بلديّة النبطيّة: خطّة طوارئ مكتملة المواصفات في حال توسّع الحرب في الجنوب!
في مواجهة تدهور الأوضاع الأمنية بين لبنان وإسرائيل على الحدود الجنوبية انطلق قطار الاستعدادات اللوجستية باكراً لأنّ جنوب لبنان هو الساحة الأكثر تأثّراً وتفاعلاً وشراكة مع الأحداث في غزة. وبما أنّ هاجس توسّع رقعة المواجهات في جنوب الليطاني كانت سبباً في النزوح والتهجير الإجباري الى قرى شمال الليطاني. كان لا بدّ من التساؤل عمّا إذا كان لدى بلديات ومؤسسات الدولة في شمال الليطاني خطة طوارئ لمن نزح اليها ولمن قد يحتاج النزوح في حال تحول المواجهات الى حرب شاملة مع لبنان؟
منذ اندلاع الطلقات الأولى للمواجهة جنوباً بعد عملية “طوفان الأقصى” كانت بلدية النبطية بحسب صادق اسماعيل (عضو مجلس بلدية النبطية) في “حال انعقاد دائم، إذ حصلت لقاءات عدّة بين موظفين من البلدية ومتطوّعين من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدنيّ وبعض الجمعيات الكشفية والأهلية استعداداً لتنفيذ خطّة طوارئ لمواجهة حركة النزوح”.
وشدّد اسماعيل على أنّ “خطة الطوارئ تنفذ بشكل مشترك بين الجميع، وقد تم وضع خارطة طريق لكيفية تحرك فرق الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ في آن معاً، فيهبّ كلّ فريق وفق مهمته والمسؤوليات المنوطة به. وأشار إلى أنّه من ضمن خطة الطوارئ تمّ تأمين الأدوية للمستشفيات تفادياً لانقطاعها.
وكشف عن دور مهمّ للأهالي في دعم البلديات والجمعيات. فـ”الجميع ممن لديهم شقق شاغرة في الأحياء وضعوها بتصرّف اللجان المحلية. كما أنّ العديد من الخيّريين قدّموا مساعدات عينية ومبالغ مالية وضعت بتصرّف اللجان لتوفير الحدّ الأدنى من مقوّمات صمود أهلنا النازحين”.
ويشير اسماعيل إلى انّه” في حال اندلاع الحرب الشاملة ستتحوّل الخطة الحالية بشكل كبير من مرحلة الإيواء والدعم الى مرحلة الطوارئ الشاملة، لأنّ المساعدات ستُخصص لمن يريد النزوح بعيداً لاسيّما الأطفال والنساء، وسندعم صمود من سيبقى في أرضه ومنزله كما فعلنا في تموز ٢٠٠٦. وستواصل خلية الأزمة متابعة عمل المستشفيات والاسعافات ضمن غرفة عمليات منعقدة بشكل دائم تواكب التطورات الميدانية”.
من جهته، اعتبر مدير مستشفى “نبيه بري الجامعي” في النبطية الدكتور حسن وزني أنّ الاستعدادات اللازمة في حال نشوب حرب شاملة اكتملت، وتمّ تأمين الأجهزة والمستلزمات الطبية والجهاز التمريضي إلى ايجاد خلية تنسيق بين المستشفيات في منطقة النبطية أوّلاً وبين المستشفيات والإسعافات ثانياً”.
وكشف لـ”النهار” عن أنّ” المواد الطبية (الادوية والمستلزمات) الموجودة في المستشفى الجامعي وفي أغلب المستشفيات المجاورة تكفي لشهرين فقط إذ تمّت مقارنة الوضع الحالي بما حصل خلال عدوان تموز ٢٠٠٦ لذلك اذا طال أمد أيّ عدوان من دون حصولنا على مساعدات اضافية سنكون في مأزق كبير من الناحية الصحية”.
وشدد على أنّ المشكلة الأخطر تكمن في تأمين التيار الكهربائي “فتمّ وضع خطة بديلة في حال عدم قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على تأمين التغذية لمنطقتنا، وتمّ تأمين مادّة المازوت لمدّة شهرين أيضاً، وهذا غير كاف، لإدارة صرح ّ، لذا المطلوب وجود مازوت يكفي أقله لستة أشهر نظراً لصعوبة نقل المحروقات في حال توسع رقعة المواجهات”.
وأكّد وزني أنّ “الكادر الطبّي من اطباء وممرضين جاهز بنسبة عالية ومستعد كسائر اهالي الجنوب للتضحية في سبيل الوطن”.
المصدر : يا صور