«رامات ديفيد» عصب الحروب الإسرائيلية
«إسرائيل بدأت مرحلةً جديدةً في الحرب»، هو ما صرّح به وزير الحرب في حكومة العدوّ يوآف غالانت قبل أسبوع من قاعدة «رامات ديفيد» التي استهدفها حزب الله فجر الأحد بصواريخ «فادي 1» و«فادي 2»، رداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي المتكررة.وتعدّ «رامات ديفيد» إحدى أهم ثلاث قواعد جوية لجيش الاحتلال على امتداد الكيان، وتقع في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعود إلى حقبة الاحتلال البريطاني لفلسطين. وقد بناها البريطانيون عام 1942 وكانت جزءاً من البنية التحتية لسلاحهم الجوي، واستُخدمت كبديل لقاعدة حيفا التي تعرضت لهجوم ألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
تضم القاعدة مجموعة من التشكيلات والفرق العسكرية البرية تحت قيادة لواء الجبهة الشمالية، من بينها وحدات مشاة ومشاة ميكانيكية ومظلّيو مدفعية فرقة هندسية، كما تحتوي على مجموعة من الاختصاصات الجوية التي تشمل مقاتلات حربية، ومروحيات قتالية، ومروحيات نقل وإنقاذ، ومروحيات استطلاع بحري، ومنظومات حرب إلكترونية هجومية، ومنظومات دفاعٍ جوية متطورة؛ أبرزها منظومة الدفاع الجوي التكتيكي الأميركية «باتريوت إم آي إم – 104» ومقلاع داود والقبة الحديدية.
تتولى القاعدة مهمة الهجمات العسكرية الجوية والرصد والاستطلاع والاعتراض والإنزال، وتشغل ثلاثة أسراب قتالية وهي «الوادي 109» و«المعركة الأولى 101» و«العقرب 105»، إضافةً الى سرب الاستخبارات «صيادو الليل 160»، وسرب الاستطلاع البحري «حماة الغرب 193» وسرب الحرب الإلكترونية «157» وأربعة أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة. تبلغ مساحة القاعدة حوالي 11 كيلومتراً مربعاً، وتضم ثلاثة مدرجات للإقلاع والهبوط ومنصات لإطلاق طائرات التجسس المسيرّة.
تبعد القاعدة 46 كلم عن الحدود اللبنانية، وتقع في سهل زرعين بين جنوب شرق حيفا وجنين وطبريا، على مقربة من الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية وأراضي 1948، وتحيط بها من كل الجهات هضاب وتلال ومرتفعات تصدّ طبيعياً أي هجمة منخفضة.
شاركت «رامات دافيد» في كل الحروب التي خاضها الكيان، بدءاً من حرب 1967، مروراً بحرب أكتوبر 1973، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعدوان تموز 2006، والحروب التي شهدتها غزة، وصولاً الى الحرب الحالية، واستُخدمت للإعداد للهجوم على مطار بيروت عام 1968 رداً على خطف طائرة «إلعال» إسرائيلية، وللإعداد لعمليات عسكرية ضد أهداف في لبنان وسوريا بعد تحرير عام 2000.
تمكن حزب الله من اختراق الأنظمة الدفاعية للقاعدة في تموز الماضي عبر مسيّرة «الهدهد» التي مسحت القاعدة جوياً وصوّرت البنية التحتية العسكرية للقاعدة وأدقّ تفاصيلها، كما كشفت المقاومة عن اسم قائد القاعدة العقيد أساف إيشد المعروف باسم «العقيد أ».
المصدر: الاخبار