جهود دولية لاحتواء التصعيد ومجلس الأمن أمام اختبار حاسم
تشهد الجبهة الجنوبية في لبنان تطورات متسارعة وسط تصعيد عسكري إسرائيلي، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية وقف التصعيد، ودور مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن النزاع.
وتحدث مصدر ديبلوماسي شرقي في بيروت لـ «الأنباء» عن إمكانية لوقف التصعيد على الجبهة الجنوبية؟ وقال: «في ظل التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية اللبنانية، تبدو احتمالات وقف التصعيد مرهونة بعوامل عدة، أبرزها ربط حزب الله الهدوء على الجبهة اللبنانية بوقف العدوان على غزة. وعلى الجانب الآخر، تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب عسكرية على الجبهتين، لكنها قد تكون غير راغبة في خوض حرب على أكثر من جبهة، خصوصا في ظل تزايد الضغط الداخلي والدولي. وهذا يفتح المجال أمام إمكانية وساطة دولية لاحتواء الموقف، خصوصا إذا ما تم تقديم ضمانات لوقف العدوان على غزة، ما يتطلب جهدا ديبلوماسيا دوليا يتجاوز الجهود المحلية أو الإقليمية».
وردا على سؤال حول استطاعة مجلس الأمن تدارك الموقف، أوضح المصدر: «عقد مجلس الأمن الدولي جلسات عدة لمناقشة التصعيد في المنطقة. إلا أن هذه الجلسات غالبا ما تكون تداولية أو تفضي إلى بيانات تعبر عن القلق دون اتخاذ خطوات عملية لوقف النزاع. ومع ذلك، قد يختلف الأمر اليوم في ظل الضغط الدولي المتزايد لإيجاد حل للأزمة، لاسيما مع المخاوف من توسع النزاع ليشمل الجبهة اللبنانية.
وبالتالي، فإن تحويل جلسة مجلس الأمن إلى جلسة قرار، أمر يتطلب توافقا دوليا بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وقد تواجهه عقبات في ظل تباين مواقف الدول الكبرى تجاه الصراع في غزة ولبنان. وإذا تم التوصل إلى صيغة توافقية، قد يتم إصدار قرار يلزم الأطراف بوقف فوري لإطلاق النار».
وأشار المصدر إلى ان «إمكانية صدور قرار دولي بوقف النار في غزة والجبهة اللبنانية تبدو معقدة ولكن ليست مستحيلة، ويشكل القرار 1701 أساسا لوقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان منذ حرب 2006، لكنه لم يتطور ليشمل وقفا مستداما لإطلاق النار. ومع تصاعد الأحداث، قد تكون هناك فرصة لتطوير القرار 1701 بحيث يتجاوز وقف الأعمال العدائية ويؤسس لوقف إطلاق نار طويل الأمد».
وأكد المصدر ان «إصدار قرار بوقف النار على الجبهتين الجنوبية والغزاوية يتطلب دعما من الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة، خصوصا في ظل اتساع دائرة التصعيد وتأثيره على الاستقرار الإقليمي. ويمكن لمجلس الأمن، إذا ما توافرت الإرادة السياسية الكافية، أن يصدر قرارا بوقف النار يشمل غزة والجبهة اللبنانية، ويمهد لتطوير القرار 1701 ليصبح أكثر شمولية في معالجة النزاع بين إسرائيل وحزب الله. وهذا السيناريو قد يساعد على احتواء الوضع وتجنب حرب شاملة في المنطقة».
ورأى المصدر ان «إمكانية وقف التصعيد على الجبهة الجنوبية مرتبطة بتطورات النزاع في غزة، وتعتمد على ما إذا كانت إسرائيل والمقاومة مستعدتين للتوصل إلى تهدئة شاملة. ويملك مجلس الأمن القدرة على تحويل جلسته إلى جلسة قرار، لكنه بحاجة إلى توافق دولي قد يصعب تحقيقه. ومع ذلك، إذا تم الوصول إلى صيغة تفاهم، قد نشهد إصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، مع تطوير القرار 1701 ليشمل وقفا مستداما للنار على الجبهتين».
المصدر – الأنباء الكويتية