“إسرائيل” تستدرج أميركا الى حرب إقليميّة عنوانها إيران
خواجه لـ “الديار”: يوجد مشروع إيراني اسمه فلسطين وعليه تدفع الثمن
كتب كمال ذبيان
انها الحرب التي تعيش فيها كل من غزة وجنوب لبنان والمنطقة كساحات مواجهة واسناد ضد العدو الاسرائيلي الذي ومنذ عشرة اشهر يخوض حربا تدميرية في غزة دون ان يحقق اهدافه في القضاء على حركة “حماس” خصوصا والمقاومة الفلسطينية عموما ولم يتمكن من السيطرة على المناطق التي احتلها لان المقاومة ضده مستمرة وبضربات مؤلمة اضافة الى اطلاق صاروخين نحو تل ابيب هذا الاسبوع.
فالفشل وقع فيه رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي يتخبط في غزة كما في الضفة الغربية ويخشى توسيع الحرب مع “حزب الله” في لبنان الذي يعد له المفاجآت كان اخرها فيلم موثق عن منشأة “عماد -4” تتمة لمسيرات الهدهد فوق شمال فلسطين المحتلة.
ويعمل نتانياهو ووزراء حكومته لا سيما من الاحزاب الدينية المتطرفة على ان تكون الحرب اقليمية واسعة هدفها ايران التي ركز عليها رئيس الحكومة الاسرائيلية على انها هي التي تقف وراء حركات المقاومة فحث الكونغرس الاميركي ومعه الادارة الاميركية على ان تكون الحرب مباشرة مع ايران وهو هدف اسرائيلي يعود لعقود ومنذ اندلاع “الثورة الاسلامية” في ايران وخلع الشاه الذي كان حليفا لاسرائيل وتبنى قضية فلسطين ثم البدء بالبرنامج النووي لاهداف سلمية فيما ترى فيه اسرائيل بانه خطر عليها.
فمصلحة العدو الاسرائيلي ان تقع الحرب الاقليمية ولا بأس ان اصبحت عالمية فبعد كل حرب عالمية كان المشروع الصهيوني يحقق هدفا من خطته فنال اليهود وعدا من وزير الخارجية البريطانية ارثر بلفور بارض فلسطين يقيمون دولتهم عليها في 2 تشرين الثاني 1917 اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى 1915. وبعد الحرب العالمية الثانية نشأ الكيان الصهيوني في ايار 1948 بعد معارك مع جيوش عربية خسرت فيها الحرب وحلت النكبة بفلسطين وشعبها وتم تهجير نحو 700 الف فلسطيني ليؤتى بيهود من العالم مكانهم بعد احتلال المدن والقرى.
ويتوقع قادة العدو الاسرائيلي الذين يعملون على زج اميركا في حربهم التي عنوانها ايران ان ينجحوا ومعها تغيب قضية فلسطين التي ومنذ عملية “طوفان الاقصى” باتت محور اهتمام العالم الذي يخشى من ان يدخل في حرب ثالثة حرّكتها اميركا ضد روسيا في اوكرانيا وتستفز الصين من تايوان وتقيم حلفا ضدها من كوريا الجنوبية والفيليبين وغيرهما.
ويتقدم احتمال نجاح نتانياهو في زج اميركا وحلفاء لها في حرب ضد ايران التي تحداها مرتين الاولى في نيسان الماضي عندما قصف القنصلية الايرانية في دمشق وردت عليه طهران بارسال نحو 350 مسيرة الى الكيان الصهيوني والثاني باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران وهو ضيف على الجمهورية الاسلامية التي توعد مرشدها العام الامام الخامنئي بالرد القاسي ومثله اعلن الامين العام “لحزب الله” السيد حسن نصرالله برد على مقتل القائد الجهادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وقبل ساعات قليلة من استشهاد هنية.
وتحاول الديبلوماسية ان تسابق الحرب الاقليمية المتوقعة الا اذا تمكنت الدول المعنية بوقف الحرب على غزة من الوصول الى ذلك وهو حل مستبعد بالرغم من التفاؤل الاميركي الذي ابداه الرئيس الاميركي جو بايدن ومساعدوه في الادارة لانه يحاول ان ينهي رئاسته بتحقيق انجاز ما وهو ما يرفضه نتانياهو الذي عطل مبادرات بايدن الذي قدم كل الدعم لاسرائيل التي اكد على ضرورة ان تبقى فمدها بنحو 50 مليار دولار وزودها بأسلحة متطورة بالاف الاطنان التي تدمر بها غزة وجنوب لبنان.
فنتنياهو يريد الحرب الشاملة وهذا ما يؤكد عليه عضو “كتلة التحرير والتنمية” النائب محمد خواجه وهو الخبير في الشؤون الاستراتيجية الذي قال لـ “الديار” بأن حلم نتانياهو اقحام اميركا بحرب مع ايران وهو مناخ في اسرائيل يتفق عليه جميع قادتها لان موقع ايران تغير في المنطقة منذ انتصار “الثورة الاسلامية” فيها عام 1979 واعتبر مؤسس “الجمهورية الاسلامية الايرانية” الامام الخميني بأن “اسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها” واقفلت السفارة الاسرائيلية في طهران وحلت مكانها سفارة فلسطين وبدأ التأسيس لحركات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي فكان انشاء “المقاومة الاسلامية” في لبنان التي عرفت “بحزب الله” في اثناء الغزو الصهيوني للبنان صيف 1982.
فايران لها مشروع في المنطقة يقول النائب خواجه لمن يحرض عليها وهذا المشروع هو فلسطين التي اعتبرتها ايران قضيتها في وقت تخلت عنها دول عربية واسلامية بعد ان كانت قضيتهم المركزية وارتموا في احضان اسرائيل التي كشفتها حربها التدميرية على غزة والتي تحولت الى حرب ابادة جماعية ادانها العالم في ظل صمت عربي رسمي وسكوت اسلامي عالمي.
فالظروف الاقليمية واستدراج البوارج والاساطيل الاميركية والبريطانية الى سواحل البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب كل ذلك يشجع نتانياهو على ان يدفع باميركا الى حرب مع ايران يقول النائب خواجه وهو لذلك يرفض وقف الحرب على غزة لان لديه هدفا ليس فيها فقط بابادة شعبها بل في الضفة الغربية وقد بدأ تنفيذ مشروع ارتكاب مجازر في عدة بلدات ومدن وهذا الاقتلاع للشعب الفلسطيني سيطال ايضا الاراضي الفلسطينية عام 1948.
ولان نتانياهو لا يمكنه القتال على سبع جبهات لمحور المقاومة فانه لم يتوقف عن دعوة اميركا للالتزام بالدفاع عن “امن اسرائيل” وهو هدف اميركي ثابت عند الحزبين الديمقراطي والجمهوري يقول النائب خواجه الذي يشير الى ان ايران لو لم تتبن قضية فلسطين لما اصابها من حروب وحصار وعقوبات وهي بموقفها فضحت العرب المتخاذلين.