عباس ابراهيم من طرابلس: في ظل تركيبة مجلس النواب وانقساماته الحادة ورفض الحوار بين مكوناته وكتله كيف يمكن أن يكون لنا رئيس؟
وطنية – أكد اللواء عباس ابراهيم “أهمية الكلمة والحوار كسبيل للوصول إلى الحلول المنشودة”، وقال: “إن الكلمة هي الحد بين الحق والباطل، والكلمة هي الحوار الذي يوصل إلى الحلول المنشودة. نحن في لبنان نبحث عن رئيس للجمهورية منذ ما يقارب السنتين، حيث أن الفراغ يعم قطاعات الدولة كافة، ولا نتمكن من التوصل إلى انتخاب رئيس. وفي ظل تركيبة المجلس النيابي الكريم وانقساماته الحادة ورفض الحوار بين مكوناته وكتله، كيف يمكن أن يكون لنا رئيس للجمهورية؟”.
أضاف ابراهيم خلال توقيع كتاب الصحافي ابراهيم عوض بعنوان “مهمات سرية في حياتي الصحافية”، في مركز “الصفدي الثقافي”، في طرابلس، عصر اليوم: “ننتظر الغيث من الشرق والغرب، لكنه لن يأتي إلا من نبض الداخل وتفاهماته، فلا تنتظروا ما لن يأتي، إن أقصر الطرق إلى المجلس لانتخاب رئيس هو طريق الحوار، أليست ديموقراطيتنا في لبنان ديموقراطية توافقية؟”.
وأشار إبراهيم إلى أن “الأزمة الحالية تتطلب تكاتفا وتفاهما من كل الأطراف”، مؤكدا أن “الحل لن يأتي من الخارج، بل يجب أن ينبع من الإرادة المشتركة والحوار الصادق”، وقال: “علينا أن نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا وانتخاب رئيس يجمعنا ويوحد صفوفنا”.
وسأل: “أليس دستورنا وليد وثيقة الطائف، تلكَ الوثيقة التي سميت وثيقة الوفاقِ الوطني، وذلك بعد حوار طويل وشاق بين السادة النواب في الطائف؟”، وقال: “إن كان الدستور قد كتب بحبر الوفاق بعد حوار، فكيف يكون الحوار مرفوضا لانتخاب رئيس للجمهورية؟”.
وأشاد ب”صفات الكاتب إبراهيم عوض ومناقبيته في مهنة الصحافة”، وقال: “إبراهيم عوض، عنوان كتابك مدرسة في حد ذاتها. في العنوان بوصلة ودليل للكثيرين الذين يحتاجون السير في هدي مصلحة الوطن… وهي مصلحة الناس، عامة الناس”.
أضاف: “ليست النجاحات والبطولة في نشر سبق صحافي كثيرا ما يحتمل أن يتبين زيفه لاحقا، بل المهنية في رباطة الجأش والصبر للوصول إلى الحقيقة عبر البحث والتدقيق في الخبر، ثم نشره. الصحافة ليست مهنة للاسترزاق فقط، ولا وسيلة للابتزاز إطلاقا. الصحافة هي قدس أقداس المهن، فهكذا هي وهكذا يجب أن تبقى، فكفى التلاعب بها، والإعلام نفسه مدعو أن يلفظ المعتدين عليه وعلى مصداقيته من المتسلقين تحت عنوانه للإبتزاز والتجني لهدف الكسب المادي ليس إلا”.
وشدد إبراهيم على أن “الصحافة رسالة، هي نشر الكلمة”، متسائلا: “هل من فيصل أشد وأمضى تأثيرا من الكلمة وليست أي كلمة؟ إنها الكلمة المناسبة لتعميم المعرفة والحقيقة، وليست الكلمة الفرصة للتضليل ونشر الإشاعات والتحامل. فالكلمة تهدم، الكلمة تبني، الكلمة تقتل، الكلمة تحيي، الكلمة وعد والكلمة عهد”.
وقال: “إبراهيم عوض… أنت جزء من جميل الصحافة وحضورها، من زمن كان فيه كبار القادة العرب يطلبون قراءة الصحافة اللبنانية ابتداء ومع كل فجر، ليعرفوا الحقيقة منها ويروا الإتجاهات والتحاليل الصحيحة فيها. أنت من ذاك الزمن، زمن الكبار في الإعلام. وتقول في كتابك إن هناك من أعرض عنك من دون أن تجد لذلك سببا. وأنا متأكد أن من أعرض عنك في تلك الأيام الخوالي، لم يعرفك لشخصك، بل عرفك من أشخاص ممن قالوا ورووا زورا وبهتانا وحسدا وخوفا على موقع حسبوا أنك ستنافسهم عليه”.
وختم: “إنها يا أستاذ إبراهيم علة كل من يسمع ولا يدقق القول، فيحاسب على ما سمع وليس على ما رأى فاستمع. وفي هؤلاء يصح قول الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”، فطلب التبيان هو للبحث والتدقيق بهدف الحقيقة. وهنا، الفرق بين راحة الضمير الملازم لها وقلق الندم صنو الظلم نتيجة لتجاهلها. ولا أحسبك إلا مرتاح الضمير كبيرا فوق كل الصغائر”.