وفود منفصلة من المتخاصمين في بكركي… والراعي يدعو لثقافة السلام وتجنب الحرب
استحوذ ملف الحرب في الجنوب على عيد الفصح ، حيث تصاعدت الدعوات لتجنب الحرب، وعدم استدراج لبنان إليها، بموازاة دعوات مقابلة لإنهاء الشغور الرئاسي.
واحتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح، وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي قداس عيد الفصح في بكركي، كما التقى ممثلين عن القوى السياسية المسيحية المتخاصمة التي جمعتهم المناسبة في لكركي وفي مقدمهم ممثلون عن «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
قال البطريرك الراعي في عطته: إن “ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب، ودعاة تفاوض لا خلافات”، متسائلاً: “بأيّ حق يجتاح حملة الأسلحة وحكام الدول بيوتاً فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في حرب غزة؟ كيف يمكن أن نقبل بقتل الأطفال والنساء والمرضى؟”.
وشدّد على أنّه “علينا في لبنان ألا نقبل باستدراج وطننا إلى حرب تطال اليوم جنوبه، ونخاف أن تطال أماكن أخرى”.
وتابع: “نلتمس من المسيح أن يخاطب قلوب الفقراء والمرضى المحرومين من العيد بسبب إصابتهم من ويلات الحروب والجوع يتآكلهم، وحده يسوع قادر على أن يرسل إليهم رسل خير”، لافتاً إلى “أنّنا بحاجة الى سلام سياسي واقتصادي واجتماعي وغذائي”.
إلى ذلك، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، في قداس الأحد، إلى أن «بلدنا مريض، مخلع، ليس بسبب خطاياه، بل بسبب خطايا حكامه، وقادته، وزعمائه، وأحزابه، وقبائله»، مضيفاً: «سنوات مرت على بداية الانحدار، وها نحن أصبحنا في القعر، وتصنيفنا بين الأكثر بؤساً، والأكثر فشلاً في معالجة مشكلاتهم، أو مواجهتها، لأنه لا تخطيط لدينا، ولا رؤية واضحة، ولا حتى نية، أو إرادة».
وأكد عودة أنه «عندما يكون مصير الوطن في خطر، من واجب ذوي النفوذ أن يخرجوا من مصالحهم، وانتماءاتهم، وطوائفهم، ومذاهبهم إلى كنف الوطن، وأن يرسخوا أسس الدولة، ويحصنوا مؤسساتها، ويحموا حدودها، ويفرضوا قوانينها على الجميع»، مشيراً إلى أنه في لبنان «الجميع يستغل الدولة، ومؤسساتها، ويتخطى قوانينها، ويتجاهل أحكام دستورها، والبعض يستبيح حدودها، وإرادة شعبها، ويخدم مصالحه، منتقصاً من سلطة الدولة، ومن سيادتها، ومعطلاً انتخاب رئيس لها. وما تبقى من الدولة غائب، عاجز، ومربك».