محاضرة للشيخ أحمد الطحش في تركيا بعنوان “لا تكن صفرا”
ألقى الشيخ أحمد الطحش محاضرة على مسرح” مدارس الهدى الدولية” في مدينة إسطنبول في تركيا، بعنوان “لا تكن صفرا”، بحضور حشد من الهيئات التعليمية والطلاب .
وكان استهل الطحش المحاضرة بالشكرة للإدارة التي أتاحت له الفرصة، هذا اللقاء مع الطلبة، كما شكر أفراد الهيئة التعليمية على كل ما قدموه .
وقال الطحش :” ان عالم اليوم، لا يتكلم إلا بلغة الأرقام، وكان الأجدر بنا أن نكون على قدر هذه المرحلة، لأننا نعلم ان مكونات المجتمع هي أربعة: صالح ومصلح وفاسد ومفسد .”
وأضاف “في يوم من الأيام في عهد الفاروق عمر رضي الله، جنّد ابو عبيدة قائد المسلمين لفتح بلاد الشام جيشا قوامه 4 الاف مقاتل، فجاء العدد ثلاثة الاف وواحد، فكان السؤال ماذا حصل، وما الغز من ذلك، ارسلوا كتابا الى امير المؤمنين عمر رضي الله عنه، قالوا طالبنا 4000 وكانت المحصلة ثلاثة الاف وواحد، فما الذي حصل، فجاءهم الجواب من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، “ان جيشا فيه قعقاع ابن عمر بألف مقاتل..”
وتطرق الشيخ الطحش الى رسالة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، مؤكدا ان المولى عزوجل أرسله رحمة للعالمين، ولم يرسله لأمة العرب فقط، بل للبشرية جمعاء . ففي عالم اليوم وبعد طوفات الأقصى لا بد من أن يكون هناك طوفان من نوع آخر، قوامه الوعي وكي الوعي .. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قد ولّ زمن النوم يا عائشة، ونحن ينبغي أن نكون على خطى النبي محمد عليه الصلاة والسلام…
وتابع الشيخ الطحش” اليوم وبعد السابع من أوكتوبر، جاءت أميركا وفرنسا وبريطانيا وكل دول الكفر الى غزة، غزة العزة والصمود والمقاومة، لأنهم أدركوا أن مليونين من المسلمين يعادل مليارين من غير المسلمين، هذه هي المعادلة، فينبغي ان نصوب السهام وان نبقى دائما في الريادة وفي القمة .. تسمعون وترون بأم العين ما يدور على أرض فلسطين، لا مواقف رمادية مع قضيتنا العادلة والمركزية في فلسطين، ينبغي أن نكون مع أهل الحق وان نبتعد كثيرا عن أهل الباطل .. ان أبناء الكيان الغاصب يعلموهم في المناهج التعليمية 3 منطلقات، الأول ان اليهودي هو شعب الله المختار، وثانيا اذا كان اليهودي او الصهيوني في مجموعة، ينبغي ان يجيرها في ما يخدم مشروعه، وثالثا ينبغي كل فرد ان يسخر كل طاقاته لخدمة مشروعه.. ”
وقال:” نحن عندنا من الخير الكثير، نحن ننتمي الى أمة النبي عليه الصلاة والسلام، والله تعالى قال:” كنتم خير أمة أخرجت للناس. فالغاية من خلقك أن تكون عبدا لله، والمعنى ان تكون عبدا لله غير محصورة بالصلاة او الصيام اوالزكاة، فأن تكون مميزا في المدرسة أو الجامعة، أن تكون المثالا في الصف، وأن تكون من أبيك وأمك من البررة، وان تترك بصمة خير في حياتك، حينها تكون تؤدي الرسالة التي كلفت بها ..
ودعا الى متابعة العلم والمثابرة في طلبه.. لافتا ان الصين باتت مصنع العالم” كل شيئ صنع في الصين، إلا العزة صنعت في غزة، الصين مصنع العالم، الا ان الكرامة والعزة والصمود والعنفوان وكالة حصرية على أرض غزة وفلسطين..
وهنأ الطلاب بنجاحهم، داعيا اياهم الى تصويب سهامهم نحو التميّز، مشددا الرهان على العلم ..
وأضاف لأجل ذلك كانت المحاضرة “لا تكن صفرا”، فلابد أن نعود الى الإنسان والى تركيبة هذا المخلوق العجيب من عقل وجسد وروح وقدرات وطاقات، لا بد من أن نستخدمها فيما يرضي الله عز وجل، فعلينا ترجمة الأقوال الى أفعال لأننا اليوم امام اختبارات وامتحانات في حياتنا، مؤكدا انه يجب ان يكون لدينا كطلاب هدفا وغاية في الحياة، لافتا الى ان البشرية تبحث عن قدوات.. فأوروبا اليوم في حالة افلاس قيمي وأخلاقي، وأما نحن فعندنا القرآن والهدي النبوي الي يرشدنا الى كل خير..
وأكد ان المسلم صاحب شخصية متكاملة، معتبرا ان البشرية ضاعت وتاهت في ميادين الحياة، داعيا الى نأخذ بما جاء به النبي (عليه الصلاة والسلام) .
وندد بالمجازر الاسرائيلية في غزة امام صمت دولي مطبق، سائلا أين المرؤة ومنظمات حقوق الإنسان.. آسفا انه ينادون بالديموقراطية في كل دول العالم، لكن عندما تصل الينا تسقط وتتوقف، والحرية التي ينادون بها، نحن نتعلمها من الفاروق عمر، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، نحن ننتمي الى أمة عظيمة، الى الفاروق والى عثمان والى علي والى الياسين، وننتمي الى الملثم الذي ينطق بالحق ويعلمنا كل معاني العزة والبطولة على أرض فلسطين .. معتبرا ان أميركا راعية الإرهاب في العالم لدعمها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين…، وسيأتي النصر من الله لأننا نؤمن ايمانا جازما، وهذه نبؤة من سيدنا محمد حين قال :” وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله…