نادي كترمايا الثقافي أحيا ذكرى مجزرة كترمايا الصهيونية في العام 1982
نادي كترمايا الثقافي أحيا ذكرى مجزرة كترمايا الصهيونية في العام 1982
القصيفي:” اسرائيل تريد لبنان ممرا خلفيا لخططها التوسعية في اتجاه بلدان مجاورة..”
تخليدا لشهداء المجزرة الصهيونية على بلدة كترمايا، نظمت الهيئة الإدارية في نادي كترمايا الثقافي الإجتماعي، ندوة في خلية مسجد كترمايا تحدث فيها نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي والمحلل السياسي وجدي العريضي، وأدارها رئيس اللقاء الوطني في إقليم الخروب الصحافي سمير منصور .
وحضرها وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الإشتراكي ميلار السيد ممثلا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، النائب بلال عبدالله، الدكتور عبد الغني عبد الملك ممثلا النائب السابق محمد الحجار، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد فواز، منسق عام جبل لبنان الجنوبي في تيار المستقبل وليد سرحال، المونسنيور جوزيف القزي، اللواء ابراهيم بصبوص، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، وسام الحاج ممثلا الحاج جميل جميل بيرم، رئيس مصلحة مياه عاليه المهندس يونس الجرماني، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد اسماعيل ومخاتير الاقليم، الرئيس الاقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج، رئيس مجاس انماء قضاء الشوف محمد الشامي، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي السابق الرائد محمد بهيج منصور، رؤساء بلديات برجا العميد حسن سعد والمغيرية عبد الغني حماده وداريا المهندس عبد الناصر سرحال ودلهون المهندس علي ابو علي وسبلين محمد يونس والوردانية علي بيرم، رئيس هيئة الخدمات الاجتماعية في إقليم الخروب المحامي نبيل مشموشي، المدير العام لجمعية الوعي والمواساة الخيرية الدكتور عماد سعيد على رأس وفد من الجمعية، مدير مجمع إقليم الخروب للرعاية والتنمية محمد حمية، عميد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في صيدا البروفسور محمد دغمان، وكلاء داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي السابقين منير السيد والدكتور بلال قاسم، رئيس مجلس إدارة جمعية “ركاز” الشيخ الدكتور وسام طافش، الدكتورة غنى بصبوص، رئيس الإتحاد النسائي التقدمي في اقليم الخروب سوسن بوحمزة، نائب رئيس جمعية تجار الشوف جمال معطي، كبير مؤسسي النادي الدكتور توفيق عارف العبد وممثلو الأحزاب في البلدة وجمعيات وأندية وهيئات تربوية واجتماعية وشخصيات وأهالي .
وكان إفتتحت الندوة بآيات من القرآن الكريم وتلاه النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس النادي محمود يونس كلمة رحّب فيها بالحضور، مشيرا الى “أنه ومنذ ثلاثين سنة خلت تفرّد نادي كترمايا بإحياء هذه الذكرى سنويا، بدءا من إقامة النصب التذكاري على مدخل البلدة، ليكون رمز وفاء للشهداء، وتعمّد أن يحي الذكرى برعاية كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة المهجرين، للمطالبة بالتعويض على أهالي الشهداء وإعادة أعمار ما تهدم .”
ولفت إلى أنه وعلى مدى سنوات تم دفع التعويضات لمستحقيها بناء على طلب من الزعم وليد جنبلاط في مهرجان النادي، وشكر النائبين جنبلاط وعبد الله على مساعيهما لتأمين كمية من الترابة لتعبيد الطريق المؤدية الى مقبرة البلدة الجديدة، بالتعاون مع ادارة معمل سبلين، كما شكر النائب السابق علاء الدين ترو والمهندس ماجد ترو لتكفلهما بردم الطريق وتأهيلها، مؤكدا ان ذكرى مجزرة كترمايا لا تعني كترمايا فقط، وانما كل قرى وبلدات اقليم الخروب والشوف .
منصور
ثم أدار الندوة الصحافي سمير منصور، الذي إستهلها بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، مشيرا الى ان هذه الندوة هي لإستذكار شهدائنا في إحدى محطات الإعتداءات الوحشية للجيش الإسرائيل منذ نشوء الكيان الصهيوني منذ اكثر منذ 75 والمستمرة بأشكال مختلفة حتى يومنا هذا .
وعرض منصور لتاريخ الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه وإستباحة الأراضي الفلسطينية وآخرها ما يحصل في غزة، لافتا الى انه في معظم المراحل كان العالم يتفرج، وفي أحسن الحالات كان يساوي بين المجرم والضحية، وبين القتلى والشهداء الأبرياء..
وعا الى موقف موحد في مواجهة الوحشية الإسرائيلية، وحيا شهداء كترمايا وجرحاها وأبنائها، والتي إستحقت عن جدارة لقب أم الشهداء ..
العريضي
ثم كانت كلمة للمحلل السياسي الصحافي وجدي العريضي، الذي أكد انه ليس غريبا على اقليم الخروب تقديم الشهداء، وكترمايا أم الشهداء، لافتا الى انه من غزة الى الجنوب والى كترمايا، المجرم والعدو واحد وهو إسرائيل، والحرب اليوم مستمرة على الجنوب وغزة، ونحن أمام تحولات وتغيرات بدء من لبنان وصولا الى كل المتنطقة .
وتساءل متى سيتم انتخاب رئيس للجمهورية؟ داعيا الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لأن الناس قد ملت من الشعارات، ولكي ننهض بالدولة..
وتناول البرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية، داعيا للعودة الى الحالة الوطنية الجامعة لأن المهم بناء الوطن وأن نكون موحدين، متمنيا ان يعود لبنان مستشفى وجامعة العرب والخروج من هذه الشرنقة التي وقعنا فيها اليوم .
وإستذكر رجالات الدولة وقاماتها، بدء من الراحل المعلم كمال جنبلاط الى الشهيد الرئيس رفيق الحريري وغيرها من القامات..
القصيفي
ثم تحدث نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي فقال :”في كترمايا للشهادة لون مختلف… وللبطولة حكاية أخرى… الدم أضحى أرجوان الغروب… والدمع تدفق شّلالاً متكسّراً فوق صخور الوجع… والطيور العابرة تطاير ريشها بين طيّات السحب… ومغازل ألانين عباءات حداء… والهتفة تصادت في أودية الليل مؤذنة باصباح النصر الموشىّ بالاحمر القاني يعصب جبين الفداء…”
وأضاف “في كترمايا جرح بليغ خلّف أثلاماً من ألم… لكنه لم يئد الامل… أينع الجرح، وأزهر، واثمر… وسكب خزين أوردته في كؤوس من أثير العطاء… فيا لروعة ما قدمت هذه البلدة الشوفيّة… في إقليم الرجولة… والثبات على مذبح العنفوان الوطني من قرابين… ويا لروعة التضحية السخيّة تجود بها الانفس الأبيّة التي لا تستكين… هازئة بالحمام وكأنه من تفاصيل يومياتها… لا يقدّم ولا يؤخرّ في دورة الحياة التي تتجاوز حدود المادة… حاثّة الخطى الى ملكوت الخلد تكتب أسفاره بحبر الجهاد الذي لا يعف لونه، ولا تتبدّل هويته… حبر يسطّر وثيقة الحريّة التي لا يخبو نورها… وينوص سراجها… إسرائيل ليست معتديّة… كذب من قال: انها العدّو… ذات الانياب الدراكولية الذي يمتص الدم… ويقضي على فريسته بريئة كانت أو مذنبة… إنها الغدّة السرطانية المنتشرة في كيانات وطننا العربي… حاملة الاوبئة الفتاكة الولادّة لكّل العلاّت: الطائفيّة، المذهبيّة، المناطقيّة، العشائريّة التي لا غاية لها إلاّ تدمير مجتمعاتنا، وإفراغها من قيمها، وافساد العقول والقلوب، وصرفها عن الظلم وهي تبذل في سبيل ذلك كل ما أوتيت من فنون المراوغة، والمكيدة، والبطش، على الرغم من محاولتها الظهور بمظهر الحمل المهدد من قطيع الذئاب…”
وأكد ان هذه الندوة تعكس عمق الوفاء لهؤلاء الذين صبغوا بالدم دروب هذه البلدة واحياءها، وارتقوا أبرياء لا ذنب لهم وعليهم إلاّ أنهم مسالمون، ولم يقترفوا إلاّ إثم الالتزام بالقيم الانسانية والمبادئ الروحيّة السامية التي تنأى بالانسان عن الرذيلة، وتزيّن له طرق الفضيلة وتعّدها…”
وقال:”في لقائنا اليوم، وبعد هذه الجولة الوجدانية نقول: إن المجزرة التي إرتكبتها إسرائيل في كترمايا وطاولت الأحياء السكنية آلاهلة، وأسقطت عشرات ألابرياء من مختلف المذاهب والاتجاهات والأعمار، عدا الجرحى، وبعضهم لا تزال ندوب الاعتداء بادية على اجسادهم، إن دلت على شيء فإنما تدل على آلاتي:
أ – الطبيعة العدائية المطلقة للكيان الصهيوني الذي لا يتقيد بالاعراف والمواثيق التي حددتها الامم المتحدة، وسائر الهيئات المنبثقة منها، ولاسيما الصليب الاحمر الدولي، والتي تنص على عدم التعرض للمدنيين والمناطق آلاهلة، والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء ودور العجزة. واذا تصفحنا كتاب الدول التي انغمست في الحروب منذ الحرب الكونية الاولى حتى يومنا هذا، ومدى انتهاكاتها لهذه الاعراف والمواثيق، لوجدنا أن إسرائيل هي الدولة الأكثر إجراما، والاشّد فتكا بالمدنيين من دون تمييز بين طفل وشيخ، وامرأة، وشاب، والأكثر استخداما للاسلحة المحظّرة دوليا مثل قذائف النابالم، والقنابل الفوسفورية والعنقودية، وإن ما اقدمت عليه في جنوب لبنان لجهة إحراق الحقول والأشجار المثمرة، هو الدليل الساطع على نزعتها الاجرامية المتفلتة من كل قيد.
ب- إن إسرائيل لا تميز بين منطقة لبنانية واخرى. فالمجزرة التي اقدمت عليها في كترمايا حصلت بعد يومين من بدء إجتياحها للجنوب، اي انها كانت في البدايات والحرب في اولها، وما هو السبب الذي حملها على قصف هذه البلدة التي خلت من قواعد للتنظيمات الفلسطينية، والاغارة على وسطها المأهول؟ هل كان ذلك من باب قطع طريق الجنوب ذهابا وايابا في وجه أبنائه، ومنع الفدائيين من التسلل أو الهروب؟ في رأيي أن إسرائيل أرادت من هذه المجزرة أن تكون رسالة واضحة للجميع بانها قوة ماحقة لا تعرف الرحمة ولا تميز بين مقاتل او مدني، بل تعتبر أن كل لبناني، بل كل عربي هو عدوها، طالما لا يذعن لها، ولا يذهب إلى السلام الا بشروطها المذلة المفصلة على مقاس استراتيجيتها الامنية البعيدة المدى.
