“الكلّ مريض… الحَقّ على الطّقس”؟
كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
“في كتير حالات إسهال وقيء، ما عم لحّق فَوْتر الأدوية يلّي عم توصل”، هذا ما قاله صيدلي في إحدى المناطق اللبنانيّة، مُشدّداً على أنّ معظم المرضى الذين يأتون إليه يُعانون من مشاكل وعوارض معويّة. فـ”هل الحَقّ على الطّقس”؟
يُجيب الخبير في التلوّث البيئي الجرثومي، د. منذر حمزة أنّ “الاحتباس الحراري له تداعيات صحيّة متعدّدة منها انتقال أمراض فيروسيّة من موطنها إلى مواطن جديدة عبر بعض أنواع البعوض، إضافةً إلى الفيضانات بسبب أمطار طوفانيّة وما ينتج عنها من كوارث إنسانيّة وتشريد وتلوّث وتفشٍّ للأمراض مثل الكوليرا”.
ويُضيف د. حمزة، في حديثٍ لموقع mtv: “الأمراض المنتقلة من خلال التعرّض للمياه والأطعمة الملوّثة، تستوطن في لبنان وتشتدّ وتيرتها في فصل الصّيف إذ تُساعد درجات الحرارة المُرتفعة على تكاثر الجراثيم، يضاف إلى ذلك مُشكلة هامّة وهي عدم توفّر الكهرباء على مدار الـ 24 ساعة في بلد الأرز الذي كان يُعرَف بسويسرا الشرق”.
أمّا الأسباب فلا تقتصر على الطّقس وحده، وهنا يُشير الخبير إلى أنّ “غالبيّة اللبنانيين يلتقون مع مغتربين يزورونهم خصوصاً في فصل الصيف، ويكاد لا ينفد أيّ زائر من تعرّضه للإسهالات والالتهابات المعويّة… هذا يدلّ على أنّ وضعنا ليس مريحاً ولبنان بات بلداً مدمّراً بيئيًّا والتلوّث يتفشّى فيه بصورةٍ مُخيفة، والشّعب يدفع أثماناً باهظة من صحّته، من دون أن ننسى تكاليف العلاج الذي تعجز نسبة كبيرة من اللبنانيين عن تأمينها”.
كذلك، يلفت إلى أنّ “حمى التيفوئيد تُعدّ مرضاً مستوطناً في لبنان والبكتيريا المسؤولة عنه تنتقل فقط من براز إنسانٍ مريض أو خلال فترة النقاهة للأصحاء عبر المياه والأطعمة الملوّثة ببراز المُصابين”. ويُتابع: “انتشار بكتيريا التيفوئيد المعروفة بـ Salmonella Typhi يؤشّر إلى أنّ ظروف النّظافة ومستوى توفّر مياه وأطعمة آمنة ليس بالمستوى المطلوب. كما يُعاني لبنان منذ سنوات عدّة، من ازديادٍ مُقلق في أعداد المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي A، وهو عبارة عن مرض فيروسي ينتقل أيضاً عبر المياه والأطعمة الملوّثة ببراز المُصابين. وهناك أيضاً الطفيليات، خصوصاً وحيدة الخلية، التي تُعتبر مرافقة للبنانيين بشكل دائم”.
يجب ألا ننسى أيضاً تفشّي الكوليرا في لبنان منذ مدّة ليست ببعيدة، وفق الخبير، الذي يقول: “الحمدلله تمت السيطرة عليها بجهود وزارة الصحة ومؤازرة منظمة الصحة العالمية”.