محليات

خسائر تتجاوز الـ3 مليارات دولار.. “كل موسم سياحي وانتم بخير”

“كل موسم سياحي وانتم بخير” رغم كثرة “النعاوي” التي اطلقها اهل القطاع بعد ان اقفلت الحرب ابواب الموسم قبل اوانه لان المغتربين الذين كانوا يعول عليهم الكثير في موسم الصيف قفلوا عائدين “دركبة” الى بلادهم تخوفا من حرب اتية، وسياح لم يأتوا اصلا ومن غامر منهم انبته سفارته وطلبت منه العودة سريعا، ومواطنون تراجعوا عن السياحة في بلدهم وعمدوا الى تخزين المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية لان صوت المعركة لا يعلو عليه اي صوت حتى ولو كان القطاع السياحي الذي كان يأمل ان ينعش الاقتصاد الوطني ويدخل العملة الصعبة الى لبنان .

ورغم ذلك ورغم سوداوية المشهد اللبناني فما زال البعض يتحدى الاقدار ويؤكد ان الحياة ستستمر وما تزال الحفلات والمهرجانات تقام يوميا حتى قيل ان عدد الحضور لحفلة اقيمت في الفوروم دي بيروت الاسبوع الماضي تخطت سبعة الاف شخص وما زالت اعلانات الحفلات تجري على قدم وساق .

 

اول الناعين كان رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر الذي اعتبر أن “لا فرص للموسم الحالي، وإذا توافرت فهي بعيدة جداً حيث لا نلحظ أي تطور إيجابي وسط كل التهديدات التي توجه للبلد من كل الجهات والتي تؤكد أن الحرب لا تزال طويلة”.

 

ولفت الى أن “الحرب هي أول عدو للسياحة كون السياحة تتطلب الأمن والاستقرار والأمان، واليوم لبنان في حال حرب وبالتالي رغم الجهود التي قمنا بها نحن نتراجع الى الخلف”.

وقال: “إن الشعب اللبناني وكل القطاعات السياحية كانت تقاوم تداعيات الحرب منذ 8 تشرين الأول 2023، عبر إقامة الحفلات في كل المدن والقرى والمؤسسات”.

لكننا اليوم وفي منتصف موسم الصيف يتبين أن كل الجهود التي قمنا بها وقام بها الشعب اللبناني والجهات التي ساندتنا تذهب سدى”.

وكشف الاشقر عن أن الأرقام المسجلة في آخر تموز الماضي أظهرت تراجعا في قطاع المطاعم بنسبة 40% وفي قطاع الفنادق بنحو 60%”، معتبراً ان “هذا التراجع قد يكون كارثياً على القطاع لا سيما على صعيد المؤسسات واليد العاملة التي يوظّفها، وأيضاً على صعيد الاقتصاد الوطني”.

 

وتوقع أن “يشهد القطاع الفندقي بعد موسم الصيف إقفالات كثيرة وصرف عمال”.

النعي الثاني جاء من امين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي “الموسم السياحي انتهى قبل ان يبدأ بعد التطورات الامنية الحاصلة والتحذيرات التي اطلقتها السفارات الاجنبية في لبنان لمواطنيها بضرورة العودة سريعا الى بلدانهم”.

ثالث الناعين كان نائب رئيس نقابة مكاتب تأجير السيارات جيرار زوين الذي شكا من ان نسبة التشغيل في القطاع لم تتعد ال٥ في المئة بعد ان كانت تتخطى المئة في المئة ايام العز وتراجع عدد السيارات السياحية من ٢٥ الف سيارة الى ٨ الاف سيارة .

الرابع هو نقيب اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي الذي كان من اشد المتفائلين بمستقبل السياحة هذا الصيف في لبنان اصدر بيانا اعلن فيه انه مع دخول شهر آب الحالي بدأت الأرقام تتدحرج أكثر فأكثر ونتوقع المزيد من الخسائر مع حالة الاستنزاف لتصل إلى 75%.

لكن يتابع الرامي بالقول :

ليعلم الجميع عندما نكون في خطر الموت نصارع لنعيش أكثر وسنعلّق لقطاعنا الخزرة الزرقاء…

لم تعد السياحة تستهوي السياح الاجانب اولا بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة وثانيا بسبب غلاء الخدمات السياحية وتذاكر السفر التي تبقى اسعارها اغلى من الدول المجاورة وثالثا غياب البنية التحتية من كهرباء وطرقات وانترنت، هذه العوامل ادت الى غياب السياح ولم يعد يقتصر الوجود السياحي الا على المغتربين الذين عادوا “دركبة” الى دولهم بعد ان الغت شركات طيران رحلاتها الى لبنان وخيمت اجواء الحرب في سمائه وبالتالي بعد ان كانت المداخيل السياحية تشكل اكثر من ١٠ مليارات سنويا في العام ٢٠١٠ تراجعت الى حدود  ٣ مليارات دولار فقط وبعد ان كان لبنان موجودا بقوة على الخارطة السياحية اصبح اليوم يعتمد على مواطنيه المنشغلين بتأمين تخزين المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية تحوطا لانفجار الحرب الشاملة .

ويبقى الصامت الاكبر وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار الذي ذهب “مشوارا” ولم يعد بعد ان كان متفائلا بموسم سياحي مميز افضل من موسم السنة الماضية لكن ما كل ما يتمناه الانسان يدركه فكيف بحرب كانت على الابواب اصبحت في عقر داره. والتأكيد ان الحرب والسياحة لا تلتقيان ابدا .

ويبدو ان المتشائمين في القطاع السياحي قد انتصروا على المتفائلين في هذا القطاع وبالتالي “كل موسم سياحة وانتم بخير “.

المصدر: الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى