الراعي يرفع السقف رفضا للحرب… ولن يفتح سجالا مع احد!
يكاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا يفوت مناسبة إلا ويحذر فيها من تبعات جرّ لبنان إلى حرب من دون فائدة، إلا أنه في عظة عيد الفصح رفع سقف التحذير عاليا، حتى ان هذا الموقف الجريء استتبع ردا من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
لم يرغب سيد بكركي أن يفتح سجالا حول موضوع يعتبره كثيرون اساسيا لاسيما أن غالبية اللبنانيين يرفضون الحرب، وهم الذين ذاقوا من مرارتها الكثير والكثير.
منذ اندلاع حرب غزة والجنوب، وقف البطريرك الراعي إلى جانب هذه الغالبية، وبقي يردد عبارة “يجب إلا ينزلق أحد بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد لقضايا لا دخل لأهل الجنوب بها”. وهو بذلك نطق بلسان الحق، وبالتالي فإن أي حملة تساق ضده هي محور استنكار من حاملي لواء “عدم أخذ البلد رهينة لمصالح إقليمية”.
وكان الراعي قد شدد في عظة عيد الفصح المجيد يوم الاحد الفائت على انه ” يجب بذل كلّ الجهد لئلّا يُستدرج وطننا إلى حرب تطال جنوبه وأماكن أخرى. السلام الذي يشكّل في الأصل رسالة لبنان لا يعني فقط انتفاء الحرب، بل أيضًا السلام السياسيّ الذي يؤمّن الخير العام”
هل يلقى كلام الراعي الاذان الصاغية؟ وكيف تتم الاستجابة لموقفه؟
تفيد مصادر سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم” أن الإجماع المسيحي على موقف البطريرك الراعي يستدعي توظيفه في السياق السليم، وهناك إدراك بأن الفئة الأكبر من اللبنانيين تؤيد هذا الموقف وتدفع في سياق تعميمه كي يتحول إلى إجماع وطني عام لأن المسألة تتصل بمصلحة البلد، فمناداة البطريرك لا تشمل فريقا، وليس المقصود منها التمييز بين أبناء الجنوب كما يفسر البعض، مشيرة إلى أن وثيقة بكركي المنوي اصدارها تتضمن نقاطا في هذا المجال فضلا عن تقويض عمل المؤسسات.
وتقول: عندما رفعت بكركي الصوت، لم ترفع صوت الفريق المسيحي بل شملت جميع الاطياف والطوائف، فالسؤال عما جنته هذه الحرب على لبنان، اضحى مشتركا لدى الجميع، وبالتالي عندما قال سيد بكركي هذا الكلام، تحدث بلسان حال المتوجسين من الحرب التي يصار إلى فرضها على اللبنانيين.
وتوضح هذه المصادر أن سياسة البطريركية المارونية هي سياسة انفتاح وتلاقٍ واحتضان، وكل ما يصدر عنها لا بد من قراءته في سياق احترامها لمبدأ العيش المشترك والابتعاد عن التفرد في القرارات وجر البلد إلى مصير مجهول كما هو حاصل اليوم. وتضيف: ليس هناك من مبرر لإعطاء بكركي دروسا بالوطنية لاسيما أنها كانت رائدة في الدفاع عن حقوق الشعوب ضد الإحتلال، مؤكدة أن لا تراجع في هذا الموضوع، كما أنه لا بد من الإقلاع عن تصوير الامر وكأن البطريركية المارونية في تحد مستمر مع الثنائية الشيعية.
وهنا تشدد المصادر عينها الى ان الإشارة إلى مكمن الخطأ لا تعد تجاوزا لأي ميثاق فضلا عن أن الدعوة إلى السلام بأعتباره ثمرة العدالة يتقاطع عليه الجميع وليس فئة محددة.
وتختم معربة عن اعتقادها أن التواصل بين حزب الله والبطريركية المارونية قد يستأنف في أي لحظة إلا إذا اتخذ القرار بمواصلة الاستئثار بقرار الحرب والسلم.
قال البطريرك الراعي كلمته، وهناك التفاف شعبي واضح حولها، ولن يغير في المعادلة التي طرحها “لا للإنزلاق إلى الحرب” مهما حصل. قالها بصوت مرتفع وردد صداها من يؤيدونها عن حق وحقيقة.
المصدر : CH23 news