الخير اكد ان سلاح الحزب لم يحمِ لبنان: لا اعتقد اننا سنشهد وقفًا للنار قريبًا
وطنية – أكد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير أن “وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري بملف الحرب تصب بمصلحة لبنان، وميقاتي يحمل كرة نار في فترة الفراغ الرئاسي”، وطالب “الحزب بالعودة إلى لبنانيته”، مشددا على أن “سلاح الحزب لم يحم اللبنانيين وما يحمي الشعب اللبناني هو الجيش اللبناني فقط”، مشيرا الى ان “الرئيس نبيه بري كان وضحا بفصل ملف الرئاسة عن ملف الحرب وأنا شخصيا كنت ولا أزال أعول على صدق نويا بري، وهو يسعى، من خلال حرصه على لبنان، إلى تخطي هذه الأزمة”.
وقال عبر برنامج “حوار المرحلة” على الـ LBCI، مع الاعلامية رولا حداد:”من الواضح أن هدف زيارة هوكشتاين كان السعي لوقف النار، واليوم المفاوض الأميركي يشدد على تطبيق آلية القرار 1701 لكن هل وقف الحرب بيد كل الأطراف التي تسعى إليه، أم بيد إسرائيل؟ فالإسرائيلي يخوض حربًا ضد غزة ولبنان ، لكن إيران تتدخل أيضًا بالمسار اللبناني ، ولمسنا هذا الأمر في الزيارات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين الذي اتضح أن القرار بيد إيران لا الحزب”.
ورأى أنه “لو كانت المساعي الأميركية جدية لما رأينا الضربات الإسرائيلية التصاعدية، ولبنان يتبنى القرار 1701 وهذا الأمر اتضح من خلال تصريحات ميقاتي وبري وجنبلاط الأخيرة، وتطبيق القرار 1701 بما يتعلق بجنوب الليطاني هو الأساس اليوم ، ونحن ننتظر الرد الإسرائيلي بعد زيارة هوكشتين”.
اضاف: “نتخطى كل القرارات الدولية عندما نتكلم عن تطبيق الطائف الذي هو الأولوية اليوم، فتطبيقه يجب أن يكون ضمن أولويات رئيس الجمهورية المقبل، والمصلحة الاستراتيجية للبنان هي بتطبيق الطائف بكامل مندرجاته”، مؤكدا ان “وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري بملف الحرب تصب بمصلحة لبنان، وميقاتي يحمل كرة نار في فترة الفراغ الرئاسي، كما أن نتنياهو يستثمر كل الفرص لفرض المعادلات التي تصب في مصلحته، ونحن هدفنا منعه من تحقيق أهدافه في لبنان”.
وأوضح أن “السعودية تقول للبنانيين قرروا شكل الدولة المقبلة، وهي تقرر إذا ما أرادت أن تتعاون مع لبنان أو لا، ولا نرى تضامنًا إلا من الدول العربية في هذه المحنة، ومن الصعب أن تستطيع الإدارة الأميركية اليوم الضغط على نتنياهو، فما أوصلنا إلى هذه المرحلة هو عدم استنادنا على الدولة والمطلوب من الحزب التعاون تحت سقف المصلحة اللبنانية”.
تابع: “الحزب مطالب اليوم بالعودة إلى لبنانيته، ولا أعتقد أننا سنشهد وقفا لإطلاق النار في المدى القريب، وإيران تخلت عن غزة ولبنان والحزب، وعلى الحزب احترام تفويضه لبري الذي يدعم تطبيق الـ1701 وفصل الساحات”.
ورأى أنه “في حال كان كلام نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم المتعلق بالحرب وربط الساحات جديًا، فليسحب تكليفه لبري”، مشددا على أن لا “خلاص للبنان إلا بتطبيق اتفاق الطائف وعلينا تأسيس مرحلة جديدة ، وبحال واجهنا فريقًا ضد تطبيق رئيس الجمهورية للطائف والحوار حول الاستراتيجية الدفاعية فسنرى حينها، والمطلوب هو تطبيق الـ1701 ونشر الجيش على الحدود ووقف الحرب وانتخاب رئيس”.
وقال: “الحزب شريك في البلد ونحن ضد المطالبة بنزع سلاحه خلال الحرب، الاستراتيجية الدفاعية تحدد إطار سلاح الحزب تحت كنف الدولة اللبنانية وكل سلاح خارج إطار الدولة يعادل دمار لبنان، ويجب أن تحفظ السيادة اللبنانية كما تحفظ السيادة السورية، لذلك ترسيم الحدود البرية أمر مهم أيضًا”.
تابع:”أي دعم للجيش اللبناني إن كان على الحدود مع فلسطين أو سوريا ، يجب أن يحافظ على أعلى معايير السيادة اللبنانية، وفي حال فشلت مهمة هوكشتاين ستكون الجهة التي أجهضت المساعي إسرائيل لا لبنان، والموافقة التي أعطاها نصرالله لبري حول الـ1701 وفصل الساحات أتت متأخرة جدًا”.
واعتبر أن “الحزب يعلم أن إسرائيل غيرت معادلات كثيرة وهو يشعر أنه حمّل اللبنانيين أكثر من طاقتهم، والمطلوب منه التعاون مع اللبنانيين تحت سقف الدولة، والإسرائيلي يريد أن يضمن حدوده وأمن سكان الشمال على المدى البعيد”.
ورأى أن “سلاح الحزب لم يحم اللبنانيين وما يحمي الشعب اللبناني هو الجيش اللبناني فقط، وأي فئة تراهن على سلاح خارج الدولة هي ساقطة، وما تعرضت له المناطق اللبنانية من اغتيالات وقصف سمحت للحزب أن يطرح علامات استفهام كثيرة حول سبب سرعة الأحداث والحزب شعر أنه تُرك لمصيره، لذلك اتخذ نصرالله القرار بتبني الـ1701 وفصل الساحات وأبلغه لبري”.
وأكد أن “المصلحة اللبنانية ومصلحة الحزب تتمثل بتطبيق اتفاق الطائف، والموقف الجريء الذي يمكن أن يتخذه الحزب هو وضع قراره تحت سلطة الدولة اللبنانية والعودة إلى لبنانيته، وفصل الساحات مما قد يتيح للبنان المطالبة بوقف النار”، وقال:”المطلوب من الحزب التقدم خطوة إلى الأمام فهو إما يسحب تفويضه لبري إما يسعى للتقدم نحو تجسيد المصلحة الوطنية العليا، والحزب اليوم تحت سلطة القرار الإيراني، والقرار والإرادة اليوم عند طهران، وليفكر الإيرانيون كيف يتركون اللبنانيين يعملون لانتشال لبنان من هذا القعر”.
وسأل: “هل بإمكان ميقاتي تطبيق القرارات الدولية بمفرده؟ فهذه القرارات تتطلب إجماعا وطنيا ومساعدة إقليمية ودولية كما هي بحاجة لتوافق داخلي وغطاء خارجي يلزم الإسرائيلي الالتزام بها، وميقاتي يعتبر أن المصلحة الوطنية تحتم عليه اتخاذ مواقف تحافظ على التوازن في لبنان”.
ورأى أن “هناك محاولة جدية لفرض وصاية جديدة على لبنان، وموقف ميقاتي وضع حدودا امام هذا التخطي وأوصل رسالة لبنانية للداخل والخارج مفادها أن لبنان لن يرزح تحت أي وصاية، والمعادلة عند اللبنانيين هي لبناننا وعروبتنا وحيادنا”، معربا عن تخوفه من أن “نتحول إلى غزة ثانية، وهنا نكون من دون رئيس ولدينا أزمة نزوح وأزمة مالية ويُضرب القطاع السياحي والزراعي”.
وشدد على أنه “في حال لم يتوافق النواب لانتخاب رئيس، فالرئيس بري لن يعارض فتح مجلس النواب، وأنا كنت وما زلت أعول على صدق نوايا الرئيس بري الذي يسعى لتحقيق مصلحة لبنان”، وأعتبر أن “دورنا هو الوقوف إلى جانب بري والتكامل معه تحت مبدأ وضع المصلحة اللبنانية فوق كل الاعتبارات الاخرى، و بري أسقط كل المعادلات السابقة المتعلقة بانتخاب رئيس والتشاور من ضمنها ، كما أبدى استعداده لفتح المجلس لجلسة ربما متعددة الدورات”.
واضاف:”على الحزب إما إطلاق يد الرئيس بري بالتكليف، إما سحب هذا التكليف وتقييد هذه المبادرة كان من خارج الحدود اللبنانية، ونحن لم نتوافق على اسم معين خلال جولتنا الرئاسية، لكن تباحثنا بعدد من الأسماء ونحن مستمرون ومرشحنا هو المرشح التوافقي، وقدرتنا على التحرك عند الجميع تختلف عن الكتل الأخرى”.
و أكد أن “مهمة الرئيس المقبل الإشراف على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، تمتلك غطاء عربيا ودوليا يمكنها من تنفيذ واجباتها وأولها إطلاق ورشة الإعمار وإعادة انتظام العمل العام”.
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع رئيس “حزب القوات اللبنانية ” سمير جعجع، شدد على “الصداقة الوطيدة بين الطرفين، وهناك ثوابت تجمعنا مع القوات، ومصلحة جعجع ومصلحتنا الوصول إلى مرشح توافقي يخدم مصلحة لبنان التي نريدها جميعًا، وما ينطبق على جلسة اللجان لا ينطبق على جلسة الرئاسة وكان يجب اكتمال نصاب جلسة الثلثاء”.
وبالنسبة الى التحذيرات من عمليات اغتيال جديدة، أكد أنه “في هذا الوضع الذي نعيشه كل الأمور مشرعة”، وعن استباحة الأملاك الخاصة، قال: “أنا وجهت نداء بما يتعلق بهذا الخصوص وعلى النازح احترام هذا الأمر أكثر من غيره، وعلى الدولة تأمين مراكز إيواء قبل بدء موسم الشتاء”.
وختم: “الاستهدافات الإسرائيلية طالت كل المناطق، ولم يعد هناك أي محافظة تنأى بنفسها عن الخطر، والانتخابات الأميركية ستحافظ على أمن إسرائيل ومصلحتها في الشرق الأوسط”.