محليات

رئيس بلدية برج الملوك إيلي سليمان لـ «الأنباء»: نعيش في قرانا بألف خير ولن نتركها مهما كان حجم العدوان

بيروت ـ أحمد منصور

على الرغم من حجم الاعتداءات وآلة التدمير والتهجير الإسرائيلية، ومحاولاتها لتغيير هوية المنطقة، الدخيلة على مجتمعنا وفرض واقع جديد على الأرض، ونتيجة العدوان المستمر على جنوب لبنان وغزة والتي باءت كلها بالفشل، تتكشف بين حين وآخر تاريخ وجذور القرى والبلدات الحدودية مع فلسطين، ومكانة وجذور مواقعها الجغرافية والمجتمعية الشاهدة والماثلة على الإجرام الإسرائيلي.

من أبرز تلك القرى الحدودية بلدة برج الملوك، ذات الموقع الإستراتيجي المهم (قضاء مرجعيون)، حيث تقع على مثلث يربط لبنان مع سورية عبر الجولان وفلسطين والأردن عبر منطقة الغجر.

عانت برج الملوك من الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1976 وحتى التحرير العام 2000، كما أكد رئيس بلديتها إيلي سليمان.

وأشار سليمان في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن «تاريخ البلدة التي يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة، يعود إلى ما قبل الميلاد؟ وتوجد فيها آثار رومانية في منطقه تسمى الحوش، وعبارة عن نبع مياه يروي أهالي البلدة منه مزروعاتهم. وتكتسب البلدة أهمية أيضا، اذ تقع على تلة تشرف على جبل الشيخ (جبل حرمون وسهل مرجعيون من الشرق، نهر الليطاني وقلعة أرنون من الغرب، جبل عامل وفلسطين من الجنوب، منطقة جزين وجبل الريحان من الشمال)».

ولفت إلى تسمية البلدة بالأصل «الخربة». وفي العام 1964 أعيدت تسميتها الأصلية، «وهي بلده قديمة العهد كانت مسكنا للملوك باعتبارها تقع على مرتفع بين قلعة الشقيف غربا وقلعة النمرود في فلسطين شرقا، حيث كانت ترسل الإشارات في ذلك الزمن بالنار، من قبل الملوك، الذين كانوا يعطون الاشارة للقلعتين».

وتحدث سليمان بحسرة وأسى عن بلدته «التي كان يسكنها الملوك قديما. واليوم يخيم عليها الرعب والموت من كل صوب بفعل العدوان الإسرائيلي على أرضنا ووطننا وممتلكاتنا».

وأشار إلى ان برج الملوك من البلدات الجنوبية، التي احتلتها اسرائيل في العام 1976، وقال: «للأسف ليس لدينا حاليا متقاعدون في الدولة، لأن البلدة التي احتلتها إسرائيل في العام 1976، لم يتمكن أبناؤها وقتذاك من الالتحاق بوظائف في الدولة اذ كانوا يعيشون تحت الاحتلال، باستثناء عدد قليل دخل إلى وظائف الدولة بعد التحرير العام 2000».

وأضاف: «بلدتنا مظلومة على المستوى الرسمي. لقد استطعنا الاستمرار في الحياة نتيجة صمودنا، فقمنا بإعادة إعمار القرى والبلدات الجنوبية. يبلغ عدد سكان البلدة 2000 نسمة، غالبيتهم اليوم نزحوا عنها جراء القصف والغارات الإسرائيلية الضخمة التي تستهدف خراج البلدة وأطرافها».

يوجد في البلدة حاليا 175 عائلة، وهم يصارعون للبقاء على قيد الحياة بفعل المخاطر والعدوان الإسرائيلي، بعدما توقفت كل مقومات الحياة. كل المؤسسات والمصالح مقفلة، ويعم الخوف والرعب أبناء البلدة. يختبئ الأطفال الباقين مع أهاليهم في البلدة تحت الأسرة وقت القصف. الوضع سيئ، فما من أحد يستطيع الذهاب إلى حقله لتفقده في خراج البلدة».

وتابع سليمان: «تتسبب أصوات الانفجارات الضخمة بحالة من الرعب والخوف لدى الأهالي والمساعدات التي تقدم اليهم ضئيلة، سواء من الصليب الأحمر اللبناني او من الجمعيات الأخرى. كذلك فإن الاضرار كبيرة في حقول أشجار الزيتون، التي يعتاش غالبية أبناء البلدة من انتاج زيتها، ذلك ان مساحات شاسعة من حقول الزيتون تركت مواسمها على حالها وأتلفت نتيجة القصف المستمر والرشقات الرشاشة من المواقع الإسرائيلية المقابلة للبلدة في موقعي المطلة ومسكاف عام».

وكرر ان «إسرائيل دولة عدوة، ولا تميز بين طائفة وأخرى، ولا دين أوا آخر. يعتبرون من ليس معهم ضدهم حكما. منذ اليوم الأول للحرب نتعرض للقصف المدفعي والغارات بالطيران الحربي، والتي تتركز على منازل في أطراف البلدة. ونحمد الله انه حتى الساعة وعلى رغم من كثافة الغارات والقصف لم يسقط لدينا ضحايا».

وعدّد سليمان المواقع في البلدة التي هي عرضة دائمة للعدوان الإسرائيلي وهي: تل النحاس، التي يوجد فيها مخفر للدرك، بالاضافة إلى العديد من المنازل شبه المدمرة ومنطقة الحوش والحمامص وتلة 608».

واعتبر ان العدوان الاسرائيلي التدميري «تأديبي لأبناء الجنوب». وأكد «إصابة ما يقارب 70 منزلا في البلدة بتصدع نتيجة القصف المدفعي والغارات، مشيرا إلى وجود 452 وحدة سكنية».

وأمل سليمان «التوصل إلى هدنة ترعاها الدول لوقف الحرب»، معتبرا ان الجميع لا يريدون الحرب، ومؤكدا ان البلدة تتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ العام 1948.

وأبدى اعتزازه بالتنوع الطائفي في برج الملوك، «اذ تضم عدة طوائف ومذاهب لبنانية إسلامية ومسيحية».

وتمنى «لو ان لبنان كله على صورة بلدتنا بتنوعها الطائفي، والتي تحرص كل الحرص على أبهى صور الوحدة الوطنية والعيش المشترك».
وختم قائلا: «جذورنا في هذه الأرض تعود إلى مئات السنين، ولا يمكن ان نتركها مهما كانت محاولات إسرائيل التدميرية والتهجيرية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى