محليات

نشدنا التغيير فوصلنا إلى التعتير

كتب حسن كحول
لن أقول أن ما حل بلبنان من انهيار هو نتيجة ثورة ١٧ تشرين بل هو نتيجة تراكمات من سياسة التحاصص والطائفية والفساد وبدعة الديمقراطية التوافقية وخدعة الميثاقية ونتيجة الولاء للخارج على حساب الوطن والمراهنة على التوازنات العالمية الكبرى والتسويات الإقليمية والتحالفات المحلية والمراوغة للوصول الى إتفاق سلام مع العدو الصهيوني يسهم في رفع العقوبات العالمية وضخ استثمارات أجنبية

فكانت ١٧ تشرين متنفسا للاحرار للخروج من قمقم الطائفية وزواريب المناطقية إلى رحاب الوطنية ولكن ما حصل هو نجاح الوصوليون والمبعدون قصرا عن سياسة الفساد والانانيون والمندسون بقمع ثورة ١٧ تشرين في مهدها قبل أن يقمعها ارباب الفساد وحيتان السلطة والمال فانتجت هذه الثورة مجموعة غير متجانسة من النواب الذين لم يقدموا خلال سنة وعشرة أشهر الصورة الصحيحة للعمل الثوري الصحيح الساعي إلى استرداد الدولة وتحريره من الفساد والتبعية بل انتقل بعضهم إلى صفوف المعارضة وحتى ان بعضهم ساير الموالاة واتجه بعضهم السير بين الاثنين فأعتقد الى التصويت على القطعة بدل ان يحملوامشروع وطني سياسي مالي اقتصادي واضح المعالم ومحدد الأهداف بهدف الإصلاح ولم يتحملوا عبء النضال في سبيل انجاز ما يمكن منه كمرحلة أولى من خلال ثورة برلمانية مؤثرة مقنعة لمن صوت لهم ومؤثرة في قناعات المترددين او المقاطعين ولكن ما حدث لم يكن على قدر الأمال التي حملتهم لسدة البرلمان واظهروا الكثير من الخلافات والاختلافات فيما بينهم ومع قواعدهم مما عزز عن قصد أو عن غير قصد حظوظ قوى الفساد على الاستمرار في القبض على مفاصل السلطة وجر البلاد إلى الانهيار الكامل والشامل والحاقها بالمحاور الخارجية

وأصبح هم التغييرين المدافعة عن ممثليهم فقط سواء انتجوا ام لم ينتجوا وانصبت جهودهم لتوحيدهم في كتلة واحدة ورأب الصدع فيما بينهم وتقديم التنازلات والتراجع عن أهداف ومبادئ ١٧ تشرين وأصبحوا ينتظرون المناسبات للتحرك او يستغلون تناقضات قوى الفساد لإثبات انهم موجودين وباتت التحركات خجولة ومحدودة وصغيرة وغير مؤثرة ولرفع العتب ودارت فيما بين الاحرار الاتهامات بالتخوين والتمنين حتى دخلوا كما اتباع الأحزاب والطوائف إلى القمقم الضيق الذي سيؤدي حتما إلى موت الوطن

يا ليت ١٧ تشرين تأخرت عن موعدها لحين نضوج افكارها ومبادئها أكثر ويا ليتها حزمت أمرها في كشف و فضح الانتهازيين والوصولين وعدم الخضوع للامر الواقع الذي فرض عليها

للأسف أصبحت ١٧ تشرين واحدة من مكونات السلطة المنهارة في لبنان وخسرت مصداقيتها عند الكثير من الأحرار الذي لم ولن يكونوا حتما الا غصة في حلق قوى الفساد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى