متفرقات

مؤسسة “ديان” واتحاد “إدارة تحويل النفايات” أطلقا مشروعًا تجريبيًا في الحازمية لحل أزمة النفايات وتشديد على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص

وطنية – نظمت مؤسسة “ديان” و اتحاد “إدارة تحويل النفايات” حفل إطلاق الكونسورتيوم و”المشروع التجريبي لتحويل النفايات” في الحازمية، وهو مشروع فريد من نوعه، يهدف الى التقليل من نسبة النفايات التي تصل الى المطامر، من خلال تعزيز التعاون بين الشركات الناشئة، الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمجتمعات المحلية، لتطبيق حلول جذرية ومستدامة لأزمة النفايات في لبنان، ويتم تنفيذ هذا المشروع من قبل مؤسسة “ديان” بالتعاون مع Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit (GIZ) بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الإقتصادي والتنمية (BMZ)

أقيم الاحتفال في القصر البلدي في الحازمية في حضور رئيس البلدية جان الأسمر، رئيسة “ديان” ديانا فاضل، مديرة قسم تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في برنامج “دعم التوظيف في لبنان” التابع لGIZ، ندى ملكي، مؤسس Compost Baladi مارك عون، مؤسسYalla Return ربيع الشعار ممثلا بالمدير العام إيلي ماضي، مؤسس FabricAid عمر عيتاني، مؤسس Ecoserv غابي كساب ومهتمين.

يتضمن الكونسورتيوم ١٥ شركة ناشئة متخصصة في قطاع إدارة النفايات: Compost Baladi، Yalla Return، FabricAid، Ecoserv، Green Track، Recyco، ReFuse، M&R، Green Mount Recycling، Bi-Clean، Green Community، LWM، Plastc Lab، CS Touch Advisors، وFondation Diane، تسعى سوية الى تسليط الضوء على الممارسات غير الصحية والملوثة في إدارة قطاع النفايات، وتقديم حلول بيئية طويلة الأمد من خلال تنفيذ خطة فعالة تبدأ بهذا المشروع التجريبي قبل التوسع في المناطق.

يهدف المشروع الذي يحمل عنوان “الفرق…بالفرز”، بحسب بيان، الى توعية المواطنين وتحفيزهم على ضرورة الفرز من المصدر وتشجيع مبادرات إعادة التدوير والتخلص الآمن والمسؤول من النفايات، وتكمن أهمية هذه المبادرة في توقيتها، أي بعيد تخطي غالبية المطامر قدرتها الاستيعابية، واقتراب موعد انتهاء عقود شركات جمع النفايات، والتخوف من عودة النفايات الى الشارع، وخصوصا في ظل غياب الإدارة المستدامة لملف النفايات في لبنان. كما يعالج الأنواع الأربعة الرئيسية للنفايات الصلبة: النفايات العضوية (أي بقايا الطعام) وهي الأكثر نسبة، والنفايات القابلة لإعادة التدوير (البلاستيك، الزجاج، التنك، الكرتون، الورق…)، النفايات النسيجية (أي الثياب القديمة وبقايا القماش)، النفايات الإلكترونية (هاتف قديم، كمبيوتر، تلفزيون، بطاريات…) وهي الأخطر.

يهدف المشروع إلى تشجيع المواطنين على توصيل نفاياتهم المفروزة والقابلة لإعادة التدوير الى كيوسك Yalla Return الموجود في شارع مار تقلا، وهي نفايات يتم دفع ثمنها للمواطن بحسب نوعها ووزنها. كما يتم وضع النفايات الإلكترونية في حاويةEcoserv الحمراء، والنفايات النسيجية في حاوية FabricAid الزرقاء. أما بما يختص بالنفايات العضوية، فتقوم Compost Baladi بمعالجتها وتحويلها الى كمبوست، أي سماد عضوي يعمل على تحسين جودة التربة. وقد تم توزيع مستوعبات بيضاء على الراغبين بفرز نفاياتهم العضوية، وهي مستوعبات تضمن عدم انتشار الروائح. كما وتم تخصيص شاحنة وفريق عمل لجمع المواد العضوية من البيوت والمطاعم والسوبرماركت، وذلك أيام الإثنين والأربعاء والجمعة.

