محليات

المطارنة الموارنة نوهوا بتحرك بعض الكتل لانتخاب رئيس وجدّدوا رفضهم زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية: لضبط الوجود السوري لأن الخطر يدق أبواب هوية لبنان

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر جاء فيه:
يسجل الآباء ارتياحا مبدئيا إلى التحرك الخيّر الذي يقوم به نواب وكتل نيابة وأشخاص ذوو إرادة حسنة، آملين أن يعقد مجلس النواب جلسات مفتوحة متتالية حتى انتخاب رئيس جديد للدولة، وأن يتلاقى هذا التحرك مع المساعي الديبلوماسية الخارجية التي تصب في الاتجاه نفسه.
يجدد الآباء رفضهم القاطع زج لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها. ويطالبون الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.
يحذر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسويات تمس سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوق جغرافية. ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أي تفاوض لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميد حتمي حتى انتخابه.
يعبر الآباء عن استيائهم البالغ حيال الدرك المؤسف الذي بلغته إدارة الحكم في البلاد، الذي يجد تعبيره الأخير الخطير في إقرار موازنة ظالمة للشعب اللبناني، ترفع من مستوى التضخم من خلال الخلل الفاضح بين الواردات والصادرات، فضلا عن اعتماد سياسة الهرب إلى الأمام في تدارك زبائني للغضب الأهلي المتصاعد. يحدث ذلك على رغم التنبيهات التي صدرت عن مراجع معنية واختصاصية في المجال المالي والاقتصادي. ويدعون مجلس الوزراء ومجلس النواب إلى تدارك الأمر ومعالجة مكامن الداء قبل استفحاله في سلسلة من العصيان والتمرد، تهدد الوضع العام وتزيد من تفاقم أزمات البلاد المتنوعة.
يراقب الآباء بحذر وقلق، الأحوال التي آلت إليها معظم المناطق من جراء تنامي أخطار الوجود المتفلت للنازحين السوريين. إن التهديدات الأمنية التي يمثلها هذا الوجود، وضغوط الأعباء المالية التي يرتبها على البلاد، وتزايد تضييقه على معيشة اللبنانيين سواء في المنافسة التجارية أو محاصرة اليد العاملة، كل ذلك يؤكد وجوب المسارعة إلى ضبط هذا الوجود وإخضاعه للقوانين اللبنانية الضرائبية والرسومية، وإلى الإفادة في ذلك من إمكانات الإدارات المختصة والبلديات واتحادات البلدية. فالخطر بات يدق أبواب هوية لبنان وعيشه المشترك معا.
يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم، خلال ما تبقى من زمن الصوم المبارك، الى تكثيف صلواتهم وأعمالهم التقشفية والخيرية، والى تحمل ما يلاقونه من مضايقات وآلام وقلق على المصير، مشركين كل ذلك بآلام السيد المسيح، استعدادا للاحتفال بقيامته ملتمسين من الله أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا على وضع حد للحروب، ونشر السلام في وطننا ومنطقتنا والعالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى