا تنشأ فيه أجيالٌ من الـمثقفين ومن بناة دولة القانون والـمؤسسات الحديثة. ويوم دشن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعة، وضع الـمعرفة حجر أساسٍ لها، لتكون الـمعرفة بوابة العبور إلى مجتمعٍ ووطنٍ سليمٍ متصالحٍ مع نفسه ومع الآخرين، تعزيزًا للمبادئ الإنسانية والأخلاقية والوطنية التي التزم بها طول مسيرته ليحقق أهداف الإعمار والتّنمية الـمستدامة، وتوفير العيش الكريم للناس، وفرصة الحصول على التعليم للجميع. وانطلاقًا من هذه الرؤية، وجد رفيق الحريري الرئيس الـمؤسس أنّ رسالة الجامعة تقتضي بإتاحة الفرص أمام الجيل الشاب للحصول على تعليمٍ عالي الجودة، فكانت النتيجة أن علّم أكثر من ثلاثين ألف طالبٍ وطالبة . كما عمل جاهداً لتأمين الرعاية الصحيّة الكريمة فافتتح عدداً كبيراً من المستشفيات لاستقبال مواطنيننا وتأمين العلاج الصحي لهم ووضع حجر الأساس لمستشفى بيروت الحكومي التي أُطلق عليها اسم مستشفى رفيق الحريري بعد استشهاده. كما عمل على تأهيل مطار بيروت الدولي ليكون من أهم المطارات الدولية، وسعى جاهداً لتوسيعه وتطويره وتم تسميته بإسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري تكريماً له . وها نحن اليوم نشهد على المطالبة المُلحّة لتوسيعه وهي التي كانت رغبة شهيدنا الكبير”.
وختمت السيدة نازك: “رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمّدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وحفظ لبناننا الغالي والأمة الاسلامية والعربية جمعاء بموفور الخير والأمن والامان والسلام والاستقرار والازدهار”.