فاضل

وقالت فاضل للمناسبة: “في لبنان اكثر من 1000 مكب، عدد قليل منها مؤهل بطريقة فنية عصرية صحية للطمر، لكن للأسف قدرتهم الاستعابية محدودة، لهذا قررنا في مؤسسة ديان أن نخوض معركة جمع النفايات. سويا سنحل مشكلة النفايات وسنكون قدوة لغير شعوب”، وشرحت “فوائد الفرز من المصدر وميزته التنافسية مقارنة مع حلول الطمر والحرق الصحي، وهي حلول ذات تكلفة عالية نسبة للبنان”،  وقالت: “الفرز من المصدر يعيد 80%من قيمة ما نرميه ونسبة 20% تذهب الى الطمر”.

الاسمر

اما الأسمر فتحدث عن الخطوات الاستباقية التي ساهمت في احتواء أزمة النفايات في الحازمية في العام 2014،  واشار الى ان “مشروع الفرز مهم جدا، الهدف منه بيئي لا مادي”، وحث السكان على “تقديم حوافز للنواطير ومدبرات المنازل، مشددا على “أهمية اعتماد اللامركزية الإدارية في تطوير قطاع النفايات”، لافتا الى ان “الفرز من المصدر أمر سهل، وجلّ ما يتطلبه هو قرار ذاتي بالالتزام”.

ملكي

من جهتها، أعربت ملكي عن تشجيعها للكونسورتيوم و”المشروع الفريد من نوعه، وخصوصا أنه يندرج ضمن إطار برنامج دعم التوظيف في لبنان”، وركزت على “أهمية تفعيل التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم”.

عون

ثم تحدث عون قائلا: “أعوام عدة مرت، والبلد يدور في حلقة مفرغة من الحلول الموقتة”، ولفت الى ان “المواد العضوية مصدر الأزمة لأنها تشكل النسبة الأكبر من النفايات الصلبة. فإذا بقيت في الشارع، تصدر روائح كريهة وعصارة وتجذب حشرات، مما يسبب ضررا بيئيا وصحيا، وخصوصا أنها تلوّث المياه الجوفية وتصدر انبعاثات الغاز”، وشدد على “أهمية الشراكات الناجحة بين القطاعين العام والخاص، التي تتمثل بالتعاون الصحي مع البلديات، وعلى الفوائد البيئية والزراعية الجمة للكمبوست”.

ماضي

كذلك تحدث ماضي واشار الى ان “أزمة النفايات تقع على عاتق المواطن كما الدولة”، وشرح “الخطوات الأساسية التي ساهمت أخيرًا في استعادة ثقة المواطن، من خلال تحفيزه على مستويين، الأول مادي، من خلال دفع ثمن مفروزاته، والثاني معنوي، من خلال تفعيل زر your impact على تطبيق Yalla Return الذي يحسب لمستخدميه، كمية النفايات التي يخففها المواطن المسؤول عن المطامر، وبالتالي الغازات السامة التي يخففها عن البيئة”.

عيتاني

بدوره، تطرق عيتاني الى النواحي الإقتصادية لأزمة النفايات، مسلطا الضوء على “الدور المحوري الذي يلعبه قطاع النفايات والقدرة الكبيرة في إنعاش اقتصاد البلد وخلق آلاف فرص العمل”، وقال: “تشكل النفايات النسيجية بين 6 و10 % من نسبة النفايات التي ترمى في المطامر في لبنان، وإن قطاع النفايات – وهو يكلف الدولة 400 دولار/الطن – قادر على زيادة صادرات لبنان من 3 الى 6 مليار دولار”.

كساب

ختاما، شدد كساب على “الضرر الجسيم الذي تسببه النفايات الإلكترونية والبطاريات المستعملة، وعلى أهمية التخلص الآمن والسريع منها، بخاصة أن رميها في المطامر أو حرقها أو تلفها بشكل عشوائي، يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان والبيئة، حيث أنها تحتوي على مواد سامة، تتسرب خلال ساعات قليلة في المياه الجوفية والتربة، وتصدر إنبعاثات سامة في الهواء”، وقال:”بعكس النفايات الصلبة مثل البلاستيك والورق، إن النفايات الإلكترونية خطرة، وخطرها آني، كما تشكل النفايات الإلكترونية 46000 طن في السنة في لبنان، غالبيتها ما زالت في البيوت، نتنشق انبعاثاتها يوميا دون أن ندرك، لأنها عديمة الرائحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى