في الذكرى السنوية الأولى لسمير الخطيب : شخصية لا يغيب وهجها وحضورها..
مزبود – أحمد منصور
تحلُّ علينا اليوم في 25 آذار، الذكرى السنوية الأولى لرحيل المهندس سمير الخطيب، رجل الإنسانية والمحبة والعطاء، والإنفتاح والوطنية، الذي أبى أن يغادر هذه الحياة، إلا في 25 آذار، تاريخ ميلاده، وفي شهر رمضان المبارك، وفي تاريخ عيد البشارة للسيدة مريم العذراء، تاركاً مسيرة طويلة وحافلة بالإنجازات والمشاريع والأعمال والعطاءات والطموحات والعلاقات..، والتي تخطت حدود الوطن، لتصل الى العالم أجمع على الخارطة الدولية والعربية ..
سيبقى هذا التاريخ من آذار، يوما حزينا لبلدته مزبود، ومنطقة اقليم الخروب، لا بل الوطن ككل، وشاء القدر أن إرتبط هذا اليوم بعيد البشارة، ليتحول هذا التاريخ الى محطة مميزة ولافتة لا تنسى، خصوصا مع كل مدلولات ومعنى عيد البشارة.. إذ سيبقى هذا اليوم رمزا لشخصية محبوبة، لعبت دورا محوريا وهاما، ووطنيا بإمتياز، في لبنان والعالم العربي، كرّس حياته للنهوض والتنمية في لبنان والدول العربية، هندسيا وإعماريا وإجتماعيا.. وكانت له مواقع هامة وشبكة علاقات واسعة مع مختلف الشخصيات والقيادات في لبنان والعالم العربي .. والتي وضعت بشخصه الثقة التامة وطرح اسمه لتشكيل الحكومة في لبنان للخروج من أزمته في العام 2019 .. لكن لم يحالفه الحظ.. وإستكمل مسيرته بكل اندفاع وتصميم وثبات…
سمير الخطيب لم يكن شخصا عاديا، كان رجلا على مستوى دولة، طيب القلب، لم يعرف الحقد والتعصب والتقوقع والإنعزال، كان جامعا ومحبا للجميع، تفتخر به منطقته وأهله وبلدته، لقد كان شخصية مميزة، تخطت كل حواجز الطائفية والمذهبية والمناطقية، إبن المؤسسة الكبرى، شركة “خطيب وعلمي” التي أسسها المهندس الراحل منير الخطيب، الذي أحبّه، وكان نموذجا بالإنسانية والعمل..، حتى وصلت الشركة الى أعلى المراتب المتقدمة محليا وعربيا ودوليا..
نفتقد هذا الرجل الكبير، الذي لم تفارق البسمة وجهه، كان محورا للتلاقي والوحدة الوطنية والعيش المشترك..، سمير الخطيب شخصية لا يغيب وهجها وحضورها، ولا يمكن أن تنسى، وسيبقى مثالا للوطنية والإنسانية، ورمزا في قلوب جميع محبيه وعارفيه، وهو الذي كان أملا لنقطة تحوّل، لكن مشئة الله، رسمت له هذا التاريخ من العمر ..
ورغم غيابك أستاذ سمير، وكما يقال ” من خلّف ما مات ..” يبقى حضورك ماثلا أمامنا، من خلال نجليك المهندسين زياد ورجا والعائلة، وتبقى الآمال معقودة على متابعة مسيرتك التي أرسيتها ووضعت خارطة الطريق لها..
اليوم يحضنك تراب بلدتك مزبود، كما يحتضن العديد الرجال المحبين والكبار، وكما يحتضن تراب منطقة اقليم الخروب، الرجال والطاقات الكبيرة، التي نفتخر ونعتز، في مزبود والاقليم، رحمك الله، ورحم جميع أمواتنا، وإنا لله وإليه راجعون ..