هوكشتاين في بيروت في المهمة الأخيرة… وجرائم العدوان بلا حدود
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: فيما يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم إلى بيروت، شهد العدوان الإسرائيلي على لبنان تصعيداً خطيراً بلا حدود طال مروحة واسعة من المناطق اللبنانية في الجنوب والضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع وجبل لبنان، وذلك مع بدء العدو ضرب مراكز المؤسسات المالية التابعة لحزب الله والمنتشرة في أكثر من منطقة وبالقرب من المراكز السكنية الأمر الذي فاقم من أزمة النزوح.
وعشية وصول هوكشتاين، شدد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على أن هذه الزيارة هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول إلى حل، مشيراً في حديث لقناة “العربية” إلى أنه مفوّض من حزب الله منذ 2006 وهو موافق على القرار 1701، وهناك إجماع لبناني على القرار 1701، وهو إجماع نادر، ونحن نتمسك به.
واستبق بري وصول هوكشتاين برفض إجراء أي تعديلات على القرار 1701 بزيادة أو نقصان، وأعلن عن أن لديه خطة لإنقاذ لبنان يعمل عليها. ورأى أن الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي الإيراني، وأوضح أنه لم يتحدث يومًا عن انتخاب رئيس قبل وقف النار.
السفير السعودي السابق لدى لبنان علي عواض عسيري أكد لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الحل هو بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، لكنه أبدى شكوكه بأن تقتنع إسرائيل بالـ 1701 ولا حتى الـ 1559، مشيراً إلى أن بنيامين نتنياهو يقول بكل وضوح إنّه لن يُفاوض إلّا تحت النار وهذا يعكس سوء نيته.
وشدد السفير عسيري على ضرورة الدفع باتجاه إنتخاب رئيس يحظى بتأييد داخلي وخارجي، مؤكدًا أن المملكة السعودية لن تتدخل في الشأن اللبناني ولن تسمي رئيساً للبنان وموقفها هو حث القوى السياسية لانتخاب رئيس بأسرع وقت. كما أنه مطلوب رعاية حوار وطني يدعو له الرئيس المنتخب لإيجاد الحلول اللازمة وتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية ومن المهم تعزيز دور الجيش اللبناني ونشره على كافة الاراضي اللبنانية وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور.
النائب غسان سكاف رأى بدوره أن “زيارة هوكشتاين إلى لبنان هذه المرة تأتي لطلب تعديل معين على القرار 1701 الذي لم نقبل به قبل عشرة أشهر، فكل زياراته الماضية كانت من أجل إقناع المسؤولين اللبنانيين بما كانت تريده اسرائيل. أما اليوم فقد اختلفت الأمور ولم تعد تقبل بما كانت تطالب به قبل عشرة أشهر”، وفق تعبيره.
واعتبر سكاف أنه “كان مفترضاً بنا كلبنانيين أن نقبل بتطبيق القرار 1701 دون قيد أو شرط، أما الآن وبعد جنون نتنياهو وتأكيده على مواصلة الحرب فقد نذهب إلى ما هو أسوأ من 1701 أي المطالبة بنزع سلاح حزب الله والانسحاب الى شمال الليطاني. ففي ظل الحرب القائمة يسعى العدو الإسرائيلي لإقامة منطقة عازلة فهو لن يقبل بعد اليوم بتهديد أمن سكان شمال إسرائيل، وبالتالي فإن شروط وقف إطلاق النار ستكون أصعب هذه المرة”.
ورأى سكاف أنه “إذا أردنا وضع خارطة طريق لإنقاذ لبنان فيجب أن نبدأ بانتخاب رئيس جمهورية وليس المطالبة بوقف إطلاق نار، والانتخاب يستدعي قبول كل الأفرقاء السياسيين، وهذا الأمر أصبح مدعوماً دولياً، لأن انتخاب الرئيس يخلط الأوراق ويغيّر المعادلة القائمة ويضغط على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار”، داعيًا القوى السياسية إلى “تقديم بعض الليونة، إذ من غير الجائز تحدي المجتمع الدولي خاصة بعد تخلي الجميع عنا، وضرورة تحريك الملف الرئاسي اليوم قبل الغد لأن انتخاب الرئيس هو الورقة الوحيدة التي نستطيع تقديمها للمجتمع الدولي للبدء بخارطة طريق لإنقاذ لبنان”، داعياً كذلك الى انتخاب رئيس توافقي قوي ويتمتع بالحكمة والشجاعة في اتخاذ القرارات.
سكاف لفت إلى أن “التدخل الإيراني أساء إلى القضية اللبنانية بعد تصريحات رئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية الإيرانيين. وحسناً فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتمسك بسيادة لبنان”، مثنيًا في الوقت عينه على موقف أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لانتقاده التدخل الإيراني “رغم تأخر جامعة الدول العربية بمساعدة لبنان”.
وعما يتوقعه بعد استهداف حزب الله منزل نتنياهو، تمنى سكاف أن “تكون رواية المسيرة التي أطلقت على منزل نتنياهو صحيحة وليست مسرحية لتهيئة الأجواء لاستهداف بعض الشخصيات في إيران”.
وفي ضوء كل هذه التطورات القاسية ميدانياً والضبابية سياسياً يبقى قدر اللبنانيين هذه المستويات الخطيرة من المعاناة، بانتظار ان تتحرك القوى الدولية بشكل جدي وحقيقي للجم العدوان الإسرائيلي، وأن تتزحزح القوى السياسية المعنية داخلياً لانتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق مسار إنقاذي.