ج- النزعة الانتقامية والاقتصاصية المتأصلة لدى المسؤولين الاسرائيليين، فلم تعد كترمايا التي نكبت في السابع من حزيران 1982، هي شواذ القاعدة في الحروب الكبرى التي شنتها إسرائيل . فهذا الكيان الغاصب ومن باب الاقتصاص وبذريعة قطع الإمدادات عن مقاتلي المقاومة في جنوب لبنان، قصف الجسور في جونيه وجبيل، وعكار، والبقاع، ومحطات توليد الكهرباء في ضواحي العاصمة بيروت، واوقع عشرات الشهداء، وذلك كله في مناطق بعيدة عن مسرح المعارك . وهل ثمة شك في أن إسرائيل لا تريد من لبنان الا حدودا آمنة تطمئن إليها. كلا انها تريده ممرا خلفيا تنطلق منه لتستكمل خططها التوسعية بالنار في اتجاه بلدان مجاورة، وضمان بيئة آمنة لوجودها الاستيطاني في الجولان. وبالتالي، فإن الكيان العبري لا يريد سلاما متكافئا مع لبنان يسترد بموجبه حقوقه في أجزاء سليبة من ارضه، بل انه يتعمد أن تبقى هذه المسألة عالقة ليبرر خروقاته البرية والبحرية والجوية لسيادته الوطنية. وإن طائراته التي تسرح في سماء لبنان لها مهمات استكشافية وتجسسية تتجاوز حدود بلادنا لتشمل بلدانا عربية مجاورة، وأخرى غير عربية مطلة على الحزام الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
د- إن مجزرة كترمايا قد تستعاد في اي وقت واي منطقة، وضد اي طائفة، وتحت اي ذريعة،لا لأن الغاية تبرر الوسيلة لدى تل ابيب، بل لأن الدولة العبرية قائمة على العنف، وإلغاء آلاخر المختلف، وإذا تعذر عليها الالغاء فانها تقبل بوجوده وفق دفتر شروطها، ووفقا لسياستها الاستيطانية التي تضيق الخناق عليه، فتحرجه لتخرجه. وهذا ما تمارسه في الاراضي المحتلة، وفي الضفة، والقدس. توزيع غير عادل للمياه، جدران عزل، جرف منازل،فرص عمل متدنية، وإن وجدت فهي من النوع الوضيع ببدلات معينة.كل ذاك يؤدي إلى ” ترانسفير” مقنع، بعد تعذر تطبيق ” الترانسفير” المباشر الذي حاول تطبيقه منذ نشوب الحرب على غزه. مشروع إسرائيل هذا لم يلغ بل طويت صفحته إلى حين.”
وتابع “إن إحياء نادي كترمايا الثقافي الاجتماعي ذكرى شهداء المجزرة الصهيونية ضد البلدة، يمثل ذروة الوفاء لارواح هؤلاء الذين قضوا، والالتزام الدائم بتذكير المجتمع الدولي والعربي واللبناني بما حصل في لحظة تمادى فيها الضمير المجرم فولغ في دم الابرياء، متوغلا في إجرامه، وازهرت شهادتهم اقحوانة حمراء ورف ظلها حتى غطت مروج ذاكرتنا المسكونة بصراخهم، وسكيب المداد المتدفق من عروقهم. اقحوانة الجرح النازف هي شاهد القبور التي تحتضن رفاتهم ،يمدها طل الفجر بالدمع الكوثري الذي يغسل درب الفداء مترافقا مع صلاة الفجر، ودفء الأدعية، والهتاف من أعمق أعماق الوجع: وطن دعائمه الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم.”
وقال:”إن إسرائيل على حدودنا ولا تريد لنا أن نحيا في أمن وسلام ، ويسوؤها أن يبقى تنوع مجتمعنا المحصن بالوحدة الوطنية يقدم نموذجا يحتذى ورسالة بها يقتدي. لذلك تعمد بخبثها المعهود على تدمير هذين النموذج والرسالة. فحذار الوقوع في شراك الفخاخ التي نصبتها لنا، وتصديق ما تروج له من طروحات تغرق فيها سمومها بالدسم. وعلى اللبنانيين مواجهة شرها المطلق بالوحدة الوطنية المتماسكة الموقية من شر الفتن الداخلية التي تسعى إليها تل أبيب بالاستفادة من انقساماتنا وتشرذمنا. “لاحقين” على الاختلاف على السلطة وصيغة الحكم، وتقاسم المغانم. الوحدة الوطنية اولاً وبها ننتصر لدم شهداء كترمايا ونثأر لهم.”
وبعد الاحتفال زار القصيفي رئيس النادي محمود يونس في مزله في البلدة، بحضور أعضاء الهيئة الإادرية والزميل فادي الغوش، حيث قدم يونس شرحا عن موقع الغارات الإسرائيلية على البلدة .