محليات

حماسة فرنسية لتعويم “حوار بري”؟

“ليبانون ديبايت”

تأتي الإندفاعة الخماسية الدولية والحماسة الفرنسية تجاه الإستحقاق الرئاسي في زحمة الإستحقاقات التي تفرض نفسها على الساحة الداخلية، ويعود سببها الأساسي وفق ما يلاحظ المحلِّل والكاتب السياسي داوود ابراهيم، إلى الخشية من أن “حرب غزة لن تنتهي قريباً، وبأن العمليات الحربية ستتواصل، طالما بقي بنيامين نتنياهو في السلطة”.

ولذلك، ومع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، يقول المحلِّل ابراهيم ل”ليبانون ديبايت”، أن واشنطن تسعى بأي شكل من الأشكال، لتحقيق إنجازٍ ما تقدمه إدارة بايدن للناخبين مع تزايد الإمتعاض ممّا يحصل في إسرائيل من مجازر بحق المدنيين الفلسطنيين وعلى وقع الحراك الجامعي. من هنا، يرى ابراهيم، أنه “يمكن فهم هذه الحماسة الدولية المتأخرة لتحقيق خرقٍ ما، حيث تحاول باريس من موقعها إعادة الزخم لمبادرتها الأولى على ما يبدو، خصوصاً وأن ورقتها الأخيرة التي وصلت إلى حزب الله بشأن تطبيق القرار 1701 تعاملت معها حارة حريك وكأنها لم تكن، رغم ما ولّدته من خيبة أمل أضيفت إلى الإعتراض على الموقف الفرنسي مما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ظهر الموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل في حربها على غزة وعند الحدود مع جنوب لبنان.

أمّا عن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فيكشف ابراهيم عن أن “البعض يقول إن فرنسا تحاول إعادة تعويم مبادرة دعم مرشح الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة مقابل ضمانات تتصل بالوضع جنوباً، كما بتشكيلة الحكومة ورئاستها. ويضع البعض أيضاً إطلالة فرنجية عبر شاشة الجديد أخيراً، في إطار ما بلغه من مساعي خارجية مع محاولة تعويم دعوة الرئيس نبيه بري الحوارية. وكل هذا يمكن رصده من خلال “المناخ الإيجابي” الذي تعبِّر عنه قنوات التواصل الإيرانية – الأميركية.

وعن سبل ترجمة هذا “التفاهم” الأميركي – الإيراني على صعيد المنطقة ولبنان تحديداً، يطرح ابراهيم إمكانية أن “تكون ثمرته إنتخابات رئاسية في لبنان تستطيع الخماسية أن تقول إنها حقّقت إنجازاً من خلالها، وتستطيع باريس أن تروّج لنصر يمكن وضعه في رصيد الرئيس الفرنسي عبر موفده إلى لبنان، في ظل ما تعانيه فرنسا من تراجع حضورها حول العالم وآخر صور هذا التراجع ما يحصل في كاليدونيا الجديدة بعد ما جرى في تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو”.

ويرى ابراهيم، أن الواقع لا يختلف بالنسبة “لبايدن الباحث عن خرقٍ ما يمكن أن يعود عليه بالنفع لتوظيفه في سياقه الرئاسي، وخصوصا بين أفراد الجالية العربية الممتعضة من أدائه حيال ما يحصل في فلسطين فيما يبدو متيقناً من أن الناخب اليهودي المتماهي مع الدولة الإسرائيلية، لن يعطيه صوته بعد مواجهته الأخيرة مع نتنياهو على خلفية شحنات الأسلحة، وكذلك فإن الدول العربية ضمن المجموعة الخماسية تريد أن تخرج بإنجازٍ ما، يمكن أن يصرف النظر، ولو لبعض الوقت عن الإخفاق، بل العجز العربي، في الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار في غزة”.

أمّا لبنانياً، فيجزم ابراهيم أن غزة “لا تزال تستقطب الإهتمام بالدرجة الأولى على وقع تصاعد حدة المواجهات جنوباً وارتفاع فاتورة الخسائر المادية والبشرية، ويأتي في الدرجة الثانية موضوع النزوح السوري الذي على ما يبدو سيكون الشغل الشاغل للبنانيين داخلياً في المرحلة المقبلة”.

ورداً على سؤال عن الملف الرئاسي، فيكشف ابراهيم، أنه “لا يبدو أن الملف بيد اللبنانيين وحدهم ليقرّروا فيه”، معتبراً أنه “إذا تركوا لوحدهم فلن يعرف هذا الملف طريقه للحل، في ظل تمسك الثنائي الشيعي بمرشّحه، مع عجزه عن استمالة كتلة داعمة لهذا الترشيح باستطاعتها قلب المعادلة”.

وعليه، يستنتج داوود بأنه “حتى إشعار آخر هذه المعادلة هي التي تحكم الواقع اللبناني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى