محليات

باسيل يعرقل مبادرة كنعان الحريص: “بلا وحدة… بلا بطّيخ”

كتب داني حداد في موقع mtv: 

ما كتبناه منذ أشهر، أكّده جبران باسيل منذ ساعات. استخدمنا حينها تعبير “تنظيف التيّار”. استخدم ميشال عون كلمة “تشحيل”. المعنى نفسه، والهدف إمساك باسيل بمفاصل “التيّار”، من دون صوتٍ يناقش أو يبادر خارج عباءته الضيّقة.

خرج ابراهيم كنعان، في الأمس، مبادراً علّ الضمائر تستيقظ والحزب يتوحّد، بعد أن أصبح غسيل “التيّار” الوسخ على حبال السوشال ميديا، مع ما أُطلق عبرها من اتّهاماتٍ تافهة بحقّ ثلاثة نوّاب، بل أربعة لأنّ الهجوم على كنعان كان استباقيّاً.
اتّهامات تراوحت بين قبض المال والاستزلام للسفارات. سلوكٌ يشبه خطاب الكثير من “تيّاريّي باسيل”: نحن الأوادم وهم الفاسدون. نحن نريد بناء الدولة وهم يريدون هدمها. والـ “هم” غالباً ما يتحوّلون الى حلفاء، ويُستعان بهم لإيصال نوّاب. انفصامٌ لا مثيل له في الحياة السياسيّة اللبنانيّة.
ما أن أعلن كنعان عن مؤتمره الصحافي، حتى “فَلَت” باسيل بعضهم. حاولوا ضرب المبادرة قبل أن يعلن عنها. لا يريدون حلّاً. فليخرج المزعجون، ولو اعتبرهم كثيرون “وجّ الصحّارة” في العمل النيابي. لجبران باسيل معاييره الخاصّة في التقييم.
أمّا بعد مؤتمر كنعان، فكانت حجّة الهجوم عليه أنّه يتحدّث عن شؤون “التيّار” عبر الإعلام. هكذا قالت نائبة باسيل مارتين كتيلي. هل نحن في حزب “البعث” في زمن صدّام؟ ثمّ كان بيانٌ نسي كاتبه أنّ باسيل يتناول، منذ أشهر، شؤون “التيّار” الداخليّة في العلن، في أكثر من مناسبة، ومثله يفعل آخرون. “ناس بسمنة، وناس بزيت”؟ ربما، ولكن يريد باسيل نوّاباً من نوع “أجلس، قف، تحدّث، أصمت”. لم ننسَ صورته مع الكلب والنائب السابق والتعليق عليها. هل يرضى الياس بو صعب، أو ألان عون أو سيمون أبي رميا أو ابراهيم كنعان بهكذا صورة وتعليق؟ طبعاً لا. فليخرجوا إذاً من الحزب، “أرَْيَح”، ثمّ نهاجمهم ونشوّه صورتهم ونرفع شعار “أنا ملتزم”. ملتزم بألا أعارض. بألا أزعج كلب رئيس “التيّار” كي ينام…

يبدو واضحاً بأنّ مبادرة كنعان، الحريص، ستسقط. الحريّ بنوّابٍ آخرين أن يرفعوا الصوت، مثله، بدل الصمت على طريقة “عند تغيير الرؤوس، احفظ رأسك”. رأس الحزب “بالدقّ” وقلّةٌ، ممّن هم في المقدّمة، تبالي. من سيخرج من “التيّار” هم أكثر من أربعة نوّاب، وكوادر ومناصرين. ستخرج الروح الجامِعة التي حاول كنعان أن يعيد إليها الحياة من جديد، فردّت عليه “الجوقة” بموشّحات الاتّهامات.
في المقابل، كان تعاطفٌ مع كنعان من كثيرين. تابعوا مواقع التواصل، هي حافلة بالتعليقات والشهادات.

مؤسفٌ أن يشهد مناضلون على ما وصل إليه “التيّار”. مؤلمٌ أن يصمت البعض، بجبنٍ، أو أن يكابروا خشية شماتة الخصوم. بعضهم، الأكثر “غنميّةً” يكتبون: “معك شو ما عملت”. الأكثر ألماً أن تُقطع الرؤوس التي تفكّر بمقصّ “التشحيل”.
“ما متت ما شفت مين مات؟” فعلى من تقرأ مبادراتك يا كنعان؟ أوصلوا الرسالة في الأمس: “لا وحدة… ولا بطّيخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى