آلة القتل الاسرائيلية تتعمّد استهداف الإعلام… وحركة محلية لإنتاج تفاهمات ضرورية
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: رغم الحديث المتواصل عن هدنة مرتقبة بين العدو الإسرائيلي وحركة “حماس” بما يتعلّق بتبادل الأسرى، إلّا أّنه يبدو واضحاً أنَّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه ليسا بوارد القبول بوقف إطلاق النار ولا بوقف الحرب المدمّرة على غزة، حيث تستمر آلة القتل في تدمير قطاع غزة في ظلّ توقف معظم المستشفيات عن العمل ومنع وصول المواد الطبية في أبشع جريمة عرفتها البشرية.
أمّا على الحدود الجنوبية اللبنانية، فيستمر العدو في تصعيد هجماته وقصفه للقرى، واستهدف مرّة جديدة وبشكل مباشر الطواقم الإعلاميّة، ما أدّى إلى إصابة أحد الصحافيين ونجاة البعض الآخر بأعجوبة، ليفاقم العدو الإسرائيلي بذلك أعماله الإجرامية بغية طمس الحقيقة وإسكات صوت الحق.
وتعليقاً على الحادثة، دانت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي استهداف الصحافيين، مشيرة إلى أن “العدو الإسرائيلي يواصل مراكمة جرائمه الموصوفة، ومنها استهدافه المقصود المتكرر للإعلاميين في فلسطين وجنوب لبنان”، لكنها أكدت أنه “مهما فعل لن ينجح في ثني الإعلام عن فضح إرتكاباته”.
وفي السياق، رأت مصادر عسكرية لـ”الأنباء” الإلكترونية أن حكومة الحرب الاسرائيلية مصممة على رفض أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار كما على فتح أكثر من جبهة، مستفيدةً من الدعم الغربي والأميركي الذي وفرته لها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مع وجود البوارج الحربية قبالة السواحل الاسرائيلية، والدليل على كل ذلك استمرار التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني وتعرض القرى الحدودية للقصف الاسرائيلي بشكل يومي، بهدف استدراج حزب الله إلى المواجهة وتوسيع دائرة الحرب بما يخدم مصلحة نتنياهو ومنعه من السقوط.
وتطرّقت المصادر إلى قول نتنياهو بأنه يلزمه أسبوعين أو ثلاثة لحسم المعركة والسيطرة على غزة، وفق تعبيره، ما يعني بحسب المصادر أنَّ “الحرب على غزة والضفة الغربية مرشحة لأن تستمر شهراً ثانياً أو أكثر، ويستمرّ قتل الأبرياء”.
في الشقّ السياسي اللبناني، كان اللافت أمس اللقاء الذي جرى في البترون بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إذ علّقت مصادر سياسية، عبر “الأنباء” الإلكترونية، مشيرةً إلى أنّ “هذا اللقاء يكتسب أهمية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، خاصةً وأن جنبلاط وباسيل شددا على تمتين الوحدة الوطنية وجعل لبنان أقوى في مواجهة التحديات الداخلية والمخاطر المتأتية من الحرب الاسرائيلية على غزة والضفة وجنوب لبنان، كما اتفق الطرفان على تعزيز العلاقة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي ومقاربة الملفات الداخلية بالحوار والتفاهم، وأكدا أهمية انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة تكوين السلطة وبناء المؤسسات”.
وقد وصف عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أجواء اللقاء بالممتازة، لافتاً إلى أنَّ جنبلاط وباسيل تفاهما على خطوط عريضة من أجل المستقبل وترسيخ التعاون بين الطرفين، وهذا يعد برأيه “خطوة ممتازة من أجل التفاهم في الجبل، وهو ما كنا ننادي به البستاني باستمرار”، مؤكداً بأن اللقاء بين الرجلين “قد يؤسس لبناء علاقة مستقبلية ستنعكس برلمانياً لمصلحة البلد وهذا هو موقف الرئيس وليد جنبلاط من الأساس”.
البستاني لفت إلى أنَّ “كلّاً من النائبين جنبلاط وباسيل ينتميان إلى جيل واحد متقارب، وبإمكانهما التفاهم على معظم الأمور”، متمنياً أن “يتوسع هذا اللقاء ليشمل قوى سياسية أخرى من أجل التوصل إلى تفاهم رئاسي وليس تقاطعاً، لأن التقاطع ظرفي، كما تقاطعنا على انتخاب الوزير جهاد أزعور، أما التفاهم فهو مختلف كلياً ويخدم المصلحة الوطنية أكثر”.
وعلى الصعيد الحكومي، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السراي الحكومي وعلى جدول أعمالها ١٦ بنداً ومن المتوقّع أن يطرح وزير الدفاع مشروع قانون يتعلّق بتعيين المجلس العسكري، وفقاً لمصادر حكومية، فيما نقلت هي نفسها عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رغبته بالتمديد لقائد الجيش حتى انتخاب رئيس الجمهورية، ما يعني إبقاء الكباش الحكومي حول هذا الملف قائماً.
وعلى وقع التصعيد على الجبهة الجنوبية، والتخوّف من توسّع رقعة الاشتباكات لتطال لبنان بأكمله، يبقى السؤال المطروح حول إمكانية أن تكون هذه المؤشرات التي استجدت مؤخراً، مدخلاً لتفاهمات لحلّ للأزمة الرئاسية وأزمة التعيينات في السلك العسكرية، ليعاد انتظام المؤسسات، أم ستبقى الأمور تراوح مكانها لأجل غير مسمّى.
المصدر : الانباء