محليات

جهود مكثفة لمنع انتشار الأوبئة في مراكز الإيواء في إقليم الخروب

بيروت – أحمد منصور

تتكثف الجهود على أكثر من صعيد على المستوى الصحي في منطقة الشوف، لتطويق تداعيات النزوح والاكتظاظ في مراكز الإيواء، خشية تفشي الأمراض والأوبئة نتيجة النقص في المياه والمستلزمات المطلوبة، التي يمكن أن توفر بيئة نظيفة وخالية من الأمراض المعدية.

هذه الجهود لم تكن وليدة الساعة، بل كانت من الأولويات والعناصر الأساسية في البداية، بعد أن شكلت خلية الأزمة المركزية في المنطقة منذ أشهر، ووضعت معها خطة طوارئ، تحسبا للأحداث في ضوء الحرب الإسرائيلية. الا ان تدفق النازحين بشكل كبير خلط الأوراق وكل التوقعات والاحتياطات.

ونظرا إلى الأوضاع المأساوية للنازحين، خصص مستشفى سبلين الحكومي ومراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، كمواقع للعناية الاستشفائية والطبية للعائلات النازحة، للتخفيف من الأوجاع والجرا.

الا ان الأوضاع الاقتصادية الصعبة والإمكانات والنقص الحاصل على مختلف الأصعدة، أدت في بعض مراكز الإيواء إلى ظهور حالات «الجرب والقمل»، نتيجة غياب عوامل النظافة وندرة المياه والاستحمام، ما دفع بالجمعيات والبلديات إلى أعلان النفير العام للحفاظ على النظافة، وحماية للعائلات النازحة والبيئة المضيفة.

رئيس خلية الأزمة في إقليم الخروب النائب بلال عبدالله قال لـ «الأنباء»: «ليس من السهل في هذه الفترة القصيرة والإمكانات الضئيلة، مواجهة انتشار الأوبئة. وللأسف بدأت تنتشر بعض الأوبئة المعدية بسبب الكثافة، وظروف الإقامة والنقص في المياه والرعاية. وهناك متابعة لهذه المسائل عبر تعزيز إمكانات معالجة الحالات اذا وجدت، والوقاية منها قبل حدوثها».

وأشار إلى «وجود حالات التسمم الغذائي والقمل والجرب»، محذرا من أنه ستزداد حالات الأمراض التنفسية بسبب الاكتظاظ وعدم توفر التدفئة في المراكز «ونحن على أبواب فصل الشتاء، وهذه مشكلة أكبر من طاقتنا كجمعيات أهلية ودولة ومؤسسات وبلديات وكخلية أزمة وأحزاب. وعلى المجتمع الدولي المساعدة أكثر في هذا الاتجاه، لتعزيز إمكانات وزارة الصحة والطواقم الصحية والإسعافية والأهلية، والتي تسعى للتخفيف من معاناة الأهالي».

وأكد عبدالله ان مستشفى سبلين الحكومي، كان ضمن المستشفيات الحكومية التي أولاها وزير الصحة فراس الأبيض عناية خاصة، لتمكينها من استقبال حالات الإصابات وتغطيتها بالكامل على نفقة الوزارة. وبالتالي اصبحت هناك مهمة ثلاثية على عاتق المستشفى: استقبال حالات الحرب ونتائجها وهي عديدة، والحالات التي تم تحويلها من الجنوب بسبب إقفال قسم من مستشفيات الجنوب، وثانيا علاج المقيمين ورعاية أهل المنطقة الأساسيين، والذين اصبحوا جميعا يقطنون في المنطقة، بعد ان عاد أهلها من سكان المدن اليها، وثالثا العناية الصحية بالنازحين الذين يفوق عددهم في الإقليم الـ 120 الف نازح، وتم تأمين العناية الصحية بهم من قبل مستشفى سبلين الحكومي للحالات الطارئة على نفقة وزارة الصحة، اما الحالات الباردة التي قد تنتظر، فهي خارج تغطية الوزارة.

من جهته، اعتبر مدير مستشفى سبلين الحكومي د.ربيع سيف الدين، «انه مع تزايد اعداد النازحين في منطقة إقليم الخروب، فمن الطبيعي ان تزداد الحالات المرضية المتنوعة والوبائية. وأكثر الحالات التي نستقبلها هي حالات التسمم الغذائي، والإسهال والتقيؤ، وضيق التنفس».

وأشار سيف الدين إلى «أنه في موضوع الأمراض الجلدية وحالات الجرب، لم تصلنا مثل هذه الحالات بعد، والتي يبدو انه تتم معالجتها في أماكنها». وتابع: «استقبلنا العديد من المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والقلب وغيرها، ونقوم بواجباتنا تجاههم، ومن يحتاج لدخول المستشفى، ندخله عبر الجهة الضامنة له، وهناك جهات تغطي الفارق. اما المرضى في الطوارئ، فنسعى إلى المساعدة في الفاتورة الاستشفائية من قبل جمعيات أو جهات معينة».

ولفت إلى انه «بالنسبة إلى مرضى السرطان وغسيل الكلى، فإن أعداد المرضى تضاعف في هذين القسمين، حيث يضم كل قسم منهما 12 سريرا، ونقدم الرعاية الطبية اللازمة المرضى».

بدوره، شدد المدير العام للجمعية الاجتماعية محمد شعبان لـ «الأنباء»، والتي تضم مركزا للرعاية الصحية الأولية، على «أهمية توفير بيئة نظيفة لمراكز الإيواء، لاسيما المياه المخصصة للشرب والنظافة للمحافظة على صحة الأفراد ومنع انتشار الأمراض والأوبئة، التي قد تهددهم وتهدد المجتمع الحاضن لهم». وتناول «اهمية التنسيق مع خلية الأزمة والجهات المعنية من جمعيات وبلديات، لضبط الأوضاع ومنع أي استغلال من قبل بعض المخلين بالهدوء الاجتماعي كي لا نتجه نحو الأسوأ».

وأكد «اكتشاف 6 حالات جرب في أحد مراكز الإيواء، وتم عزل المصابين في غرف خاصة، وتقديم الارشادات والأدوية لعدم وجود حمامات ونظافة وقلة الاستحمام (…) ونحن بصدد بناء تركيب حمامات خاصة للرجال وللنساء، مخصصة للاستحمام وللوقاية من الأمراض».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى