متفرقات

افطار حاشد لجمعية بيروت للتنمية الاجتماعية كرمت خلاله المفتي دريان

كرمت جمعية “بيروت للتنمية الاجتماعية” و”إمكان” مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال حفل إفطار أقامته بالمناسبة بحضور ممثلين عن رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب محمد خواجة ورئيس مجلس الوزراء الوزير فراس الأبيض وممثل الرئيس سعد الحريري علي جناني والوزراء عباس الحاج حسن ناصر ياسين وامين سلام، ونواب ووزراء سابقين وحاليين، وفعاليات قضائية وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية ونقابية وثقافية وإعلامية.

‎استهل الحفل بكلمة لرئيس جمعية “بيروت للتنمية الاجتماعية” و”امكان” احمد هاشمية الذي اطلق برنامج التأمين الصحي للعلماء والعاملين في الجهاز الديني والإداري التابع لدار الفتوى على صعيد بيروت مساهمة منها في تخفيف الأعباء المادية عن جزء مهم من مجتمعنا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وقال: “نؤكد التزامنا وتكاملنا مع دار الفتوى برعاية ومباركة من سماحتكم ليبقى الجهاز الديني بعيدا عن التجاذبات حاملا رسالة الرحمة والمحبة والأخوة بين المسلمين واللبنانيين جميعاً”.
‎وأضاف: “رمضان كريم يَجمعُنا على البِرِّ والتقوى والتسامحِ والتراحم، ليبقى التواصلُ بين أهلِ البيتِ والحيِّ والمدينة، فرصةً لتعميقِ الروابط. رمضان كريم من هنا، من بيروت، التي تَتألّقُ كأنها تستعيدُ روحَها في هذا الشهر، وتلبَسُ عَباءةَ الاحتفالِ بهذا الضيفِ العزيز، هذه العاصمةُ التي تبقى القلبَ الذي يجمعُنا، هي نفسُها التي تحمَّلّتْ أوجاعَ البلدِ وأزَمَاتِه وصار البعضُ يطمعُ في معاقبتِها بالإهمالِ والتقسيم. إفطارُنا اليوم، هو جَمْعُ شَمْلٍ بيروتيّْ لبنانيّْ وطنيّْ بامتياز، حول موقِعِ سيّدِ دار الفتوى ومفتي الجمهورية سماحةِ الشيخ عبد اللطيف دريان المَرْجِعِ الوطنيّ، ورَمْزِ الاعتدالِ في لبنان وعلى المستوى الاسلاميّ، وهو الموقِعُ الذي يجعلُ دارَ الفتوى بيتاً لكلِّ السُّنَّةِ والمسلمينَ واللبنانيين وقلعةً صُلْبَةً في مواجهةِ كلِّ أشكالِ التطرفِ والفتنة”.
‎وتابع هاشمية: “أيها السيداتُ والسادة، يَجمَعُنا رمضان، وتَجمعُنا بيروت سيدةُ العواصم، ويَجمعُنا الاعتدالُ الذي زرَعه الرئيسُ الشهيد رفيق الحريري، ورعاه الرئيس سعد الحريري، وحافظَ عليه في هذه الأيام الصعبة سماحةُ المفتي الشيخ عبداللطيف دريان. وعلى هدى الرئيس الشهيد وبمتابعةٍ يوميةٍ مع الرئيس سعد الحريري حَفِظَه الله نحاولُ نحن في جمعيتي “بيروت للتنمية” و”إمكان” خدمةَ اللبنانيّ في العاصمة وعلى امتدادِ الوطن، ومن دون تفرقةٍ أو تمييز، على الصعيد الاجتماعيّ والمعيشيّ والصحيّ نحاولُ أن نؤمّنَ مُقَوِّماتِ الصمود في وقتٍ أصبحت الدولةُ في خبرِ كان، واللبنانيون في أخبارِ الحاجة والحِرْمانِ من أبسطِ مُتطلَّباتِ الحياة”.
‎وأكد هاشمية أن “نَجتمعُ اليوم في هذه العاصمةِ لنقول إنَّ بيروت أكبرُ من طموحاتِ البعضِ الشخصية ومشاريعِهِم المتربصةِ بالوطن، خصوصاً الذين يصطادونَ في ماءِ الأزمة العَكِر، “بكل الأحوال كل شي بوقته حلو”، فوَحدتُنا أقوى من كلِّ الأحلامِ الزائفة وما يَنتظرهُ اللبنانيون والبيارتة، وحدةُ الصفِّ التي انتهجَها مفتي الوحدة ونقِفُ خلفَه في هذه السياسةِ البنّاءة”.
‎وقال : “أيها الإخوة والأخوات، في هذه المناسبة والشهرِ المبارك، يَسُرُّ جمعيةَ بيروت للتنمية أن تُطلقْ أمامَ سماحتِكم والسادةِ الحضور، برنامجَ تأمينِ الضمانِ الصحيّ للعلماءِ والعاملينَ في الجهازِ الدينيّ والإداري التابعِ لدار الفتوى على صعيد بيروت، مساهمةً منها في تخفيفِ الأعباء، عن جزءٍ مُهِمٍّ من مجتمعِنا في هذه الظروفِ الصعبةِ التي يمرُّ بها لبنان”، مشيراً الى ان “هذا ما يؤكدُ التزَمَنا وتكاملَنا معَ دار الفتوى برعايةٍ ومباركةٍ من سماحتكم، ليبقى الجهازُ الدينيُّ بعيداً من التجاذبات حاملاً رسالةَ الرحمة والمحبةِ والأخوةِ بين المسلمينَ واللبنانينَ جميعاً”.
‎وأضاف هاشمية: “وما تقوم به جمعيةُ بيروت للتنمية، هو واجبٌ شرعيٌ وانسانيُّ ووطنيّ ليس له أيُّ خلفياتٍ مصلحيةٍ أو سياسيةٍ على الإطلاق.ولا نريدُ من عملنا هذا إلاّ رضى اللهِ سبحانه وتعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
‎وقدم هاشمية لسماحته درعا تكريميا عربون محبة وتقدير على إنجازاته الإسلامية والوطنية.

‎والقى المفتي دريان كلمة جاء فيها: “نَلْتَقِي اليَوْمَ وإِيَّاكُمْ فِي رِحَاب شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ ، وَفِي هَذَا الإِفْطَارِ الرَّمَضَانِيِّ الجَامِعِ ، بِدَعْوَةٍ كَرِيمةٍ مِنْ رَئِيسِ جَمْعِيةِ (بَيْرُوتَ للتَنْمِيَةِ الاجْتِمَاعِيَّة) ، الأخ والصَّدِيقِ الأُسْتَاذ أحْمَد هَاشِمِيَّة وأَعْضَاءِ جَمْعِيَّتِهِ الكِرَام ، الَّذِينَ يَحْمِلُونَ رَايَةَ بَيْرُوت للتَنْمِيَة الاجْتِمَاعِيَّة بِكُلِّ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ وإِخْلَاصٍ ، هَذِهِ الجَمعِيَّةُ الرَّائدَة، التي تَأَسَّسَتْ لِخِدْمَةِ بَيْرُوتَ وَأَهلِهَا ، وَمِنْ خِلالِهَا أَيْضَاً كَانَتْ عَطَاءَاتُ الرَّئِيسِ الشَّهِيدْ رَفِيقِ الحَرِيرِي (رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى) المُتَعَدِّدَةُ على الصُّعُدِ كَافَّة ، والكُلُّ يَعلَمُ مَا قَدَّمَتْهُ هَذِهِ الجَمعِيَّةُ خِلالَ مَسِيرَةِ الرَّئيسِ الشَّهيد، وَقَبْلَ اسْتِشْهَادِهِ بِأَيَّام ، وَهَا هِيَ الآنَ تَنْهَضُ مُجَدَّداً ، لِتُعاوِدَ الاستِمْرارَ بِعَطَاءَاتِهَا وَخِدْمَاتِهَا ، واستِكْمالَ مَسِيرَتِهَا ، لا فِي بَيْرُوتَ وحْدَهَا ، بَلْ فِي لُبْنَانَ كُلِّهِ”.
‎واعتبر انه “أَمَّا بَيْرُوتُ الَّتِي أَطْلَقْنَا عَلَيْهَا سَيِّدَةَ العَوَاصِم ، فَفِيهَا وُلِدْنَا ، وَفِيهَا تَرَعْرَعْنَا ، وَعَلى الأَخْلاقِ الكَرِيمَةِ والقِيَمِ وَالمَبَادِئِ السَّامِيَةِ تَرَبَّيْنَا، وإِلَى المَحَبَّةِ وَالوَطَنيَّةِ الرَّاقِيَةِ دَعَوْنَا ، وَبِعُرُوبَةِ ُبْنَانَ الحَضَارِيِّ وتنَوُّعِهِ المُجْتَمَعِيِّ نَادَيْنَا ، وبِتَعَدُّدِهِ الثَّقَافِيِّ تَغَنَّيْنَا”.
‎واضاف: “بِالصَّبْرِ والتَّعَاوُنِ والتَّضَامُنِ ، نَسْتَطِيعُ أنْ نُعِيدَ بَيْرُوتَ إِلى سَابِقِ عَهْدِهَا وَعِزِّ عُهُودِهَا، كَمَا أَعَادَ بِنَاءَهَا الرَّئِيسُ الشَّهِيدُ رَفِيق الحَرِيرِي (رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى) ، الَّذِي عَلَّمَ البَشَرَ ، وَبَنَى الحَجَرَ، وكَانَتْ بَيْرُوتُ وأَزِقَّتُهَا الأَحَبَّ إِلى قَلْبِهِ ، واغْتِيَالُهُ هَوَ استِهْدَافٌ لِبَيرُوتَ وَدَورِهَا ، وَلِلُبْنَانَ وَرِسَالَتِهِ.. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ، ما زالَ لُبْنَانُ وَعَاصِمَتُه جَرِيحَيْن ، يَتَلَمَّسَانِ طِرِيقَ الخَلاصِ مُنْذُ اسْتِشْهَادِ الرَّئِيسِ الحَرِيرِي ، الَّذِي أَعْطَى وَلَمْ يَأْخُذْ ، وَجَمَعَ ولم يُفَرِّقْ ، وَهَا هُوَ مَنِ اؤْتُمِنَ عَلَى مَسِيرَةِ الرَّئِيسِ الشَّهيد – الرَّئيسْ سَعْد الحَرِيرِي – يُكمِلُ المَسِيرَةَ بِصَمْتٍ وَصَبْرٍ ، رُغْمَ تَعلِيقِ عَمَلِهِ السِّيَاسِيِّ ، ولا نَقُولُ عَمَلَهُ الوَطَنِيّ.
‎وتوجه دريان الى ابناء بيروت بالقول: “يا أَبنَاءَ بَيْرُوت : حَافِظُوا عَلى وَحْدَتِكُمْ وَعَيشِكُمُ الوَاحِد ، الإسْلامِيِّ المَسِيحِيّ ، فأنتُمُ الأَوفِيَاءُ لِكُلِّ مَعَانِي الوَحْدَةِ وَالوَطَنِيَّة، وَالعَيْشِ الوَاحِدِ بَينَ اللُبْنَانِيِّين، وَطَنُنَا أَيُّهَا الأَخَوَاتُ وَالإِخْوَةُ ، مُهَدَّدٌ مِنَ الدَّاخِل ، بِسَبَبِ أَوهَامِ الغَلَبَةِ مِنْ هَذَا الفَرِيقِ أَوْ ذَاك ، والانْقِسَامَاتِ المُستَمِرَّةِ بينَ الفُرَقَاء ، مِثْلَمَا هُوَ مُهَدَّدٌ مِنَ العَدُوِّ الصُّهْيُونِيّ .. فالإصْلاحُ ضَرُورَةٌ قُصْوَى، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ إِلى إِصْلاحٍ في الحَياتَيْنِ السِّيَاسِيَّةِ والوَطَنِيَّةِ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى